الغذاء والرياضة

الموضوع في 'صحراء الرياضة' بواسطة هـمـس النـجـوم, بتاريخ ‏7 أكتوبر 2007.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    --------------------------------------------------------------------------------

    التغذية أمر يفرض نفسه على الرياضي، فالغذاء يساوي الطاقة والطاقة تولد الإيقاع السريع ، والظهور الملفت للرياضي أثناء المنافسة، والرياضة منظمومة تتوحد فيها عدة مكونات لا يمكن الفصل بينها، وحياة الرياضي مرتبطة بنوع التغدية التي يأخذها، بالحصص التدريبية، ومدة الراحة والنوم، وكل ذلك مرتبط ببعضه لكن التغدية تعتبر عنصرا أساسيا لحركة اللاعب والإهتمام بالتغدية أمر ضروري لأنها المساعد الوحيد على تعويض الطاقة التي يحرقها الرياضي أثناء التداريب والمباراة، والرياضي الذي يخطط لمشوار حياته بشكل كبير هو الذي يعتني بتغذيته لأنها تعينه على التألق والنجاح·

    وفي هذا الملف نعرض لدور التغذية في حياة الرياضي وما يترتب عن النقص فيها وكذا كيف يتعامل رياضيونا مع هذا الشهر الكريم وإلى أي حد يؤثر على مردودهم·

    أهمية التغذية عند الرياضي

    تمثل التغذية المورد الوحيد والأساسي للطاقة عند الممارس الرياضي، وهي التي تساعده على الحركة، إذ أن جسم الرياضي لا يمكنه الإستمرار في اللعب لمدة زمنية طويلة مثل كرة المضرب، كرة القدم، سباق الماراطون وغيرها من الرياضات التي تتطلب بذل مجهود خلال فترة زمنية معينة يكون مطالبا فيها بتقديم عرض جيد ومسايرة إيقاع مرتفع وسريع، تنتج عنه فرجة وروعة في الأداء، وإذا اختلت تغذية الرياضي فإن المردود يضعف وجسم الرياضي يصعب عليه الإستمرار في بذل المجهود، يقول الدكتور عبد الرزاق هيفتي طبيب فريق الوداد البيضاوي: > التغذية تمثل أهمية كبيرة، إذ لا يمكن الفصل بينها وبين التداريب من حيث الأهمية داخل حياة الرياضي أعتبرهات منظومة لا يمكن الفصل بين مكوناتها، التغدية، التداريب والراحة تكمل بعضها وبدونها يصعب الرقي بمردود الرياضي، والتغذية تشكل نسبة 60% من حيث الأهمية في حياة الرياضي <·

    وتظهر آثار التغدية لدى اللاعب الفردي أكثر من الجماعي، فالأول حسب الدكتور الزاهي بوجمعة طبيب الفريق الوطني والجيش الملكي يدخل المنافسات لوحده دون تلقي مساعدة من زملائه ولا يمكن تعويضه كما هو الحال في الرياضات الجماعية، حيث يكون الحكم غالبا على الأداء الجماعي للفريق، فعندما يعطي كل لاعب ما في جعبته نجد أن الأداء من الطراز الرفيع مثلما نشاهد في أروبا، ويكون الأداء متوسط وقد يصل حد الملل عندما تقوم نصف المجموعة بتقديم أداء جيد بينما النصف الآخر يتنزه في الملعب، وعندها تغيب الجودة والفرجة ويصبح الأداء عاديا وكأنك تتابع مباراة أحياء، والتغذية عند الرياضي تختلف عن التغدية عند الشخص العادي لأن الرياضي يبذل مجهودا في التداريب يستهلك من خلاله كل المكونات الطاقية التي يختزنها الجسم والتي يتم تعويضها بواسطة تغدية متوازنة· يقول محمد بنشريفة لاعب الوداد البيضاوي: > التغدية بالنسبة للرياضي مختلفة عن باقي الأشخاص، لأنه ملزم بتناول مواد غذائية تناسب المجهودات التي يبذلها سواء في التداريب أو المباراة والكفيلة بمد جسمه بالطاقة اللازمة، ويضيف اللاعب مصطفى الشاذلي من فريق الرجاء البيضاوي أن الرياضي مطالب باتباع وصفة رياضية كاملة تساعده على مضاعفة حظوظه في التألق·

    ويرى الدكتور الزاهي أن التغدية لم تحظ بحصة الأسد في اهتمام المشرفين على الرياضة وأن الإهتمام غير موجود حتى بالحصص التدريبية فكيف يكون بالتغدية الرياضية التي يغيب المختصون بها داخل الفرق المغربية باستثناء بعض الفرق التي تهتم بذلك، ويضيف:

    > التغذية تدخل في الإرتباط بحجم الممارسة، فإذا كانت الممارسة على صعيد احترافي فالتغدية تكون احترافية كذلك، وإذا عملنا بلغة الأرقام فإن حصة تدريبية من ساعة ونصف أوساعتين يصل مجموع الطاقات الحريرية التي يحتاجها الممارس تفوق 2000 حريرة والتوازن في تغذية الرياضي يتطلب كحد أدنى توفر 2000 حريرة في الوجبة الغذائية، أما إذا كان الرياضي يسعى لاسترجاع لياقته ومستواه فهو مطالب بتوفير فائض 3000 حتى 4000 حريرة والتوازن في غذاء الرياضي يفرض احتواء الوجبات علي المكونات الأساسية للتغدية، يقول الدكتور محمد عتيق طبيب فريق الرجاء البيضاوي:

    > هناك مواد غذائية تعطي للرياضي طاقة لبذل المجهود وتمده كذلك بقوة عضلية وذلك بخلق توازن بين المكونات الثلاث الأساسية في التغدية وهي السكريات، البروتينات والذهنيات <·

    المكونات الأساسية للتغدية

    تتشكل المكونات الأساسية للتغذية من السكريات، البروتينات والذهنيات، وتتوزع أهمية كل مكون حسب الطاقة التي يزود بها جسم الرياضي، السكريات وتتوزع إل قسمين: سكريات سريعة الهضم والتي نجدها في السكر الفواكه والمشروبات، ويمنح هذا النوع من السكريات دفعة طاقية مهمة للرياضي في فترة وجيزة جدا ولها دور في رياضات متعددة نذكر منها سباق المارطون الذي تتجاوز مدته ساعتين، وخلاله يستعين العداء بمياه ملونة محلاة أوعصير في كل خمس كيلمترات لأن إمكانية استمراره تضعف إذا لم يتزود جسمه بالطاقة· والسكريات البطيئة الهضم هي التي نجدها في الحبوب والأرز، وتعتبر المخزون الأساسي للطاقة، الذي تركز عليه حركية اللاعب·

    المكون الثاني وهو البروتينات والذي ينقسم إلى بروتينات نباتية توجد في الحبوب والأرز وبروتينات حيوانية تتوفر في اللحوم، الأسماك، البيض، والحليب ومشتقاته وهي مورد أساسي بالنسبة للبنية الجسمانية، لا تلبي حاجيات الرياضي من الطاقة سوى بنسبة قليلة قد تصل إلي 15% ، أما المكون الغذائي الثالث وهو الذهنيات التي تتجزأ بدورها إلى قسمين نباتية توجد في الزبدة والزيوت بكل أنواعها، وحيوانية تتمثل في اللحوم البيضاء والحمراء ، البيض، الحليب ومشتقاته، مخزون الطاقة من الذهنيات قد يتحول إلى شحم إذا لم يتم حرقه من قبل الرياضي أثناء التداريب وقد يؤدي إلى عجز الجسم عن الحركة بسبب إغلاقه للأوعية الدموية·

    تخضع التغذية عند الرياضي لمعايير أهمها مراعاة الكم والكيف، وتتم مراعاة الكم بالإعتماد على المكونات الأساسية من بروتينات، سكريات، وذهنيات، وتنضاف إليها الأملاح المعدنية والماء والفيتامينات وبعض المكونات المعدنية مثل الحديد، وكل هذه المكونات يجب توفرها في الوجبة الغذائية، يقول الدكتور الزاهي: > من حيث الكم تشغل نسبة البروتينات ما بين 35% إلى 40 % تدخل فيها اللحوم والأسماك والدجاج وتتراوح نسبة الذهنيات بين 15% وإلى 20 % لأن سعر الحريرات الذهنية يتجاوز بكثير سعر حريرات البروتينات والسكريات، وإذا أخذنا لاعب كرة القدم مثلا فعليه أن يأكل 200 غ من اللحوم يوميا إضافة للخضراوات، الأملاح المعدنية، المشروبات، والفواكه <·

    الماء والمشروبات

    قال تعالى في كتابه الكريم: > وجعلنا من الماء كل شيئ حي < والماء هو أساس الحياة وعند الرياضي له أهمية خاصة جدا يشرحها الدكتور عتيق: > الرياضي يحتاج لكمية مهمة من الماء لأنه يبذل مجهودا كبيرا خلال الحصص التدريبية، فإذا كان الشخص العادي الذي لا يتحرك كثيرا طيلة اليوم عليه أخذ لتر ونصف من الماء، فإن جسم الرياضي يتطلب أكثر وهو ضروري جدا حتى لا تجف الخلايا، ويتعرض الرياضي لحواذت عضلية<·

    على الرياضي أن يعوض الماء الذي يفقده خلال التداريب أو المباراة على شكل عرق، إذ باستمرار الجسم في بذل المجهود يمتص الماء من الدورة الدموية ومن الخلايا، وفي حال عدم تعويضها به تموت من جراء جفافها· يقول عبد الفتاح الخطاري لاعب فريق شباب المحمدية: > الماء مهم جدا خاصة أثناء التداريب، وبالنسبة لي أشرب خمس لتراث في اليوم< إلى جانب الماء تظهر عدة سوائل منها ماهو صحي للرياضي وماهو غير صحي مثل المشروبات الغازية التي غالبا ما تؤدي إلى انفتاخ بطن الممارس، ويقول الدكتور هيفتي في هذا الجانب: > داخل الوداد منعت اللاعبين من تناول هذا النوع من المشروبات لأنه لا يعود بالنفع على الرياضي، إنها غير جيدة له، بالمقابل أحتهم دائما على الإكثار من شرب الماء خاصة المياه المعدنية لاحتوائها على عناصر مهمة قد لا تتوفر في بعض المواد الغدائية مثل المنغنيزيوم، الكالسيوم، والبكاربونات، فيما لايحبذها الدكتور عتيق خاصة مع اقتراب المباراة، لأنها تسبب مشاكل للاعبين ويفضل تناولهم لمشروب "والماس" مع الماء لتوفره على المنغنيزيوم والبيكاربونات، إلا أنه يستبعدها يوم المباراة حتي لا يتعرض اللاعبون لمشاكل صحية خاصة مع ظروف القلق والتوثر قبل اللقاء ويوافقهما اللاعب مصطفى الشاذلي في ذلك قائلا: > المشروبات الغازية لا تحمل أي فائدة للرياضي، الماء هو الأفضل لأنه يساعد في عمل العضلات، كما أني لا أشرب سوى المياه المعدنية < في حين يرجع الدكتور الزجلي لحسن طبيب المركز الوطني لألعاب القوى ضرر المشروبات الغازية إلى عامل التعود عليها، إذ قد لا تؤدي الممارس الذي اعتاد على أخذها < إلى جانب المياه المعدنية نجد المياه العادية التي توفرها شبكة المياه ومع افتقارها للمعادن فإنها تستهلك من قبل العديد من الرياضيين الذين لا تتوفر لهم الإمكانيات لأخد الماء المعدني، يقول اللاعب بودزوكا من فريق مجد المدينة:

    > الماء المعدني نأخده فقط في فترة المباراة، أما بعدها وخلال الأسبوع بكامله آخذ ماء عاديا، ليست لي الإمكانيات لأشرب غيره < وإضافة إلى عدم غناه بالمعادن فالماء العادي ثقيل ولايساعد الرياضي على تناول كمية كبيرة منه·

    أما القهوة فشربها من قبل الرياضي لا ضرر فيه، خاصة إذا كان متعودا عليها على ألا يكثر منها لاحتوائها على الكافيين، الذي قد يكون سبببا في المشاكل أثناء الخضوع للمراقبة، أما الشاي فتناوله لا يؤدي بل إن بعض اللاعبين في كرة القدم يأخذوه بين الشوطين لتوفره على سكريات سريعة الهضم والتي ستساعد اللاعب في ما تبقى من اللقاء·

    تابع
     
  2. جاري تحميل الصفحة...

    مواضيع مشابهة في منتدى التاريخ
    النمو العضلي=التمرين+الغذاء+الراحة صحراء الرياضة ‏19 أغسطس 2008

  3. الأثر الإيجابي للتغدية

    الرياضي الذي يحافظ على تغذية متوازنة تحترم نسبة كل مكون غذائي يكون عهده مع العطاء مستمرا، لأن التغدية الرياضية تعطي للرياضي قدرة أكبر على تحمل المباريات والمنافسات الرياضية مهما ارتفع حجمها إذ بتوفر الجسم على الحريرات الطاقية الكافية سيكون بإمكانه اتمام اللقاء حتى آخر دقيقة دون أن يضعف مستوى أدائه· يقول الدكتور الزاهي: > مراعاة الرياضي للتغدية المتوازنة تساعد على تجنب الإصابات وغياب المضاعفات إثر الممارسة، كما أنه لا يفقد وزنه وتكون قدرته على تحمل المباريات الرياضية أقوى، يسترجع الطاقة التي افتقدها أثناء الممارسة، وحتى من جانب التشكيل الجسماني للرياضي في كيفية إفراز الهرمونات التي تظهر علي تصرفاته، فنجده إنسانا نشيطا، لا يقلق بسرعة، مسالم، وهو العكس عند رياضي آخر لايتلقى تغدية متوازنة <·

    النقص في التغذية وضعف المردود

    جسم الرياضي يحتاج باستمرار لمواد غذائية طاقية، لأن المجهود الذي يبذله يختلف عن الشخص العادي، وفي غياب غذاء متوازن يعوض مخزونة الطاقي فسيكون عرضة لعدة مضاعفات، يقول سمير فلاح لاعب نهضة بركان: > التغذية التي لاتراعي الوصفات الرياضية تؤثر على مردود الرياضي داخل الملعب، وليست لدي الإمكانيات لأعتني بغذائي اكتفي بما يحضر في البيت من وجبات <، وهو رأي يشاركه فيه اللاعب جواد المباركي من الرشاد البرنوصي، وتأثير التغدية على الرياضي بشكل سلبي يتخد عدة أشكال من بينها الإفراط في الأكل قبل المباراة مما يترتب عنه الحرقة أو صعوبة التنقل في الملعب ويتحدث ممرض النهضة البركانية الفاطمي عبد الرحمن عن ذلك بقوله: > عندما نكون في طريقنا لمدينة ما لإجراء مباراة ألاحظ أن اللاعبين يأكلون كثيرا دون مراعاة لما نطلبه منهم، وهذا لأنه حسب الإمكانيات قد لا يأخذ هذا الغذاء سوى مرة أو مرتين في الأسبوع <·

    وقد يحدث أن يشعر اللاعب بالقلق والتوثر قبل انطلاق المباراة فيفضل عدم تناول وجبة الغذاء حتى نهاية المباراة، يقول اللاعب هشام جويعا من فريق مجد المدينة: > شعرت بالقلق وفقدت رغبتي في الأكل قبل إحدى المباريات الصعبة فكانت النتيجة أني أحسست بالعياء داخل اللقاء وفقدت قدرتي على التركيز <·

    يؤدي النقص في إحدى الوجبات الغذائية إلى غياب الحريرات الطاقية التي يأخذها جسم الرياضي من خلال الوجبة الغذائية، وإذا استمر الممارس في اللعب بحرق مخزونه الذي يتوزع في ثلاث مناطق هي العضلات، الكبد، وذهنيات على شكل شحم، وإذا تابع مجهوده دون تعويضه تحرق الذهنيات المخزونة ويصبح الرياضي نحيفا، تفرغ عضلاته وتصاب بتشنج ينتج عنه عجز عن التحريك أي أن ميكانيزمات الحركة عند الرياضي تتوقف، وإذا واصل الأداء في نفس الظروف التي لا تترفر فيها تغذية متوازنة يتعرض الرياضي لمضاعفات سلبية على القلب والكليتين والكبد وعلى الدماغ، إذ يعاني من الهديان وفقدان الوعي في حالة عدم الإحتياط التام وهذا العوز يطال حتى الفئات الصغرى التي لا تتمتع بالتغذية المتوازنة بالتغذية المتوازنة يوضح ذلك الدكتور الزاهي: > العوز يتجلى في الناحية البنيوية للاعب، جسمانيا نجده نحيف يتعرض لخلل في نموه سواء من جانب الطول أو الوزن وحتى من حيث جودة العضلات التي تكون ناقصة من جراء تغذيته غير المتوازنة، لذا إذا قارنا صغار فرق أوربية بصغار فرق مغربية نجد الفرق شاسع من حيث البنية الجسمية لأنهم يهتمون بالتغذية وأثرها في النمو داخل الفئات الصغرى<·

    الأندية والتغذية الرياضية

    في خضم المشاكل المادية التي تتخبط فيها الأندية الرياضية المغربية تبدو التغذية عند الرياضي أقل الأمور أهمية، بالنسبة للمشرفين على بعض الفرق الرياضية التي تعجز في مناسبات عديدة عن تسديد مستحقات اللاعبين، فكيف ستوفر لهم الإمكانيات المادية لتحسين نمط غذائهم يقول اللاعب بودزوكا: > لا أستطيع أن أوفر لنفسي غذاء رياضيا في غياب مورد مالي قار، أكتفي بتناول ما يوجد في البيت مع العائلة، عندما كنت ألعب مع الإتحاد الرياضي كانت الأمور مختلفة، أولا كانت الإمكانيات المادية موفرة، وثانيا كان هناك توجيه من قبل طبيب الفريق الذي ينظم وقتنا وطريقة تغذيتنا<· وهذا وضع غير وارد عند لاعبين ينتمون لفرق كبيرة كما يؤكد ذلك مصطفى الشاذلي: > داخل فريق الرجاء البيضاوي الإمكانيات موجودة وجميع اللاعبين في النادي يحرصون على أخذ غذاء متوازن، كما أنه من خلال تواجدي في الرجاء أصبحت لدي ثقافة غذائية وأعرف أسس التي يقوم عليها النظام الغذائي عند الرياضي، وذلك لتواجد الطبيب معنا سواء داخل المعسكرات أو في التداريب والمباريات، الأزمة المالية التي تعاني منها بعض الفرق خاصة داخل المجموعة الوطنية الثانية لكرة القدم هي التي تسيء لتغذية الرياضيين الذين وإن كانوا يدركون أهمية ذلك بالنسبة لهم فظروفهم المالية لا تسعفهم، والفريق يكتفي بتغذيتهم يوم المباراة فقط يقول اللاعب جويعا هشام: > إذا كنا سنلعب خارح البيضاء فالفريق يتكفل بوجبة العشاء والفطور والغذاء في يوم المباراة، وإذا كنا سنلعب بأرضنا فإننا نستفيد من وجبة الغذاء فقط··<·

    وبعد أن تعوَّد الممارس الرياضي على نوع من الغذاء المشترك مع العائلة طيلة أيام الأسبوع دون أي مراقبة، تغير نظامه مع اقتراب يوم المباراة يشرح الدكتور الزاهي أضرار ذلك : > بعدما كان الرياضي يتغذى دون استشارة أو معايير مقاييس علمية طاقية مع نهاية الأسبوع يتغير نظامه ويأخذ "حريرات" كثيرة تضر به أكثر مما تنفعه وتحدث له اضطرابا في

    الجهاز الهضمي الذي لا يكون مستعدا لاستقبال الموجة الفائضة من "الحريرات" ويتعرض لنوع من سوء الهضم، إسهال، خلل في النوم، وقد يشعر باضطراب يوم المباراة ونادرا ما تكون الأهداف كما رسم لها··<· ويضيف الدكتور الزاهي بأن هناك خللا في قناة التواصل مع اللاعبين لتوجيههم نحو العمل بالتغذية المتوازية، وهو الأمر الذي ينفيه ممرض فريق الرشاد البرنوصي دحو عدالرحمن الذي يؤكد أنه يوجه اللاعبين بخصوص المواد التي يستحب للرياضي أخذها والتي تفيد جسمه أكثر، بينما يتساءل عبدالمالك اجباتن إن كان الرياضيون يعملون بالنصائح التي تعطى لهم داخل بيوتهم أم لا؟، وهو سؤال يرد عنه الفاطمي عبدالرحمن ممرض نهضة بركان : >نقوم دائما بمراقبة وزن اللاعبين في الأسبوع واختبارهم، كما أني أعرفهم جيدا وأعرف وعيهم بأهم التغذية من خلال تجربتهم داخل الفريق··<·

    ويختلف الأمر داخل المعهد الوطني لألعاب القوى الذي يضم مابين 80 و120 عداء، تقدم لهم وجبات رياضية منتظمة يقول الدكتورالزجلي الرياضي: > المتواجدون بالمركز أفضل المتواجدين في الساحة ونسهر على تغذيتهم بشكل جيد لأنها المحرك الأساسي بالنسبة لهم·

    الوجبات المثالية

    لا يمكن الجزم بوجود وجبة مثالية تصلح لكل الرياضيين، إذ كل واحد يأكل حسب شهيته وما يوافقه من المواد الغذائية، تقول نزهة بيدوان البطلة العالمية: > ليست هناك وجبات معينة، لكن المهم مراعاة المكونات التي تتكون منها كل وجبة، لكن مع اقتراب المنافسات الدولية لا نأكل اللحم، بل نركز على الأسماك ونكثر من الخضر والعجائين بشكل كبير، ويتم تناول الوجبات خلال اليوم حسب برنامج التداريب فالأهم هو الفطور والغذاء··<· حسب الدكتور الزاهي وجبة الفطور يجب أن تحتوي على 15% حتى 20 % من سعر الحريرات اليومي، وتضم وجبة العشاء ما تبقى من الحريرات، ويقدم الدكتور هيفتي وصفة يوم كامل حيث يقترح أن تكون وجبة الفطور متكاملة من حيث السكريات والذهنيات، وتضم بيضة، مربى، حليب، ثمرتان أو ثلاثة، وجبة الغذاء يستحب أن تكون في الثانية عشر بعد الزوال وتحتوي على اللحوم خاصة اللحم الأبيض سمك أو دجاج مع الخضر والتي يجب صلقها أو قليها في الزيت ثم ياغورت أو فواكه، وجبة العشاء تؤخذ في الساعة السابعة والنصف أو الثامنة مساء، تكون عبارة عن حساء لأنه يهضم بسرعة لأن الرياضي لا يبذل مجهودا في المساء، كما يمكن أن يأخذ بعض العجائين، وبعض الفواكه، ويصر الدكتور هيفتي على الإكتار من شرب الماء وألا يتناول الرياضي أكثر من ثلاث وجبات، وهو ما يختلف فيه مع الدكتور الزاهي الذي يرى أن تناول الرياضي لثلاث وجبات هو أمر ضروري زيادة على وجبات خفيفة في الرابعة مساء والعاشرة صباحا، لأن جسم الرياضي يلزمه الغذاء كل ثلاث ساعات وتعطاه للسوائل بانتظام، لا ينتظر حتى يشعر بالعطش تجنبا لجفاف الخلايا، غيرالرياضيين بالمعهد الوطني لألعاب القوى لهم رأي آخر يوضحه الدكتور الزجلي: > غالبا ما يرفض الرياضيون بالمعهد الوجبات التي تقدم لهم وأحيانا يقولون اننا نريد تجويعهم، لهذا نعمد غالبا الى تقديم الأسماك في وجبة الغذاء حتى لا يتدمروا، لهذا لا يمكننا أن نعتمد المقاييس العلمية مع الرياضيين، المهم هو الحفاظ على المكونات الأساسية للتغذية··<· ويفسر ذلك أكثر الدكتور الزاهي: > على الممارس أن يتحلى بثقافة غذائية، لا يمكن أن نفرض عليه وجبة تقدم في فريق أس· ميلانو، يجب أن تكون التغذية من الوسط الغذائي المغربي، على أن نراعي فيها الكم والكيف، وبلادنا تعرف تنوع الخضر ويمكن أن تكون وجبة متوازنة··<·

    الثقافة الغذائية عند الرياضي

    تقول العداءة نزهة بيدوان: > بالنسبة لي أصبحت لدي تجربة وأعرف كيف أحافظ على لياقتي خاصة وأني أعيش في بيتي وليس المعهد، آخذ المكونات الغذائية المهمة وهذا لايعني أني لا آكل الكسكس يوم الجمعة أو الطاجين يوم الأحد، يمكن اتخاذ حمية محددة طيلة السنة فقط، اذا عرف الرياضي كيف ينظم ذلك··<·

    تغذية الرياضي وتكوين تقافة في هذا المجال تربط بمدخوله المالي، فاللاعب الهاوي يكون دخله محدودا لا يستطيع الإهتام بتغذيته، ومحمد بن شريفة يحكي عن تجربته: > لقد مررت بهذه التجربة، كنت أتدرب حصتين في اليوم وأذهب للبيت فأجد على مائدة الغذاء إما البطاطس والزيتون أوالعدس، لكن عندما تحسن مدخولي مع توالي السنوات بدأت أنظم تغذيتي بهدف تطوير مردودي وآخذ المواد التي ستفيدني مثل الجبن، الحليب، العسل، العصير في الفطور، السمك أو الدجاج في الغذاء، تكون طريقة الطهي مختلفة حتى لا يفقدوا المكونات الأساسية، وفي المساء آخذ العجائن لأنها تفرز طاقة مهمة للرياضي بعد 24 ساعة، وينصح بها ليلة المباراة··<· ويرى مصطفى الشاذلي أن الرياضي كل ما كانت لديه ثقافة غذائية واستطاع أن يطبقها أثناء ممارسته فإنه سيكون قادرا على العطاء اكثر داخل المباراة، غير أن امتلاك ثقافة غذائية دون امكانيات يقول الدكتور الزاهي: > إذا ارتبطنا بالممارس فـإن مستواه المعيشي لايسمح له ماديا أن يغذي نفسه طيلة مشواره الرياضي طبقا للنمط العلمي وسيخسر كل ما يربحه على تغذية نفسه ولا يمكن للأندية أن تتكفل بمصاريف التغذية لأنها لا تملك ثقافة التغذية··<·
    تابع
     
  4. ويعكس وضع اللاعب بودزوكا ارتباط الثقافة الغذائية بالإمكانيات : >أعرف كثيرا عن التغذية عند الرياضي، لكن لا يمكنني تنظيم تغذيتي لقلة المدخول، أفطر بالشاي والخبز مع الزبدة والمربى، في الغذاء أتناول ما أعد للعائلة كلها، وأحرص في العشاء على تناول الأرز والعجائين لأني أعرف أهميتها عند الرياضي··<

    الرياضي وموائد رمضان

    تختلف العادات عند المغاربة جميعا، حيث تكون موائد الإفطار والعشاء والسحور شهية ومتنوعة، فكيف يقاوم الرياضي شهيوات رمضان يقول مصطفى الشاذلي: > في رمضان على الرياضي أن يتكيف مع الأجواء والتقاليد المغربية المرافقة له، ولكن رغم كثرة الأكلات على المائدة إلا أنني أحرص على اخذ ما هو مفيد لي، حقيقة لا استطيع مقاومة عدة وجبات لكني لا أبالغ خاصة مع اقتراب يوم المباراة لأن الجمهور ينتظر المردود الجيد··<·

    ولايخفي محمد بنشريفة إغراء مائدة رمضان: > سأكذب اذا قلت اني اخذ الأشياء الأساسية، وحسب الأعراف المغربية فالمائدة تكون ممتلئة بكاملها ولا تمنحك فرصة للإختيار، لكن من حيث الكم لا آكل كثيرا لأنه ينتظرني العشاء والسحور حتى أحافظ على التوازن من حيث المواد التي يحتاجها الجسم··< لكن الدكتور هيفتي له رأي آخر: > ليس في صالح اللاعب تناول كل ما يوجد على مائدة الإفطار في شهر رمضان، دائما يزداد اللاعبون في الوزن، لايجب أن يجمع بين وجبتين ثقيلتين، عليه أن يـأخذ ثلاث وجبات، فطور، عشاء وسحور، ولا نخلط بين الوجبات المتعددة، يأخذ حساء، كأس حليب، تمر، ويتوقف حتى العشاء بعد ثلاث ساعات ثم السحور··<· في حين نجد عكس هذا الكلام لدى الدكتور عتيق: > في رمضان لا أوجه اللاعبين لزي شيء، أرى أن الموائد المغربية في رمضان تكون متوازنة ومتكاملة، يتواجد بها الثمر والشباكية والعصير والحليب والبغرير والبطبوط، وهي مهمة لتوفرها على سكريات بطئية الهضم، لا يمكن أن تعطي اللاعب أكلة خاصة في رمضان، المهم ألا ينسوا الماء لأنه ضروري جدا، أغلب اللاعبين لايأخذون السحور ويكتفون بالعشاء في وقت متـأخر، ومن الأفضل أن يحتوي السحور على سكريات بطئية الهضم، كما لا يفترض بالرياضي أن يأكل كثيرا في السحور حتى لايشعر بالجوع في الغذ، لأن المعدة كلما امتلأت ، كلما قامت بعملية الهضم بسرعة··<· ويعترف عبدالمالك اجباتن بأن الجميع يقع أسير مائدة الإفطار، فالسكاريات ضرورية، لكن يجب الحفاظ على المقدار حتى يبقى التوازن حاصلا في جسم الرياضي·

    ولايختلف عنه لاعب الرشاد البرنوصي جواد المباركي الذي لا يستطيع مقاومة مائدة الإفطار ولايختار ما يجب تناوله، غير أن العادات المغربية تختلف بين المغرب والشرق يقول الفاطمي ممرض نهضة بركان: >في الشرق هناك عادات مختلفة إذ لا يأكلوا كثيرا في الفطور ولايأخذوا العشاء، ولكن السحور عندهم يتكون من وجبة ثقيلة مثل ما يحضر في العشاء··<



    الصيام وأثره على المردود

    يتأثر الرياضي في فترة الصيام بشكل كبير لعدم شرب الماء خاصة، ورغم أن التداريب في هذا الشهر تكون خفيفة وساعاتها قليلة يقول الشاذلي: > غالبا لا نبدل مجهودا كبيرا في رمضان خلال الحصص التدريبة التي تكون مدتها قصيرة، لكن الصعب هو يوم المباراة لأن اللاعبين غاليا ما يتعرضون لإصابات وهم في حالة صيام··<· ويشرح الدكتور عتيق تأثير الصيام على مردود الرياضي اثناء المباراة: > تجرى المباريات عادة في الساعات الأخيرة قبل الإفطار، حيث تنقص نسبة السكريات والماء في الجسم، ويشعر اللاعب بإرتخاء وعدم التركيز، ويؤدي الجفاف من الماء الى تشنج على مستوى العضلات ومردود الرياضي ينقص خاصة في العشرة أيام الأولى لأنه لايكون قد تكيف مع النظام الجديد، وبعدها يمكنه أن يتحمل لأنه تعود، لكن إذا كان الرياضي يسهر ولا ينام المدة الكافية فإن المردود لن يكون طيبا··<· لكن اللاعب سمير فلاح يرى أن المردود عند اللاعب هو ناقص دون شهر رمضان فقط، اللعب في رمضان يحتاج لمجهود بدني مضاعف والمردود يكون اقل من الأيام العادية·· غياب المنافسات الدولية في شهر رمضان يريح رياضيي ألعاب القوى إذ لا يؤثر الصيام علي مردودهم بحكم انهم يكتفون بالتداريب اليومية ولا تنتظرهم المنافسات في نهاية الأسبوع·· تقول نزهة بيدوان: > شهر رمضان يكون صعبا نوعا ما، لأننا نتدرب ونحن صائمون ولا نأخذ الماء الذي نحتاجه بكثرة، ولأننا لا نتدرب في الصباح أقوم بحصة مسائية بعد الإفطار··<·

    ويرى بعض الرياضيين أن رمضان صحي بالنسبة لهم ولا يؤثر على مردودهم، يقول بودزوكا: > بالنسبة لي، رمضان صحي، آخذ كل ما يوجد في مائدة الإفطار ويمكن أن أتدرب حتى أربع ساعات··< ويوافقه الرأي اللاعب جواد المباركي الذي يــؤكد أن اللعب في رمضان لا يضعف مردوده لتعوده على ذلك منذ تواجده مع الفئات الصغرى·
    منقول وتقبلي تحياتي أخوكم
    هـــمـــس النـــجـــوم
     
    • أعجبني أعجبني x 1
  5. ماقصرتوا والى الامام ان شاء الله
    وننتظر منك التفاعل
     


  6. مـــشكووور على الموضوع الطويــل

    للاسف ما قرأته كله

    ^^

    وشكراا مره ثانيه
     
  7. يسلمو على المرور أخواني نورتوا الموضوع وبإنتظار تكمليه أختي شيري تقبلوا تحياتي أخوكم
    هــــمــــس النــــجـــوم