روايـــْـة الرمــْـادي ( 2 )

الموضوع في 'الروايات والقصص' بواسطة اسامي, بتاريخ ‏29 يونيو 2010.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

حالة الموضوع:
مغلق
  1. [​IMG]



    [​IMG]













    ][ الفصل الثاني ][



    ( لقاء )



    استيقظت في الصباح على صوت طرق على باب غرفتي ،

    شعرت بنعاس شديد و بألم في رأسي. سهرت طويلا ليلة البارحة و لم أنل كفايتي من النوم.

    أدرت رأسي إلى الجهة الأخرى و غطيت وجهي باللحاف محاولة تجاهل ذلك الازعاج.

    جاء صوت أبي غاضبا من خلف الباب :

    ((سمر .. انهضي ستتأخرين على المدرسة و تأخرينني عن عملي !))



    قفزت من السرير بعد سماعي لصوته و أجبته :

    ((سآتي في الحال!))



    بدا أنه في مزاج سيئ فلم أرد أي مشاكل معه .. يكفيني التوتر الذي أشعر به بسبب ما ينتظرني هذا اليوم .. لم أكن في استعداد نفسي أو جسدي لخوض تجربة المدرسة الجديدة هذه!



    حاولت أن أجهز بأقصى سرعة ،

    لم يأخذ تنظيف أسناني أو غسل وجهي وقتا ،

    و بالطبع ما كان ارتداء ثيابي سيستغرق وقتا أيضا .. فقط لو علمت ماذا علي أن ألبس ؟؟

    لم يكن لدي الكثير من الخيارات ، و مع هذا وجدت نفسي محتارة.

    مهمة انتقاء الثياب هي الأصعب للفتاة.

    انتهيت أخيرا بكنزة طويلة الأكمام .. زرقاء اللون مزينة بخرزات صغيرة سوداء في أطرافها ،

    و اخترت سروال جينز أسودا لطالما أحببته ، و ارتديتهما على عجل ثم نزلت إلى أسفل لأتناول الإفطار.

    لم أشعر بالارتياح رغم ارتدائي قميصي المفضل ،

    شعرت بأن شيئا ما مبالغ فيه ، فكرت في تغيير ثيابي من جديد و لكن ذلك كان ليفقد أبي صوابه.





    كان ركوب السيارة مع والدي يشبه ركوب سيارة الأجرة تماما .. لا حديث مع السائق !

    كنت أشعر بتقلصات معدتي كلما اقتربنا أكثر ، الإستماع لعزف غري كان ليشعرني بالتحسن الآن ،

    و لكن ذلك ما كان ممكنا فجهازي لم يكن معي.

    شعرت بالسخف لهذه الفكرة لكن ذلك كان أفضل من شعور التوتر فمضيت أذكر نفسي بليلة الأمس و الألحان التي فهمت على نحو غريب ما هو المقصود منها.

    حاولت تناسي كل شيء عن قلقي من مدرستي الجديدة.

    رحت افكر في فرقة سيزرس و أتخيل كيف إجتمعوا و لماذا يغنون الأغاني الحزينة فقط !

    نجح ذلك فلم أشعر بوصولنا و لا بأبي حين أوقف السيارة ، إستدار إلي و قال :

    ((هيا .. لقد وصلنا !))



    و نظر إلي منتظرا أن أنزل من السيارة.

    عادت تقلصات الخوف تعصف بمعدتي أكثر من السابق حين رأيت من النافذة ذلك البناء الضخم و أعداد الطلاب الكبيرة ،

    لقد كان حجمها ضعف حجم مدرستي السابقة ،

    صحت بقلق :

    ((ألن تأتي معي ؟))



    هز رأسه نفيا و قال ببرود :

    ((لدي عمل و لا أستطيع التأخر أكثر ، ثم أنت لم تعودي صغيرة وأعتقد أن بإمكانك الوصول إلى فصلك بنفسك.))



    حافظت على أعصابي بصعوبة ، لم تكن هناك أي ضرورة لجملته الأخيرة الساخرة.

    إستدرت بحدة و فتحت الباب ، ثم قفزت من السيارة قبل أن أصفق بابها بفظاظة !

    شعرت أنني بالغت في غضبي و لكني لم أعترف بذلك و أنا أسرع الخطى نحو البوابة الكبيرة حيث يتوجه كل الطلاب.

    صاح أبي ببعض الكلمات من خلفي لكني لم اسمعها جيدا و لم أكن لألتفت و اسأل فقد كنت واثقة من أنه ينهرني بسبب تصرفي ذاك.

    سمعت صوت محرك السيارة و هي تبتعد فتنهدت .. و ماذا اتوقع من السيد نيلسون غير إصابتي بتلف الأعصاب ؟

    توقفت فجأة داخل ذلك المبنى .. أيقنت أني لم أكن أعرف إلى أين أتوجه بالضبط.

    تلفت حولي فوجدتهم يحدقون في .. جميع الطلاب ،

    أولائك الذين يمرون من جانبي و حتى الذين يقفون في الزوايا يتبادلون الحديث كانت أعينهم علي ،

    لم تبدو ثيابي غريبة كما توقعت فقد رأيت أن ثيابهم لا تختلف كثيرا عن ثيابي ، و مع ذلك كانوا ينظرون إلي كما لو أني ارتدي زيا فضائيا لامعا !

    لعلي توهمت ذلك فقط .. لكن السير تحت تلك الأنظار كان صعبا جدا ، كدت أتعثر أكثر من مرة.

    شعرت بغضب شديد فجأة ، جميعهم يرون أني طالبة جديدة لكن أيا منهم لم يكلف نفسه عناء مساعدتي أو الكف عن التحديق على الأقل !



    توقفت حين وصلت إلى نهاية الرواق و لم يكن هناك سوى دورات المياه و المخازن.

    لم تنفع محاولة السير بخط مستقيم ، لكني أستطيع العودة من حيث بدأت على الأقل.

    إستدرت للخلف و هممت بالعودة حين سمعت صوت ضحكات مرتفعة ،

    كان ذلك فتى في مثل سني كثيف الشعر أسمرا كان لقميصه الرياضي الكبير و سرواله الفضفاض الكاكي اللون مظهر عابث.

    نظرت اليه بغضب ، شيء ما نبهني أنه كان يضحك علي.

    ابتسم أخيرا وهو يتقدم نحوي و قال :

    ((هل أنت ضائعة ؟))



    ((ياللباقتك .. !))



    أجبته متأكدة من أنه لم يتوقف هنا إلا ليسخر مني :

    ((لماذا .. هل ستفعل شيئا عدا الضحك ؟))



    نظر إلي لبرهة ثم ضحك من جديد و قال:

    ((آسف بشأن ذلك .. لكني لم أستطع المقاومة ، رأيتك تتجهين إلى المكان الخطأ فلحقت بك و..))



    قاطعته و قد تجهم وجهي :

    ((و فكرت في أن تضحك قليلا .. أليس كذلك ؟!))



    ابتسم و كرر إعتذاره :

    ((أنا آسف .. لقد كنت امزح معك ، بإمكاني أن اساعدك على الوصول لمكتب المدير فأنا أعرف الطريق إلى هناك جيدا .. إن أردت ذلك طبعا.))



    فوجئت بعرضه ، لقد أوحى شكله بأنه لاعب كرة أو ما شابه و مع مظهره هذا فهو يتمتع بالشعبية بالتأكيد ، لم يكن مرغما على مساعدتي أو على الاعتذار ،

    لقد كان صادقا في كلامه فابتسمت قائلة :

    ((ستسدي إلي خدمة إن فعلت .. شكرا لك.))



    مد يده و قال بمرح :

    ((أنا ويليام هاينز يمكنك مناداتي ويل .. سعيد بمعرفتك.))



    صافحته على نحو آلي و قلت :

    ((و أنا سمر نيلسون .. تشرفنا !))



    عقد حاجبيه ساخرا و ردد :

    ((سمر (فصل الصيف) ؟!))



    بدأ بالسير فلحقت به قائلة :

    ((كلا أنه .. ممممم مختلف عن ذلك المعنى في الشرق!))



    سألني بدهشة :

    ((و هل أنت من الشرق؟!))



    ابتسمت لدهشته ، لقد كنت أشبه والدي كثيرا لم أرث سمرة أمي أو مظهرها الشرقي.

    أجبته :

    ((أمي من الشرق الأوسط و أبي بريطاني.))



    بدا متفاجئا للغاية و لكني لم أمنحه فرصة لطرح المزيد من الأسئلة ،

    فقد رأيت أننا وصلنا إلى مبنى الإدارة.

    لم ارغب حقا بالمضي في التحدث عن نفسي مع ويل الغريب الودود.

    قلت له بتهذيب رسمي:

    ((شكرا لك سيد هاينز .. أظنني وصلت الآن.))



    ابتسم و قد بدا عليه الإرتباك ثم تمتم :

    ((لا داعي للشكر .. آممممم أرجوك ناديني ويل ، تذكرينني بالأساتذة بقولك سيد هاينز !))



    هززت رأسي موافقة و وقفت في انتظار أن ينصرف.

    كان أثر الدهشة لايزال جليا على وجهه ، لكنه لم يغادر فسألته :

    ((أليس لديك حصة أو ما شابه ؟ .. فهذه مدرسة في نهاية المطاف.))



    ابتسم بشرود وهو يقول :

    ((أجل .. لكن السيد براون مدرس التاريخ لا يكترث بالغياب أو الحضور ، هل تمانعين لو بقيت هنا في انتظار خروجك؟))



    فاجأني ذلك حقا ،

    لكني قلت على الفور :

    ((بالطبع لا أمانع.))



    هز رأسه قليلا و استند إلى الحائط عاقدا ساعديه.

    بدا و كأنه يفكر في مسألة هامة !



    تركته مع شعوري بالحيرة و دخلت مبنى الإدارة ، حيث حيتني السكرتيرة اللطيفة و أعطتني جدول حصصي للأسبوع ،

    و تمنى لي نائب المدير الصارم أن لا أتردد عنده بسبب إساءة السلوك.

    دعوت الله أن لا اتشرف بزيارته ، ثم خرجت إلى الرواق حيث كان ويل بإنتظاري ، نظرت اليه باستغراب ، لقد كان على خلاف ما تركته عليه.

    بدا غاضبا و متضايقا من شيء ما.

    كان يحدق في هاتفه المحمول بغضب شديد فأعتقدت لوهلة أنه سيرمي به إلى الحائط ليتكسر إلى ألف قطعة.

    ظننت سبب انزعاجه ذاك هو تلقيه مكالمة هاتفية غير سارة و لكن الأمر بدا أكبر من ذلك ،

    لقد رمقني بنظرة شرسة غاضبة أخافتني.

    مضت لحظات استمر خلالها بتصويب عينيه السوداوين الغاضبتين نحوي و كأن بيننا أحقادا قديمة،

    و بقيت أنا متسمرة في مكاني بدهشة من ردة فعله الغريبة و خوف من سلوكه العدواني.

    لكنه إستدار فجأة و غادر المكان ببساطة و دون أن يشرح لي ما كان سبب ذلك.

    هل هذا العداء كله لأني من أصول شرقية ؟!

    و لكنه بدا بخير قبل لحظة !

    لم أفهم سبب ذلك تماما و لكن إعتقادا لدي ترسخ بأن أصولي الشرقية هي السبب ، و بأني على الأرجح سأصادف كثيرا من أمثال ويليام هذا.



    بعد قدر كافي من الوقوف أمام مبنى الإدارة اخرجت خريطة المدرسة و قررت التوجه إلى فصلي.

    رحت أحسب فرص لقائي أنا و ويليام في فصل واحد ،

    كنت متأكدة من أنه طالب في السنة الأخيرة مثلي تماما ،

    لكن عدد الطلاب في هذه المدرسة كبير جدا لذا سيكون ذلك احتمالا بعيدا.

    لم أشعر بالإرتياح لوجود شخص ما يحقد علي حقدا غير مبرر ،

    و أخافني كثيرا إمكانية ظهور العديد من الأشخاص يشاركونه الشعور ذاته.



    قرعت باب الفصل حيث فتحته لي مدرسة اللغات ، بدت لي عجوزا طيبة حتى جعلتني أقدم نفسي للتلاميذ .. لم تعد طيبة في نظري بعدها.

    وقفت إلى جانبها و تمتمت ببضع كلمات غير مسموعة دون أن أرفع بصري إلى التلاميذ.

    طلبت إلي الأستاذة أن اجلس في الطاولة الوحيدة الخالية في الزاوية اليمنى.

    تمنيت لو اختفي من الوجود حين تعثرت و كدت أسقط على وجهي في طريقي إلى طاولتي ، و بالطبع أطربني بعض تلاميذ الفصل بضحكاتهم.



    جلست على مقعدي بهدوء.

    أخفضت رأسي حين تأكدت أن الجميع أداروا وجوههم إلى الأستاذة ، و غطيت وجهي بيدي و أنا أشتم خراقتي التي بسببها أعاني كابوسا حقيقيا.



    داهمني فجأة .. إحساس أن أحدا ما ينظر إلي فرفعت رأسي و لكني رأيت المدرسة العجوز تواصل درس الاسبانية بينما الجميع منشغلون .. بعضهم بالدرس و البعض الآخر بالتحدث.

    التفت إلى اليسار .. إلى الزاوية اليسرى تحديدا و هناك رأيت ما أثار دهشتي و كان مفاجأة كبيرة يصعب تصديقها بالنسبة لي.

    رأيت آخر شخص توقعت رؤيته ..

    لقد كان الفتى ذو الشعر الغريب اللون .. لقد كان غري !!

    و كان ينظر إلي ..



    حاولت إقناع نفسي أنه ليس غري البتة ،

    بل مجرد مراهق غبي يحاول التشبه به لذا طلى شعره بذلك الشكل.

    لكني كنت أعلم أني مخطئة .. مخطئة تماما !

    لا أظنني أنسى ذلك الوجه ،

    كما و لا أظن بأن هناك الكثيرين يمتلكون ذلك الجمال .. لقد كان هو ،

    كما في الصورة على غلاف الأسطوانة الموسيقية .. بل أروع.

    ظل ينظر إلي طويلا ،

    كانت له عينان بلون شعره .. رماديتان لامعتان ،

    و كان شعره الناعم مبعثرا يغطي شيئا من جبينه و حاجبيه بشكل فوضوي جذاب.

    كان يعقد حاجبيه و يضيق عينيه فيما كان مستمرا في تحديقه في ،

    لم أستطع فهم تلك النظرة التي علت وجهه ، بدا مندهشا و غاضبا في آن واحد.

    لم أستطع مواصلة النظر اليه كما يفعل هو ،

    لقد كان ذلك يجعل معدتي تضطرب و تنكمش على نحو غير مريح.

    حاولت التظاهر بمتابعة الدرس و حولت بصري إلى الأستاذة ،

    لكني لم أستطع سماع شيء مما تقوله .. لم يكن للأمر علاقة بكوني لا أعرف شيئا عن اللغة الأسبانية ، بل غري كان السبب.

    كنت لا أفهم ماذا يفعل واحد من أكثر فرق الغناء شهرة و شعبية في بريطانيا .. هنا في هذه المدرسة الحكومية المتواضعة؟!



    إسترقت نظرة سريعة ناحيته من جديد ،

    كانت عيناه ماتزالان ضائقتين تحدقان في بغضب أشد هذه المرة.

    مرت صورة ويليام في ذهني و أنا أحول بصري إلى كتابي بسرعة .. إذا كان ذاك الفتى يكرهني لأني من أصول شرقية ، فما خطب غري الذي لا يعرف عني شيئا ؟!



    رن الجرس معلنا نهاية الدرس.

    كانت تلك أطول خمس و أربعين دقيقة أقضيها في حياتي ،

    لم يحول عينيه عني للحظة .. و لم يتعب أبدا ،

    فيما تيبس جسدي لأني حرمته من التحرك بحرية طيلة تلك الفترة التي ظلت عيناه تراقبانني فيها.

    ما إن رن الجرس حتى رأيته يجمع كتبه و يخرج من الباب ،

    و عندها فقط حصلت على الحرية للتحرك كما أشاء.



    كنت جالسة .. أجمع كتبي و أشكك في مظهري ذي التأثير السلبي في الآخرين ، حين قالت لي الفتاة التي تجلس أمامي :

    ((غريب .. لقد كان غري يحدق فيك طوال الدرس !!))



    كانت نبرة صوتها توحي بالدهشة و عدم التصديق.

    رفعت رأسي إليها كانت فتاة صهباء ترتدي نظارات طبية بدت ودودة.

    تنهدت بعمق و أنا أواصل ترتيب كتبي في الحقيبة ببطء ، و تمتمت :

    ((حقا ؟!))



    أجابت بحماسة :

    ((أجل لقد رأيته .. لم يرفع عينيه عنك لحظة واحدة ، أتعلمين أنه عضو في فرقة سيزرس ؟))



    غمغمت متظاهرة بالدهشة و أنا أنهض حاملة حقيبتي :

    ((حقا ! .. إذا هو نفسه غري الشهير .. لاشك أنه لم يرى طالبة جديدة في حياته كلها .. هذا يفسر تحدقيه في بذلك الشكل !))



    شعرت بالتهكم في صوتي فقالت و قد خبى حماسها :

    ((في الواقع .. هو أيضا طالب جديد ، لقد انتقل إلى هنا قبل يومين فقط.))



    اتسعت عيناي بدهشة حقيقية هذه المرة و سألتها :

    ((و لماذا ؟ .. لا أقصد الإهانة .. و لكن ثمة مدارس أرقى للمشاهير و الأغنياء بإمكانه إرتياد أي واحدة منها ، فلما اختار مدرسة كهذه؟!))



    ابتسمت الفتاة و هزت كتفيها بلامبالاة قائلة :

    ((لا أدري .. سمعت أنه يريد أن يعيش كأي فتى طبيعي و أن يختلط بأولاد من سنه كالآخرين تماما.))



    عقدت حاجبي فيما كنا نخرج من الفصل و همست :

    ((هراء !))



    ضحكت الفتاة الصهباء ، لم يبدو أن لمنظري تأثير سيئ عليها ، قالت :

    ((أنا اسمي صوفيا و أنت ؟))



    بادلتها الابتسام و أجبت :

    ((و أنا سمر.)‏)



    سألتني و نحن نسير في الرواق :

    ((أي مادة ستدرسين الآن ؟ أنا لدي درس فيزياء.))



    أخرجت جدول حصصي و ألقيت نظرة.

    اكتشفت أني و صوفيا نتشارك بعض الدروس ،

    و كما أخبرتني و هي متفاجئة ، غري سيكون معي في كل الدروس و الحصص طوال الأسبوع !

    (غير معقول) .. كدت أصرخ فزعا بتلك العبارة !

    أي صدفة هذه ؟

    و ماذا علي أن أفعل ؟



    راحت صوفيا تحدثني عن مدرس الفيزياء و تحذرني من أشياء عديدة لم أسمعها فقد كان ذهني شاردا.

    وجدت أني و بالرغم مما جرى في الحصة السابقة ،

    أشعر بالحماسة لفكرة أني زميلة غري في فصل واحد.

    رحت أفكر فيما سأقوله له لو أتيحت لي الفرصة ،

    تذكرت ألحانه الساحرة و رغبت في معرفة كل شيء عنه ،

    كيف يقوم بعزف تلك الألحان ؟

    لماذا هي حزينة دائما؟

    لماذا هو هنا .. في هذه المدرسة ؟

    و لماذا شعره رمادي اللون .. فذلك ليس طبيعيا ؟



    قاطعت تساؤلاتي عبارة صوفيا المتحمسة :

    ((ها هو غري هناك .. مع ويليام كالعادة.))



    نظرت إلى حيث تنظر و تسمرت بصدمة ،

    لقد كان ويليام و غري منطويين في إحدى الزوايا القريبة من باب الفصل يتحدثان.

    لم أستطع كتم آثار الصدمة في صوتي و أنا أقول :

    ((و هل .. غري و ويليام هاينز يعرفان بعضهما البعض ؟!))



    سألتني صوفيا بريبة دون أن ترد على سؤالي :

    ((من أين تعرفين ويليام هاينز ؟))



    نظرت إليها مستغربة ، لقد ظهرت علائم الانزعاج على وجهها بوضوح ، لم تكن منزعجة و هي تكلمني عن غري ، لكن ويليام مختلف ،

    إستطعت أن أدرك ذلك جيدا.

    حولت عيني إليهما و أنا أجيبها :

    ((لقد رأيته قبل الحصة الأولى ، كان لطيفا و دلني على مكتب المدير ، ثم أصبح عدوانيا فجأة و تركني بعد أن أوضح وجهة نظره.))



    سألتني صوفيا ، كانت ماتزال متضايقة :

    ((و ماذا كانت وجهة نظره ؟))



    عقدت حاجبي و أسمعتها الجواب الذي سيريحها باعتقادي :

    ((وجهة نظره هي أنه يكرهني !))



    بدت مندهشة .. لكن راضية !

    أبدت أسفها الذي لم يبدو حقيقيا :

    ((آه .. كم هذا مروع !

    و لماذا .. أقصد كيف تيقنت من ذلك فأنت لا تعرفينه ؟ ))



    لم أكن مهتمة بالإجابة عن أسئلتها ،

    كنت أنظر إلى ويليام و غري و أنا أفكر .. بدا ذلك غاية في المبالغة و السخف ،

    و لكني كنت قلقة من أن أكون محور حديثهما ، خشيت من أن تنتقل عداوة ويليام الغريبة إلى غري أيضا.

    ((لا بأس أنا أتفهم ذلك .. أعني إن لم ترغبي في التحدث عن الأمر ،

    و لكن ألن تدخلي إلى الفصل .. سيأتي المدرس في أي لحظة ؟))



    انتفضت من أفكاري و التفت إلى صوفيا :

    ((بلى .. هيا بنا.))



    دخلت صوفيا إلى الفصل قبلي ، ثم إتخذت مقعدها إلى جانب فتاة أخرى و راحتا تتكلمان متناسيتن وجودي.

    تنهدت .. كانت صديقة جيدة للحظات فقط أو هكذا توهمت.



    أدرت بصري في المكان .. كانت كل اثنتين من الطاولات متجاورة ، و مخصصة لطالبين ،

    و كان هناك بعض الطاولات لا يجلس عليها سوى تلميذ واحد و لكني لم أمتلك الشجاعة لأجلس إلى جانب أي منهم.

    سرت إلى طاولتين في الخلف كانتا خاليتين و جلست هناك.

    إنحنيت أخرج كتبي من الحقيبة ،

    لكن تحرك المقعد المجاور لي أجفلني فأدرت رأسي لأرى ذلك الشخص.

    --------------------------------------------------------------------------------
     
  2. [​IMG]











    ( لقاء )


    ( 2 )



    قفز قلبي عنيفا حين رأيت أنه غري ، و كتمت بداية شهقة في حلقي لكن صوتا صدر مني فإستدار إلي !

    ازدادت ضربات قلبي حتى أحسست أنه سيسمعها .. كان ذلك عيبا دائما لدي كلما توترت.

    كانت عيناه صافيتين مشرقتين ، لكن لمحة قنوط كانت تظهر فيهما ،

    و كان شعره يبدو فضيا طبيعيا عن قرب،

    لا أعرف صبغة شعر يمكنها أن تجعل لونا كهذا يبدو طبيعيا.

    إرتفعت زاوية فمه عن ابتسامة ساحرة وهو يقول :

    ((مرحبا .. أنت سمر نيلسون أليس كذلك ؟

    أنا ادعى غري.))



    فقدت تسلسل أفكاري و نسيت كلما خططت لقوله لحظة سمعت صوته الموسيقي الهادئ .. لقد كان كألحانه الحزينة .. عذبا و ساحرا.

    بهتت ابتسامته و إنعقد حاجباه وهو يسأل :

    ((ما الأمر ؟!))



    في تلك اللحظة فقط انتبهت إلى أني أحدق فيه ببلاهة ،

    انتزعت عيني عنه و نظرت إلى كتابي لأغمغم :

    ((لا .. شيء.))



    شعرت بتلك الابتسامة في صوته وهو يقول:

    ((إذا .. كيف يسير يومك الأول هنا ؟))



    كذبت قائلة :

    ((جيد جدا .. بل عظيم!))



    لكن صوتي خرج منكسرا و غير صادق حتى لأذني فلم أكن أجيد الكذب.

    غامرت بإلقاء نظرة عليه ، كانت عيناه تضيقان و هما تتفحصان ملامح وجهي.

    سألني بصوت جاد بالرغم من تلك الابتسامة العابثة :

    ((لما أنت هنا ؟))



    كان صوته الجميل ما ينفك يفاجئني فيفقدني قدرتي على تجميع الكلمات.

    أنقذني دخول مدرس الفيزياء الذي ألقى التحية و بدأ بشرح الدرس.

    نظر غري اليه لحظة فأسرعت أهرب بنظراتي بعيدا عنه.

    رحت أعمل على تنظيم تنفسي كي اهدئ من نبضات قلبي،

    إستطعت أن اهدأ بما يكفي لأطرح عليه سؤالي حين أيقنت أنه عاد ينظر إلي :

    ((مـ .. ماذا عنك ؟ ماذا تفعل أنت هنا ؟))



    همس بهدوء :

    ((يصعب شرح ذلك.))



    نظرت اليه فرأيته يبتسم ،

    فشلت آخر محاولة للحفاظ على تركيزي حين نظرت إلى وجهه،

    فوجدت نفسي أتمتم :

    ((لا أقصد المدرسة .. بل الطاولة .. لما اخترت الجلوس هنا ؟

    ثمة العديد من الطاولات و لكنك جلست إلى جانب الفتاة الجديدة !))



    عقد حاجبيه و ضاقت عيناه و هما تشردان في عيني ،

    بدا غاضبا و منبهرا !

    ثم لم يلبث أن إرتسمت على شفتيه ما خيل إلي أنها ابتسامة تحدي وهو يسأل :

    ((لماذا ؟ هل أضايقك؟))



    إرتبكت كثيرا .. القدرة على التمييز بين ما بإمكانك قوله و بين ما يفترض أن يبقى تساؤلات في رأسك تعتبر إحدى مهارات الحديث ،

    و كثيرا ما أنسى كل شيء عن مهارات الحديث حين أصادف شخصا ما يوترني.

    ما كان أي شخص طبيعي ليطرح سؤالا كالذي سألت على محدثه !



    ظهرت علائم نفاذ الصبر على وجهه ، لقد كان ينتظر مني جوابا.

    همست :

    ((لا .. أبدا .. أنا فقط كنت أتساءل ..))



    قاطعني :

    ((ألم يخطر ببالك .. أن هذا هو مقعدي !))



    تمتمت بارتباك :

    ((في الواقع .. كلا !))



    ارتفع صياح أستاذ الفيزياء فجأة :

    ((سيد غري .. أظن بأنه حتى أنت تستطيع التمييز بين الفصل و غرفة تسجيل الأغاني ، لذا لما لا تلتزم الصمت.

    و أنت يا آنسة نيلسون ألا ترين أنك تثرثرين كثيرا بالنسبة لتلميذة جديدة !))



    لم ينتفض غري كما حصل معي ،

    كنت واثقة أن أنظارا كثيرة مصوبة إلي لذا أبقيت رأسي منخفضا.

    إستدار غري إلى الأستاذ و تمتم :

    ((نحن آسفان.))



    لم يبدو الأستاذ راضيا باعتذاره و لكنه عاد يستكمل شرحه.

    دام صمت بيننا للحظات فظننته لن يعاود الحديث مجددا.

    كنت أنظر إلى كتابي حين ناداني :

    ((نيلسون .. !))



    أدرت رأسي إليه ببطء ، و همست منزعجة :

    ((اسمي سمر.))



    ظهرت علامات الاستغراب عليه :

    ((هل تكرهين اسم عائلتك ؟))



    ((أنت قلتها إنه اسم عائلتي و ليس اسمي و أنا أفضل لو تناديني باسمي.))



    جعلني تكرار كلمة "اسم" أشعر بالغباء.

    همس غري بصوته المخملي :

    ((كما تشائين يا .. سمر !))



    كان صوته مداعبا رقيقا حين لفظ اسمي ، لكني لم أنظر لوجهه ، رحت أرسم خربشات على طرف الدفتر محاولة التعافي من الشعور الذي بعثه في صوته ، سألت :

    ((و ماذا عن اسم عائلتك أنت ؟ لما تخفيه أهو سر أو ما شابه؟))



    ((ليس تماما.))



    رفعت رأسي اليه ، كان تعبير متألم يعلو وجهه همست :

    ((ماذا تقصد ؟))



    لم يجبني ، إمتدت يده لتأخذ القلم من يدي ،

    ثم مال بجسده إلى نصفي من الطاولة و راح يكتب شيئا على حافة دفتري ، أربكتني حركته المفاجئة تلك لكنني استطعت أن أجمد بهدوء رغم ذلك.

    قرأت حين رفع يده و انتهى من الكتابة ،

    كلمة (فيوري) !

    بدا اسما غريبا جدا ، سألته :

    ((هل هذا اسم أسرتك؟))



    أشاح بوجهه ، لكني استطعت أن ألمح نظرة حزن قبل ذلك ، قال :

    ((أسرتي الحالية.))



    لم أعرف ما أقول ، كان ذلك مفاجئا ، كلماته لم توضح شيئا كانت تزيد غموضه فقط.

    ماذا يقصد بأسرته الحالية ؟

    هل توفي والداه و تبنته عائلة أخرى ؟

    لم أستطع أن أبقى صامتة أطول من ذلك خمنت أن استنتاجي صحيح و انطلقت على هذا الأساس :

    ((إذا .. كيف تجد أسرتك الحالية ؟ هل هم لطفاء ؟))



    ابتسم وهو ينظر إلي:

    ((أجل.))



    ((جيد .. إذا أنت سعيد معهم.))



    ((صحيح ..))



    لم يتابع عبارته ، كان يكبح ضحكة فسألته :

    ((ماذا هناك ؟ ما المضحك ؟))



    ((أنت !))



    قطبت حاجبي و همست :

    ((أنا ؟! لا أذكر أني قلت شيئا مضحكا.))



    لم أنجح في إظهار صوتي غاضبا كما وددت أن أفعل ، لقد كانت ملامحه الجميلة تجعل غضبي يرتد إلي خائبا.


    ابتسم بمكر قائلا :

    ((أشعر بالفضول .. ماذا تظنيني أقصد بأسرتي الحالية ؟))



    شعرت بالحرج ، ربما ما كان علي تجاهل عبارته و التظاهر بأني فهمتها ، غمغمت:

    ((آمممم لا أدري .. ربما عائلتك بالتبني؟))



    حول نظره إلى كتابه للمرة الأولى منذ بداية الدرس ، راح يقلب صفحاته هامسا :

    ((نحن كالأسرة تجمعنا الكثير من الأشياء ، و لكن الأمر ليس كما تظنين.))



    لم تكن عبارته مفهومة أبدا.

    تضاعفت حيرتي أكثر ، ربما هم مجموعة أصدقاء ، ربما يقصد الفرقة التي يعزف معها ، لم أستطع أن أجزم حقا.

    سألته محاولة أن أبدو لبقة قدر المستطاع :

    ((هل .. لون شعرك طبيعي ؟))



    توقف عن تقليب الكتاب و نظر إلي ، كانت عيناه الرماديتان أكثر إشراقا بعد تلاش لمحة القنوط ، قال و نبرة الدعابة في صوته :

    ((ما رأيك أنت ؟))



    لم تعجبني طريقته في تحويل كل سؤال أطرحه إلي من جديد ، لم أرد أن أعاني من إيجاد التعابير المناسبة لإجابتي فتمتمت ببساطة :

    ((أنا لا أعرف ، قل لي أنت.))



    ((حسنا !))



    أخذ نفسا عميقا و ترك الكتاب على الطاولة كأنه يستعد للبوح بسر خطير ، أو لعله كان يتعمد جعل هذه اللحظة تبدو مهمة ، قال بنبرة جادة :

    ((لا يبدو هذا قابلا للتصديق .. لكن لون شعري جزء من كوني غير طبيعي !))



    و ابتسم مازحا.

    لعلها دعابة و لعل من المفترض أن أضحك ، و لكني لم أستطع سوى أن ابتسم بتكلف.

    شيء ما في أعماقي أنبأني أن كلماته كانت تحمل معاني أكبر من ذلك ، أن جملته ليست عبارة مازحة كما بدت.

    تجاهلت ذلك الشعور و غمغمت :

    ((كنت أتساءل .. كيف تجد وقتا للعزف مع الفرقة و أنت تدرس؟))



    أجابني :

    ((لست عضوا رئيسيا في فرقة سيزرس ، لقد عزفت معهم بضع مرات فقط.

    هل تستمعين إلى أغاني تلك الفرقة ؟))



    اتضح لي أن اعتقادي السابق بأن أسرته هي أعضاء فرقته خاطئ تماما ، و لم أعلم ما التفسيرات الأخرى التي تخلفها هذه الحقائق ، أجبت :

    ((صرت استمع إليها مؤخرا.))



    ((و ما رأيك بها ؟))



    لم أكن لأستطيع الإجابة و أنا أنظر في وجهه فأدرت رأسي إلى الأستاذ ، كان يقرأ شيئا يدونه الطلاب في كتبهم ، الأمر مؤكد .. لا فكرة لدي عن الدرس هذا اليوم.

    راح يستعجلني :

    ((ماذا ؟))



    ((إنها رائعة و لكن أكثر ما يعجبني هو الألحان التي تعزفها أنت بالناي ، أجدها معبرة للغاية و كأنها تكاد تنطق !))



    شعرت بالخجل .. لم أعتد التصريح برأيي على هذا النحو ، لكني شعرت أني مدينة له بالحقيقة و إلا فكيف سأسأله عن ماهية تلك الألحان.

    مضت دقيقة كاملة لم يرد خلالها فقررت أن أنظر اليه.

    أفلح في جعلي أتمنى لو أني لم أفعل ، كان يحدق في بنظرة حقد عميقة ، عيناه الرماديتان كانتا ثاقبتين و لم أحتمل النظر فيهما فهتفت :

    ((ما بك .. ما الأمر ؟))



    لم يرفع عينيه عن عيني ، سألني :

    ((قلت إن ألحاني تعجبك لأنها معبرة و تكاد تنطق ؟))



    ((و لما يغضبك هذا؟))



    ((أنه لا يغضبني ..))



    راح يمرر يده خلال شعره بعصبية ، همس:

    ((لست غاضبا .. أنا فقط .. ))




    بتر جملته و زفر بضيق ، لم أفهم سبب تغير مزاجه فجأة ، أين المشكلة لو أبديت إعجابي بموسيقاه ؟

    نهض واقفا فجأة ، لكن وقوفه تزامن مع رنين الجرس معلنا نهاية درس الفيزياء.

    قال بلهجة جافة وهو يرفع كتبه عن الطاولة:

    ((حسنا .. سررت بمعرفتك يا آنسة نيلسون ، سيكون بيننا لقاء آخر غير هذا .. أعدك !))



    خيل إلي أن وداعه ذاك كان يحوي نبرة تهديد خفية ، فتابعته بعيني وهو يخرج من الفصل ، و لماذا يودعني ؟ نحن في بداية اليوم و أنا سأراه في كثير من الحصص ؟



    جمعني الدرس التالي مع ويليام .. يالتعاستي ،

    كان جالسا إلى جانب غري !

    و جلست أنا إلى جانب فتاة كثيرة الحركة و الكلام نسيت اسمها لانشغالي بهما.

    كان بقية ذلك اليوم مملا بطيئا ، كانت كل الدروس مشتركة مع غري ، و لكنه لم يتحدث أو ينظر إلي مرة واحدة.

    و في وقت الانصراف رحت انتظر مجيء أبي ، تأخر الوقت و أصبحت المدرسة شبه خالية ، و بقيت أنا أقف وحدي أمام بوابة المدرسة كالحمقاء.

    تناهى إلى أسماعي صوت مألوف ، كان صوت غري يتحدث مع شخص آخر ، و كانا يقتربان من البوابة الخارجية حيث أقف ، ماذا يفعلان في المدرسة حتى هذه الساعة ؟

    أسرعت أتوارى خلف سيارة سوداء حديثة كانت عند موقف السيارات ، ذلك لأني لم أرد أن أحتك بويليام الشخص الذي علمت أن غري يحدثه.

    استطعت أن اسمع ما كانا يقولانه.

    دهشت كثيرا حين أدركت أنهما كانا يتحدثان .. عني
     
  3. روعه بكل معنى الكلمه
    ابداع فعلا
    سلمت يمناك على ما سطرت لنا
    في انتظار كل ما جد منك
    في امان الله
    +
    تم التثبيت
     
  4. أهــــــــــــــــلآ أخي


    مشكـــــــــــوور يسلمــــــــــــــوو



    تحياتــــــــــــــــــي
     


  5. السلاآام عليكم ورحمة الله وبركااته

    اهلييييييين خضوووورة

    كيف الحاآال ؟؟ .. ان شاء الله عاال العال ..^.^

    WooOooOooOooOooOooOooW × WooOooOooOooOooOooOooW


    الموضوع راااااااااااااائع ومميز ويندر وجوده ..o_O

    صراااحة عجبني كثييير اسلوبك في الكتابة وان شاء الله لكِ مستقبل حلووو فيها ..^.^

    وطبعا تستااهلي تقييم وبقوووووة لو ما منعت لإني قيمت كثيييييييييير من شوي ..^^"

    فيــ.. أماآان الله ..~
     
  6. واااااااو رووعة يسلمموووو
    أعجبني أسلوبك في كتابت الروايه
    وإلى الامام
    ........................
     
  7. فعلا قصصه رائعه
    وشيقه
    و انا قرأت الجزء الاول و اعجبني ولكن
    لم ارد لان الموضوع صار قديم للاسف
    بالتوفيق
     
  8. وهذا بعد صار قديم
    يغلق
     
حالة الموضوع:
مغلق