" معك لا مكان للخوف" قصة رائعة جدا

الموضوع في 'الروايات والقصص' بواسطة ليليان, بتاريخ ‏26 نوفمبر 2008.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. شعرت بثقل في جفنيها وصداع شديد في رأسها وبصعوبة فتحت عينيها بدأت الصورة تتوضح شيئا فشيء لمحت ذلك الوجه وهو يتأملها وتلك العينين السوداوتين المركزتين في وجهها، بحركة لا إرادية اعتدلت في جلستها وجذبت ركبتيها إلى صدرها واحتضنتهما بذراعيها في جزع وصرخت بوجهه:
    - من أنت؟ ماذا تريد مني؟
    ابتعد الصبي بعيدا مستغربا خوفها، قال بصوت منخفض:
    - أنا سامي...
    لم تبد أي اهتمام لجوابه بل نهضت مسرعة واتجهت نحو الباب حاولت فتحه ولكنه كان مقفل، أخذت تضرب بيدها ورجلها على الباب وهي تبكي وتصرخ:
    - أخرجوني من هنا أخرجوني...
    نظر إليها سامي في إشفاق وقال:
    - توقفي عن هذا لن يفتحوا لك.
    أرهقها الصراخ فانهارت على الأرض وأخذت تبكي في خوف ومرارة، سار سامي نحوها امسكها من ذراعها وساعدها على الوقوف قائلا:
    - هيا توقفي عن البكاء...
    وقفت على قدميها انتزعت يده من ذراعها ومشت إلى وسط الغرفة حيث كانت تقبع هناك كنبة قديمة رثة جلست عليها وأخذت تمسح دموعها، لاحقها سامي بنظراته باستغراب وحزن ثم سألها:
    - هيا أخبريني أيتها الفتاة المدللة ما أسمك؟
    أجابت:
    - ألما.
    ونظرت إليه يعيناها الحمراوتان فرأت الابتسامة مرتسمة على وجهه، كان يشبه شخصا ما تعرفه عينان سوداوتان شعر أسود مجعد وتلك الابتسامة الهادئة، فجأة حملقا في بعضهما البعض وصاحا بصوت واحد:
    - أنت ألما.
    - أنت سامي.
    ابتسما ولكن...
    فجأة فتح الباب بعنف وأطل منه رجل ضخم أسمر البشرة تبدو على وجهه ملامح القسوة، لوح بالمسدس الذي يحمله في يده وقال مخاطبا سامي وألما:
    - هيا اخرجا.
    انتفضت ألما خوفا واختبأت خلف سامي وتعلقت بسترته، صرخ الرجل ثانية:
    - هيا اخرجا.
    أحس سامي بيدي ألما المرتعشتان وهما تمسكان بكتفيه في خوف، أمسكها من يدها وجذبها من خلفه قائلا:
    - لا تخافي لنخرج من هنا...
    خرجا من الغرفة والرجل الضخم يتبعهما سارا في ممر قصير كانت نهايته عبارة عن مكان فسيح يشبه مرآب سيارات ولكنه كان خاليا إلا من بعض الآليات القديمة، في وسط المكان وقف رجلين احدهما ضخم الجثة ابيض البشرة والثاني قصير وبدين، قاد الرجل المسلح أما وسامي إلى رفيقيه ما إن رأوهما حتى قال الرجل البدين مشيرا إلى سامي:
    - دع الفتى يذهب.
    سال سامي بغضب:
    - والفتاة؟
    لم يجبه أي منهم جذبه الرجل الضخم أبيض البشرة من ذراعه وجره خارجا في حين أخذت ألما تصرخ:
    - سامي لا تذهب لا تذهب...
    شعرت ألما بالخوف بل بالرعب فسامي كان أنيسها الوحيد بين هؤلاء المجرمين وهي لا تعرف حتى الآن غايتهم من اختطافه معها ولكن كان مجرد وجوده معها يخفف بعضا من خوفها منهم، علاوة على الخوف الذي تولد لديها بسبب تواجدها في مكان فسيح كهذا، ازداد صراخها واختلط مع بحر من الدموع اخذ سامي يراقبها و الرجل يجره بالقوة من ذراعه.
    وصلا إلى الشارع دفع الرجل سامي قائلا:
    - حسنا اذهب إذا سرت في هذا الشارع ستجد الطريق العام.
    وقف سامي ينظر إليه في غير فهم فصاح الرجل:
    - هيا اذهب من هنا.
    التفت سامي ومشى في الشارع بقي الرجل يراقبه لدقائق ثم عاد إلى الداخل.
    حين دخل الرجل تناهى إلى مسامعه صوت صراخ ألما الهستيري نظر إلى رفيقيه وقال:
    - ماذا تنتظرون؟
    نظر أحدهما إلى ساعته وقال:
    - بعد عشر دقائق سيأتي من يأخذ الفتاة وهنا تنتهي مهمتنا.
    قال الرجل البدين:
    - حسنا احتجز الفتاة في الغرفة إلى حين ذلك.
    سار الرجل الأسمر وعاد بألما إلى تلك الغرفة وهي تصرخ:
    - دعوني دعوني اذهب...
    جذبها الرجل ودفعها داخل الغرفة وأغلق الباب الذي اخذ يهتز من جراء ضرب ألما له بقدمها.
    عاد الرجل إلى رفيقيه واخذ الثلاثة يتناقشون خطوتهم التالية، سأل الرجل المسلح:
    - حسنا أين سيأخذون الفتاة؟
    أجاب الرجل البدين:
    - أظنهم يأخذونها إلى خارج المدينة.
    سأل الرجل الآخر:
    - ألا تعرف العميل أو سبب الاختطاف؟
    أجاب الرجل البدين:
    - أنت تعرف هذه المعلومات سرية لا يعرفها غير المدير، علينا تنفيذ الأوامر فقط.
    قال الرجل المسلح بتذمر:
    - اكره هذا العمل، فاختطاف الأطفال عمل خطير قد يكلفك السجن مدى الحياة.
    قال الرجل البدين في غير اهتمام:
    - المهم أنني احصل على أجرتي.
    فجأة أشار الرجل الأسمر إلى رفيقيه أن يسكتا، فنظرا إليه باستغراب فأمرهما بالصمت، اخرج مسدسه من جيبه واتجه إلى خارج المكان بهدوء، حين خرج استدار ببطء باتجاه اليسار وحين وصل رآه هناك يقف عند النافذة الصغيرة وقد وضع ثلاثة صناديق فوق بعضها البعض ليصل إليها، صرخ الرجل وهو يلوح بالسلاح في يده:
    - ماذا تفعل هنا ألم أمرك بالمغادرة؟
    حملق به بدهشة وخوف فصرح به الرجل:
    - انزل من هناك...
    نزل ببطء وأما إن فعل حتى سقطت الصناديق الثلاثة على الأرض وأحدثت ضجة كبيرة، امسكه الرجل من ذراعه وقاده إلى الداخل وحين رآه رفيقاه صاحا بغضب:
    - ألم عدت؟
    لم يجب، فقال الرجل المسلح:
    - كان يتلصص علينا وسمع كل كلامنا، ماذا سنفعل به؟
    قال الرجل البدين:
    - حسنا ضعه مع الفتاة سنتدبر أمره فيما بعد.
    سار به الرجل المسلح فتح باب الغرفة ودفعه داخلها وأغلقه.
    حين رأته ألما لم تصدق عينيها ارتسمت على وجهها ابتسامة جميلة وصاحت بفرح:
    - سامي! ماذا تفعل هنا؟
    رتب ثيابه واعتدل في وقفته ثم ابتسم قائلا:
    - الحقيقة لم استطع تركك خاصة بعد أن سمعت صراخك وبكائك فقررت العودة ولكنهم امسكوا بي وأنا أتجسس عليهم...
    بدا التجهم على وجه ألما قالت:
    - أنا آسفة.
    ضحك سامي وقال محاولا إزالة سبب تجهمها:
    - الم تقولي لا تذهب؟ ها أنا قد عدت...
    تأملته مليا ابتسمت بود وقالت:
    - تشبه شقيقك إياد.
    ضحك سامي وقال:
    - وأنت تشبهين الفتاة المدللة التي يحبها شقيقي كثيرا.
    كانت فسحة من الفرح نسي خلالها كل من سامي وألما أنهما بين يدي مجموعة من الأشرار لا يدرون غايتهم من اختطافهما، كان مجرد وجودهما معا يبعث في نفسيهما بعض الاطمئنان خاصة لألما نظرا للظروف التي تمر، ولكن كانت فسحة قصيرة جدا سرعان ما تلاشت حين نظرت ألما إلى سامي وسألته في حيرة:
    - ولكن لماذا قاموا باختطافك؟؟
    سألتها سامي ذات السؤال:
    - ولماذا قاموا باختطافك؟
    كانت الإجابة بالنسبة لألما بديهية جدا وواضحة قالت بإصرار:
    - من أجل المال طبعا.
    سكتت ثم عاودت سؤال:
    - وأنت ماذا تظن سبب اختطافك؟
    فكر سامي بينه وبين نفسه فبالنسبة إليه ما من سبب معين قد يدعوهم لفعل ذلك، أجاب سامي بدون اهتمام:
    - لا ادري...
    ولكن فجأة تفطن سامي إلى ما يمكن أن يكون السبب في اختطافه فربما كانوا يريدون ابتزاز شقيقه إياد لمساعدتهم على اختطاف ألما، بدا هذا السبب مقنعا بالنسبة لسامي ولكن لم يشأ أن يشارك ألما مناقشته هذه الفكرة، فالفتاة تبدو خائفة ومشوشة وليس من الصواب زيادة مخاوفها، قال سامي محاولا تهدئتها وقد لمح بقايا الدموع على وجنتيها:
    - حسنا امسحي هذه الدموع سيدفع والد المال وتخرجين من هنا.
    ابتسمت ألما وهي غير متأكدة من أن الأمر سيكون بهذا السهولة خاصة مع تجربتها الأولى، أمسكت طرف سترتها وأخذت تمسح به دموعها، فجأة أشار سامي بيده إلى الشيء المعلق على قميصها والذي ظهر حين رفعت سترتها سأل باندهاش:
    - ألما ما هذا؟
    نظرت إلى المكان حيث أشار رفعت بصرها إلى سامي وابتسمت، ثم صاحا بصوت واحد:
    - جهاز الإرسال!!!!


    يتبع
     
  2. نظرت يمنى في وجه إياد الذي كانت ترتسم عليه كل مشاعر الغضب والحزن ممزوجين بالندم، انتظرت وانتظرت إلى أن تتحول تلك المشاعر إلى كلمات يرميها بوجهها حتى تتنفس نفسه ويزول بعض ما يعتريها من غضب، انتظرت يمنى ولكن دون جدوى كان إياد يقود بصمت ونفسه تحترق بداخله جالت بناظريها داخل السيارة ولمحت زجاج النوافذ المحطم عند قدميها قالت:
    - يبدو وكأننا نجونا من حادث سير مروع، قطع الزجاج في كل مكان.
    هز كتفه ولم يجب نظرت يمنى أسفل مقعدها كانت قطع الزجاج تملأ المكان دفعتها بقدمها فجأة رأيت شيئا ما يضيء باللون الأخضر قالت:
    - ما هذا الشيء يبدو وكأنه...
    نظر إياد حيث أشارت في حين انحنت يمنى لتلتقطه اندفع هو الآخر لالتقاطه وهو يصرخ:
    - جهاز الإرسال!!
    صاحت يمنى به:
    - انتبه للطريق ستقتلنا!
    انتبه إياد واعتدل في جلسته وأوقف السيارة بجانب الطريق، كان الجهاز بيد يمنى اختطفه منها وضع السماعة الصغيرة في أذنه وضغط على الزر قائلا:
    - ألما تحدثي.
    دام الصمت جاء الصوت من الجهة الأخرى:
    - إياد أخرجنا من هنا...
    بدا صوتها باكيا خائفا انتفض إياد مضطربا قال وقد امتزجت فرحته مع خوفه:
    - ألما أميرتي لا تخافي.
    هنا تدخل صوت آخر قائلا:
    - إياد ساعدنا أنهم يحتجزوننا هنا...
    صاح إياد بفرح:
    - سامي سامي أخي كيف حالك؟؟
    رد سامي بثقة:
    - أنا بخير أخرجنا من هنا أرجوك.
    أخذت يمنى تتأمل إياد وهو يتحدث بالجهاز كانت ملامح الفرح والخوف تتراقص على وجهه وهو يحاول تهدئة ألما وسامي وسعادته بسماع صوتهما تفوق أي سعادة، حين تعب من تداول الكلمات بينهما تنهد إياد بقوة ثم قال:
    - حسنا اخبراني أين أنتما بالتحديد؟
    ساد الصمت في الجهة الأخرى للحظات ثم جاء صوت ألما قائلا في استسلام:
    - نحن لا ندري...
    هنا تدخلت يمنى وقالت لألما:
    - عزيزتي تذكري ألا توجد أي شيء لافت في المكان أي شيء؟
    قالت ألما:
    - آنسة يمنى نحن في غرفة مقفلة لم نرى أي شيء.
    أخذ إياد يعيد على يمنى كل كلمة يقولها سامي وألما فهي لم تكن تسمع شيئا من حديثهما غير ما تفهمه من سياق الكلام.
    ساد الصمت ثم سمع إياد ألما تسال سامي في لوم:
    - قل شيئا فأنت خرجت من هنا الم ترى شيئا؟
    دام تفكير سامي طويلا حتى بدأ اليأس يتسلسل إلى نفوس الجميع من إمكانية معرفة مكان احتجازهما، فجأة صاح سامي:
    - أجل أجل تذكرت مقابل هذا المبنى يوجد مبنى آخر كبير علقت عليه لافتة كبيرة كتب عليها " مصنع نسيج"...
    سكت سامي برهة ثم واصل كلامه قائلا:
    - إياد المنطقة كلها شبه خالية كل مبانيها ضخمة وعتيقة، أنا لا اعرف هذا المكان.
    هنا تدخلت ألما وسألت بلهفة:
    - ها إياد هل عرفت أين نحن؟؟
    أجابت وهو يحاول تهدئتها:
    - ألما صغيرتي لا تقلقي سنجدكما دعيني أفكر قليلا.
    لم تجب، فردد اسمها ثانية وثالثة:
    - ألما ألما هل تسمعين؟
    ما من إجابة، عادت تلك الملامح الخائفة تتراقص على وجه إياد، أخذ يصرخ:
    - ألما سامي أجيبا؟
    لا شيء يبدو أن الاتصال قد قطع حين لاحظت يمنى الخوف الذي اعترى إياد حين غاب صوت ألما وسامي قالت:
    - لا تقلق سيعاودان الاتصال ربما...
    ضرب إياد بقوة مقود السيارة بيده وصرخ:
    - مصنع النسيج أين يقع، أين يقع؟
    في هذه اللحظة كان هم إياد الوحيد هو إيجاد مكان ألما وسامي، أحست يمنى أن كلماتها تبخرت في الهواء فكلما حاولت تهدئته تفشل وكأنه لا يستمع إلا لصوت روحه الغاضبة التي تريد التكفير عن ذنبها، قالت يمنى وقد بان الغضب بوجهها من تصرفه:
    - اهدأ فالغضب لن يفيدك في شيء.
    فجأة شغل إياد محرك السيارة وانطلق بها، لم تفهم يمنى شيئا لكنها شعرت بالخوف من طريقة إياد لمعالجة غضبه، حتى أنها خافت أن تؤدي قيادته الجنونية للسيارة إلى مقتلهما صاحت بخوف:
    - إياد خفف السرعة أرجوك.
    نظر إليها وقد بدت على وجهه الفرحة نطق ولأول مرة اسمها دون ألقاب:
    - يمنى اعتقد أني وجدت المكان...
    ابتسمت في فرح ولكنها صاحت في اعتراض:
    - جيد ولكن خفف السرعة.
    سكتت ثم قالت:
    - ألا يجدر بنا إخبار الشرطة؟
    أجاب دون تردد:
    - يجب أولا أن نتأكد من وجودهما في ذلك المكان.
    كانت المرة الأولى التي تحس فيها يمنى بأن يومها كان مختلفا عن أيامها السابقة، كانت لحظات الحزن والفرح تتوالي عليها وفق حالة إياد، كان إياد يتأرجح تارة لصف الحزن وتارة لصف الغضب وأخرى لصف الفرح، وهي مستسلمة لحالاته المتقلبة محاولة مساعدته على تخطي هذا الوضع الصعب ولكنها لم تكن تعلم أن دخولها تقلبات إياد النفسية سيجعلها حبيسة فيها إلى الأبد.

    يتبع
     
  3. القصة جدا رائعه ومشوقه...
    واسلوبك في طرح الاحداث رائع ...
    ومشكووره على الطرح الجميل وبإنتظار التكملة ...
    و تقبلي مروري...
     
  4. وقفت ألما وهي تضم يديها خلف ظهرها وقد بدا على وجهها الخوف، في حين وقف الرجل الأسمر عند الباب وهو يحمل المسدس بيده، زمجر قائلا:
    - لن أسألك ثالثة ماذا تخفين وراء ظهرك؟
    ازداد خوف ألما من تهديده أخذ سامي ينقل نظراته بين الرجل وألما في قلق، لم تجد هذه الأخيرة ما تفعله جذبت سماعة الأذن وفصلتها عن الجهاز دون أن يلاحظها الرجل ومدت يدها والجهاز فيها قالت:
    - لا شيء انه مجرد لعبة.
    تقدم الرجل منها واختطف الجهاز من يدها وكان يبدو حقا في شكل لعبة لم ينتبه الرجل أنه جهاز إرسال، رماه على الأرض ودهسه بحذائه قائلا:
    - هيا اخرجا.
    حين هم سامي وألما بالخروج والرجل يتبعهما والمسدس في يده همس سامي في أذن ألما سائلا:
    - اخبريني لما مزقت السماعة؟
    وضعت خيط السماعة في جيبها دون أن ينتبه الرجل ثم أجابت:
    - حتى لا يكتشف انه جهاز إرسال وأننا كنا نتحدث به.
    نظر إليها نظرة تنم عن عدم اقتناع مما فعلت صرخت بصوت مكتوم:
    - إن اكتشفوا أننا كلمنا أحدا ما سينقلوننا من هنا بأسرع وقت ولكن يتمكن إياد من إيجادنا.
    ابتسم سامي في إعجاب بتفكيرها الذكي ولكنه لن يساعدهما كثيرا، واصلا سيرهما والرجل خلفهما حتى وصلا إلى القاعة الكبيرة حيث كان الرجلان الآخران ينتظران، حين رآهما الرجل المسلح أومأ برأسه قائلا:
    - هيا بنا السيارة بانتظارنا.
    تشبثت ألما بذراع سامي بقوة وهي تصرخ:
    - لا أريد الخروج، لا أستطيع، لا أستطيع.
    نظر إليها الجميع باستغراب وقد غرست وجهها في ذراع سامي، لم يدركوا سبب خوفها صرخ الرجل البدين:
    - هيا ليس لدينا وقت...
    ضغط سامي على يدها الممسكة بقوة بذراعه قائلا:
    - ألما تشجعي...
    لم تبد ألما أي اهتمام لكلامه وظل وجهها مغروسا في ذراعه، سارا معا على تلك الحالة والرجال الثلاثة يتبعونهما حتى وصلوا إلى البوابة الخارجية حيث كانت السيارة تنتظر، حين أحست ألما بنسائم الهواء ترتطم على خدها تضاعف خوفها وازدادت ضربات قلبها، أحس سامي بجسدها المرتعش وكأنه جزء من ذراعه، هز ذراعه سألها سامي باستغراب:
    - ألما افتحي عي*** ما بك؟
    أجابت:
    - لا أستطيع أحس انه سيغمى علي.
    سارا الجميع نحو السارة وفجأة دوى الصوت مناديا:
    - ألما!!
    استدار الجميع يسارا باتجاه الصوت بما فيهم ألما التي أطلقت سراح ذراع سامي ووقفت برهة تميز صاحب الصوت ثم صرخت بقوة:
    - إياد!!
    كان أياد ويمنى يقفان أمام السيارة وعيناهما مشدودتان باتجاه سامي وألما، امسك الرجل البدين سامي وألما معا وقادهما بالقوة نحو السيارة في حين اخذ سامي يصرخ:
    - إياد انقدنا إياد أنقذنا.
    كان سيارة إياد تبعد عنهم عشرات الأمتار حاول إياد التقدم لكن الرجل الأسود سدد سلاحه نحو، تراجع إياد وصرخ بيمنى آمرا:
    - يمنى اختبئي خلف السيارة أنهم مسلحون.
    فجأة دوى صوت إطلاق نار اهتز له سامي وألما لأنهما كان قريبين من الرجل، لم تتمالك ألما نفسها وسقطت مغشيا عليها حاول سامي إمساكها ولكن الرجل البدين دفعه وحملها عنوة ووضعها في السيارة، ثم جذب سامي ودفعه هو الآخر داخل السيارة ولم يدع لهما فرصة الاستنجاد بإياد، بعدها ركب الرجال الثلاثة السيارة وغادروا.

    يتبع
     
  5. بدا الخوف بل الرعب في عيني يمنى وهي تقف خلف السيارة وإياد معها، كانت تلك المرة الأولى في حياتها التي تتعرض فيها لإطلاق نار، كان ما رأته أشبه بفلم بوليسي ولكنه على مسرح الواقع، استدارت ونظرت إلى إياد وفجأة صاحت:
    - إياد كتفك تنزف!!
    نظر إلى كتفه وقد تمزقت سترته وبدا جرحه والدم ينزف منه، قال مطمئنا يمنى:
    - لا تقلقي انه جرح سطحي.
    لم ينتظر منها تعليقا آخر اتجه مسرعا إلى السيارة وهو يقول:
    - يجب أن نلحق بهم.
    تبعته يمنى دون اعتراض فهذا أقل شيء يمكن فعله من أجل سامي وألما بعد أن شهدت بعينها كيف سقطت ألما أمامهما خائرة القوى، جلست يمنى بجانب إياد في السيارة وانطلق هذا الأخير.
    دخلت السيارة الشارع الوحيد بالمنطقة والذي كان يؤدي إلى الطريق العام، سار إياد بأقصى سرعة حتى وصل إلى الطريق العام وأخذ يجتاز السيارات الواحدة تلو الأخرى ويمنى تراقبها، وفجأة صاحت:
    - هذه هي السيارة، تلك الزرقاء.
    أمال إياد رأسه يمينا وشمالا محاولا رؤية السيارة ولكن انشغاله بالقيادة أعاقه فصاح بغضب:
    - أنا لا أراها!!
    كانت الرؤية من جهة يمنى واضحة حتى أنها تمكنت من رؤية خيال ألما وسامي داخل السيارة، قالت يمنى:
    - أنهم على بعد أربع سيارات.
    بدأ الطريق يكتظ بالسيارات بسبب المنعطف الصغير الذي جعل الطريق أضيق والسير أبطئ، على بعد عشرات الأمتار وشيئا فشيئا انفرجت الطريق وانطلقت السيارات بحرية وهكذا انطلق إياد بأقصى سرعة من جديد، ظلت عينا إياد تراقبان الطريق والسيارة الزرقاء في آن واحد حتى نبهته يمنى قائلة:
    - أليس من المفروض أن نتصل بالسيد عادل ونخبره بما جد.
    هز رأسه قائلا وعيناه لا تزال مركزتان في الطريق:
    - أجل أنت محقة اتصلي به على الفور.
    أخرجت يمنى الهاتف من جيب سترتها وطلبت رقم السيد عادل، أخبرته عما جرى وعن المكان الذي يتواجدان به بدا صوت عادل مضطربا حين أكد لها أنه سيلحق بهما على الفور، بعدها أقفلت الخط قائلة:
    - سيلحق بنا.
    همهم إياد قائلا:
    - جيد.
    صاحت يمنى وكأنها تذكرت شيئا مهما:
    - إياد كتفك كيف حالها أتشعر بالألم؟
    هنا ابعد إياد عيناه عن الطريق لثوان فقط وألقى نظرة خاطفة على كتفه، ثم قال:
    - لا أشعر بشيء لقد توقف النزيف، انه جرح سطحي لا داعي للقلق.
    سكتت يمنى وحين لاحظ إياد سكوتها تشجع قائلا وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خجلة:
    - أ خائفة أنت علي؟
    ارتسمت ملامح الخجل على وجه يمنى طأطأت رأسها وهمست بكلمات منتقاة قائلة:
    - طبعا لا أحب الأذية لأحد.
    ابعد عينيه عن الطريق وركزهما في وجهها لثوان محاولا قراءة خجلها ولكنها صاحت به:
    - إياد احذر سنفقد السيارة.
    تحررت يمنى من عينيه حين أعادهما لمراقبة الطريق...
    طبعا لم ينتبه الخاطفون أن سيارة إياد كانت تتبعهم لأنه حافظ على مسافة سيارتين بينه وبينهم، فجأة زاد إياد من سرعته حين لاحظ أن سيارة الخاطفين ستنعطف يسارا وما إن فعل حتى حدث انفجار قوي اهتزت له يمنى خوفا وصاحت لا ادريا:
    - يا الهي ما الذي حدث؟؟
    نظر إياد من نافذته فقد كان صوت الانفجار صادر من الجهة اليسرى قال بحنق وغضب:
    - تبا انه إطار السيارة لقد انفجر.
    تنهدت يمنى في ارتاح رغب الفرع الذي كان باديا على وجهها قالت:
    - كان الانفجار قويا كدت أموت رعبا.
    حاول إياد إظهار لا مبالاته بما حدث انعطف يسارا متتبعا سير الخاطفين ولكن السيارة أخذت تميل يمنة ويسرة في غير توازن وما زاد الأمر سوءا هو الصوت المزعج الذي كان يصدر عن الإطار الممزق، ومع ذلك لم يحفف إياد من سرعته مما دعا يمنى إلى إبداء انزعاجها من مواصلته القيادة دون اهتمام، قالت:
    - إياد علينا أن نتوقف السيارة تفقد توازنها.
    لم يبد إياد اهتماما اقتراحها وواصل السير بنفس السرعة كان آخر شيء يفكر فيه في تلك اللحظة هو التوقف والتخلي عن مطاردة خاطفي شقيقة وأميرته، لكن ليت الرياح تجري بما يشتهي الملاح تآكل الإطار كليا من فرط السرعة والاحتكاك وبقيت حلقته الحديدية تحتك بالأرض مصدرة صوتا أكثر إزعاجا يصحبه شرارات نارية ، فقدت السيارة توازنها وبالكاد استطاع إياد التحكم بها بحيث سار بها يسارا أوقفها عند الرصيف وسط صراخ يمنى...
    حين توقف السيارة بدا إياد في ثورة غضب عارمة اخذ يراقب سيارة الخاطفين وهي تبتعد شيئا فشيئا عنهم، ضرب المقود بكل قوة قائلا بحنق:
    - تبا للإطار...
    نظرت إليه يمنى الخوف باد على وجهها فما أسرع تقلبات إياد بين الغضب والفرح قالت والتردد يبطئ كلماتها:
    - لا داعي للغضب.
    لم يبد أي اهتمام لكلامها كالعادة خرج من السيارة ووقف يتأمل السيارات وهي تلاحق بعضها البعض، نظر إلى سيارته وتذكر الشاب الذي غير له إطاراتها تخيله وهو واقف أمامه في هذه اللحظة، شد قبضة يده بقوة وضرب بها غطاء السيارة، اهتز يمنى من صوت الضربة وبدا الانزعاج عليها واضحا خرجت من السيارة ووقفت عند الباب، قالت بتذمر:
    - متى تكف عن التصرف مثل الأطفال؟
    نظر إليها بغضب وكاد ينفجر فيها لولا أن لمحا سيارة تقف خلفهم عرفاها على الفور، نزل السيد عادل منها ورمقهما بنظرة غريبة لمح إطار السيارة الممزق نظر على إياد وسأله في تردد:
    - أين هم أين ذهبوا بابنتي؟؟
    لم يجيبا وقد بدا واضحا للسيد عادل ما آل إليه الأمر.

    يتبع
     
  6. ...................

    مووووووووووميجي
     
  7. و ااااااااااااو ياااااااااااااااااااا فر حتي ليليان كملتيها ابداعك ان شاء الله ما تحريمينا اياه وانا عجبتني القصة ورسمت (اياد والما)مثل ما اتصورهم وحخليكي اتشوفين رسمس وان شاء يعجبك
     
  8. واااااااااااااااااااااااااااااااو

    موووووووميجي
     
  9. بسمـ اللهـ الرحمنـ الرحيمـ

    شكرااً لكِ أختي على الموضوع الرااااااااااااااائعـ

    في الجديد أن شاء اللهــــــــــ

    تحيآاآت

    ياجامي لايت
     
  10. شكرا للقصهــ الرهيبهــ
     
  11. شكرااااااااااااا لك سلمت يمناك
     
  12. ]السلام عليكم

    شكررررررررررررررررررررررررررررررررررا على الرواية لانها اكثر من رائعة


    بس يا ريت اتكمليها لانها اكتير مشوقة
     
  13. مشكور خيتوو على القصه الرائعه

    تقبلي مروري البسيط---ولاتحرمينا من جديدك

    في امان الله