خصائص العبوديه

الموضوع في 'صحراء الإسلام' بواسطة هيرو يوي, بتاريخ ‏9 ديسمبر 2008.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. من أخص خصائص العبودية : الافتقار المطلق إلى الله ، وحقيقته أن يجرد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها ، ويقبل إلى ربه متذللا بين يديه ، مستسلما لأمره .ونهيه

    إن هذه المنزلة التي يصل إليها القلب هي سر حياته وأساس إقباله على ربه ، فالافتقار إلى الله حاد يحدو العبد إلى ملازمة التقوى ومداومة الطاعة . ويتحقق ذلك بأمرين هما :

    الأول : إدراك عظمة الخالق وجبروته : فكلما كان العبد أعلم بالله كان أعظم افتقارا إليه وتذللا بين يديه .

    الثاني : إدراك ضعف المخلوق وعجزه : فمن عرف قدر نفسه ، وأنه مهما بلغ في الجاه والسلطان والمال فهو عاجز ضعيف لا يملك لنفسه صرفا ولا عدلا ، تصاغرت نفسه ، وذهب كبرياؤه ، وذلت جوارحه .


    من علامات الافتقار إلى الله

    العلامة الأولى : غاية الذل لله تعالى مع غاية الحب :

    فالمؤمن يسلم نفسه لربه منكسرا بين يديه ، متذللا لعظمته ، مقدما حبه على كل حب . طمأنينة قلبه وقرة عينه أن يعفر جبهته بالأرض ويدعو ربه رغبة ورهبة .

    العلامة الثانية :التعلق بالله تعالى ومحبوباته :

    فشعور العبد بفقره وحاجته إلى ربه عز وجل يدفعه إلى الاستكانة له والإنابة إليه ، ويتعلق قلبه بذكره وحمده والثناء عليه ، والتزام مرضاته ، والامتثال لمحبوباته .

    ومن تعلق قلبه بربه وجد لذة في طاعته وامتثال أمره لا تدانيها لذة . وأعظم الناس ضلالا وخسارا من تعلق قلبه بغير الله

    العلامة الثالثة : مداومة الذكر والاستغفار :

    فقلب العبد المؤمن عاكف على ذكر مولاه ، والثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى في كل حال من أحواله ، دائم التوبة والاستغفار عن الزلل ، يجد لذته و أنسه بتلاوة القرآن ، ويرى راحته وسكينته بمناجاة الرحمن .

    إن مداومة الذكر والاستغفار آية من آيات الافتقار إلى الله ، فالعبد يجتهد في إظهار فاقته وعجزه ويمتلىء قلبه مسكنة وإخباتا . ومقتضى ذلك أنه لا يركن إلى نفسه ، ولا يطمئن إلى قوته ، ولا يثق بماله وجاهه .

    العلامة الرابعة : الوجل من عدم قبول العمل

    فمع شدة إقبال العبد على الطاعات والتقرب إلى الله بأنواع القربات ، إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق ، يخشى

    أن يحرم من القبول .قال الله تعالى : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) . قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا يقبل منهم ، أولئك الذين يسارعون في الخيرات ) .

    العلامة الخامسة : خشية الله في السر والعلن

    الخوف من الله من أجل صفات أهل الإيمان ، وخشية الله في السر والعلن من أعظم آيات الافتقار والفاقة إليه سبحانه .

    ولذا فإن المؤمن متيقظ القلب ، يرتجف خشية وإشفاقا ، دائم المناجاة لربه ، يستغيث به استغاثة المفتقر الذليل .

    والخوف من الله عبادة قلبية تدفع العبد إلى الحرص والجدية والإقبال على الطاعة .

    العلامة السادسة : تعظيم الأمر والنهي :

    تعظيم الأمر والنهي يعني : الوقوف عند حدود النصوص الشرعية ، والالتزام الصادق بمقتضياتها ودلائلها ، فأمر الله وأمر رسوله حقه الإحلال والامتثال .قال الله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) .

    العلامة السابعة : سرعة التوبة بعد المعصية :

    الخطأ والزلل صفة بشرية ملازمة للإنسان ، والتوبة إلى الله من أعظم وأجل صفات أهل الإيمان ، والعبد الصالح إذا زلت به القدم ، وعصى الله عز وجل اتصف بصفتين :

    الأولى : سرعة الندم والرجوع إلى الله .

    الصفة الثانية : عدم الاستهانة بالمعصية

    فالمؤمن يجد في قلبه ندما وألما على مقارفة العصيان ، ويتفطر فؤاده فرقا وخشية من ربه ، فالتوبة تملأ القلب افتقارا إلى الله ، ويشعر العبد بذل المسكنة ، فيلجأ إلى ربه منكسرا بين يديه ، معترفا بذنبه ، باكيا على خطيئته ، مستغفرا ربه .

    أسأل الله لنا ولكم الغفران والقبول .

    وصلى الله على محمد وآله وسلم



    ارجو من الله ان ينفعك بما في هذا الموضوع


    ]]>
     

    الملفات المرفقة:

    • 147852.jpg
      147852.jpg
      حجم الملف:
      14.4 ك. ب
      المشاهدات:
      140
  2. جاري تحميل الصفحة...

    مواضيع مشابهة في منتدى التاريخ
    خصائص عقيدة أهل السُّنة والجماعَة صحراء الإسلام ‏21 يونيو 2009

  3. مافي احد رد ابي تفاعل
    شوي
     
  4. موضوع جميل جدا ومفيد شكرااااااااااااا على الموضوع