. . في هذه الحياة ومن أجلها : نركض ونَفجُر ونتعب ونسهر ونشتت الأذكار والأفكار ونُصاب بـ القلق والأرق ونكسب أصدقاء ونخسر آخرين ونكسب أموالاً بعناء .. ونخسرها في لحظة ونُجهد الروح ونشتم الجسد ونلعنه ونرتكب الرذائل من محرّمات صغائر وكبائر ونسرق وننهب ونكذب ونغشّ ونزوّر الحقائق .. وننافق وقد نقتل من الوقت أكثر من ثمانِ ساعات يوميّاً على الاقل لماذا كلّ هذا .. لماذا ؟ أليس من أجل مكانة مرموقة / شهرة / مال / حَسب ونسب ؟ وقد لا نصل إلى طموحاتنا ومآربنا كما أردنا بـ اختصار : كلّ من على هذا الخليقة من مخلوقات أيّاً كانت .. تبحث عن شئ واحد فقط .. ألا وهي ( السعادة ) أين تكمن السعادة ؟ أهي في المال والجاه والمنزلة والسلطان ؟ أهي في المظاهر وفي نظرة الناس ؟ أين تكمن السعادة ؟ السعادة تتربّع فوق كرسيّ عرش القلب السعيد فقط جنة السعادة وبساتينها وأزهارها وينابيعها تتفجّر .. من قلبٍ نابضٍ بـ الإيمان والخير والعطاء فقط المال والثروة والجاه والسلطان والأبناء والنساء .. زينة الحياة الدنيا للعبد المؤمن الصالح فقط ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا ) ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وهذه النِعم والطيّبات من الرزق .. فتنة وشقاءاً وتعاسة للعبد الجاحد الظالم لـ نفسه وللآخرين بل وتكون له زيادة في رصيد الكفر والطغيان والضلالة والعذاب ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) ( فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ) تكمن السعادة في ( القناعة ) والقناعة هي التسليم والرضاء بـ القدر والقضاء ولا تكمن السعادة إلا في قلب ( المؤمن القنوع ) ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ) ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) أخوتي: خذوا من أوقاتكم اليوميّة على الأقل ساعة واحدة من ساعاتكم العمليّة .. واجعلوها في نصاب سعادتكم ديناً ودنيا أنت تبحث عن رضى نفسك والآخرين ألا تعلم بـ أن رضى الله عليك فيه رضىً لـ نفسك وللآخرين ؟ ألا تعلم أن سعادتك وشقائك .. وصحتك وسقمك في يده ؟ أنت تعلم .. ولكن يجب عليك أن تعمل بما تعلم وأنت تعلم أيضاً أن كلّ ما على هذه البسيطة من أعظم قدرٍ إلى أدناه لا يكون إلا من بعد إذنه جلّ وعلى وتقدّس في علاه
تسلميـن حبيبتي عالموضوع الأكثـر من رائـع وما اوصيج دائمـا ابدعينـا بمثل هالمواضيـع تسلمين حبيبة قلبي واصلي .. ابداعج ..