" السجين ." . . ماهو شعورك .. عندما تكون .. سجيـــــــــــناً ؟ . . " المكان مظلم للغايه * وبارد بشكل تقشعر منه الأبدان . بالكاد أستطيع رؤية ما يقع أمام وجهي . لست متأكداً من الفترة التي أقبع فيها بهذا المكان كـ .. كـ سجين . تبدو الشهور والسنوات عندي متساوية . وحتى الآن * أظن أن الآخرين يتابعون حياتهم الطبيعة * بينما أقبع أنا على هامش الحياة . أتساءل أن كانوا نسوا إنه كان عندهم مره شخص يدعى "مايكل لاري ." بلا وسليه اتصال بالعالم الخارجي * بلا أي أمل * بلا أي هدف لتتمة حياتي بعد الذي مضى منها * بدوت ممزقاً وخائر القوى . لم أشعر يوماً بالوحدة والعزلة كما أشعر الآن * أسمع الخطوات خارج سجني تتصاعد بشكل إيقاعي يحطم الأعصاب . خلف هذا الباب الحديدي * يعيش الناس *يمارسون حياتهم بشكل طبيعي*يكبرون * يقعون بالحب * يتزوجون* ينجبون * و تسير حياتهم كما تمنوها* بينما أنا أتحول يوماً بعد يوم إلى لاشيء . حرمت من أجمل لحظات حياتي * و غدوت عبارة عن كائن مشوّه * يتعفن في سجنه الإجباري المظلم . أحس بهم * بتحركاتهم * لكنني أدرك بأنني لا أستطيع فعل ما يفعلونه . أسمع الأصوات * لكنني لم ألِم يوماً بما يقولونه * لا يريد أحدهم أن يدرك السجين الصغير المجنون بما يخططون له ... كان عدوي الأكبر هو الوقت * السأم شيء فظيع * أنه يجعل الدقيقة تبدو كالساعات * ولا يزال يذكرني بنفسي الحبيسة حتى النهاية . تذكرت تلك الأيام الخوالي التي كنت أمضي وقتي في مشاهدة التلفاز * أتحدث مع أحدهم * أو أقرأ كتاباً * بدأت تلك الذكريات تعصف بذهني لتذكرني بحالي المرّ بشكل مؤلم .. أستمر بالتساؤل * ما الهدف أجمالاً * من أبقائي في هذا المكان المريع * المظلم * بلا أي ذنب اقترفته * بلا أي رحمة أو شفقه . أنظر حولي بسكون إلى الظلال الممتدة إلى عبر الحائط * وأبدأ بتصور العالم عندما أخرج متغيراً بشكل فنتازي * حيث تطير السيارات * وتتحدث الحواسيب النقالة معك * و ننتقل عبر الكواكب بكل يسر وسهوله * كان خيالي يمكن أن يكون هروبي الأعظم من هذا المكان للحظات . لكن خيالي أن يكون عدوي الأعظم أيضاً * حيث أن الخيالات المرعبة تهاجمني بلا انقطاع وبشكل مريع * لكنني أتغلب عليها أحياناً بإغلاق عيني والتحليق بعيداً* والتفكير بعائلتي .. أصدقائي .. و .. و لو كان أحدهم معي هنا ... صديقي"كيفن" من المحتمل* سيدور حول نفسه بشكل مجنون كالأسد الحبيس في قفص * يمزق كل شيء حوله * ويصرخ فيني أغلب الأوقات * لكنني يمكن أن أطرد السأم بمحاولة إبقائه هادئاً معظم الوقت . شقيقي الأكبر" كريس "*لاشك بأنه سيكون متماسكاً أغلب الوقت * يبقي كل شيء هادئاً ومريحا حتى في حدود هذه الغرفة الصغيرة * وربما يزجي الوقت بمحاولة تعليمي وتلقيني بعض الدروس والمحاضرات القيمة . ما الذي سيفعله "إريك " ؟ هاه ! * أنه عبقري * سيجد لنا طريقه نتغلب فيها على الملل . كل هذه الأفكار جعلتني ألكم بقبضتي الحائط فجأة *سأجنّ! الظلال امتدت نحوي ثانيه لتجعلني أتقلص . أحاول أن أصرخ * لكن الصوت لا يخرج منيّ حتى ! إلى أي مدى يجب عليّ أن أتحمل كل هذا ! عرفت الآن لما يبقون السجناء الخطيرين والمنفلتين في السجن الانفرادي * لأن هذا هو الشكل الأسوأ في التعذيب . يا إلهي ! ليساعدني أحدهم قبل أن أفقد ما تبقى من عقلي ! فُتح باب سجني * فأغمضت عيناي اللتان بهرهما الضوء المفاجئ برهبة . أعطاني شقيقي" كريس" ابتسامة باردة وقال : " والدي يقول بأن الساعة التي أمضيتها مُعاقباً تكفي يا مايكل .. أنت حر الآن لتغادر غرفتك ." . . النهاية !