رَسُوُلُ الله .. حبيبُ الله .. حُبُكَ يَكْبُرُ في قلبي منذُ الصِغَر حياتُك كُلُها .. للهِ نذرتُها .. فكنُت بذلكَ خيرُ البَشَر أفنيتَ عُمَرَكَ كلَه جاهدًا .. لربكَ وحدهُ و للإسلامِ داعيًا فكم كذَّبَكَ قوُمُكَ الخَبَرَ .. و تَذْكُرُ حينَ إنشقَ القَمَر؟ فآمن من آمن منهم .. و أدَّعَىْ سِحْرًا كُلُ من كَفَر و صَبَرت على أَذَى الكُفَّارِ حالمًا.. و كم آذوكَ بالشَوْكِ و القَذَر و أَلَنْتَ للناسِ الكلامَ .. فَلَانَ كلُ ذِي قلبٍ حَجَر ربيتَ صحبكَ الكرامِ على مرِ السنين ..فلم يلاقوا منِكَ يومًا واحدًا ضَجَر و زَّكيَتهُم و عَلّمَتهُم هَدِيَكَ الحَسَن .. فَتَحَمّلُوا مِن بعدكَ و بِهِمُ الإسلامُ ظَهَر أحَبَكَ ربي و الملائكةُ الِكرام .. و حُبُكَ طالَ الجمادَ و الشَجَر و حينَ اتخذتَ لنفسك مِمْبَرًا .. جِذْعُ الجريدِ تألمَ حُزْنًا و انْفَطَر فَلَيْتَ صَوتِي يُسْمِعُ كلَّ مَن .. ظنَّ المَنَالَ مِنكَ بِسَبِهِ و عَمِيَ النَظَر فإنَّ الإلهَ تَوُعَدَ كُلَ مَن .. أرادَ كيدًا بالنبيِ و من أرادَ له الضَرَر ففداك أُمِّي و أَبِي و كُلَ ما لديّ .. أُطْلُبُ ما شِئْتَ مِنِّي تَجِدُه عِنْدِكَ مُسْتَقِر و اللهُ يعلمُ مَدَى شَوْقِي لَكَ .. و يعلُمُ سِرِّي و يسمعُ نَجْوايَ و قتَ السَحَر اللهُ يُعْطِيكَ في القيامةِ كوثرًا .. فاللهَ أسالُ أن ألقاكَ على ذاكَ النَهَر