السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: على الرغم من أن مكونات جوف الأرض ليست بعيده من موطئ أقدامنا فان خضوعها للملاحظة المباشرة يعتبر محدودا ً جدا ًَ، فمثلا عندما نقارن مجهوداتنا المبذولة لسبر أعماق الأرض عن طريق الحفر ، بما انجزناه في مجال الفضاء فان هذه الحقيقة تبدو جليه . وحسب برامج اكتشاف كواكب النظام الشمسي ،فان تكاليف إطلاق إحدى المركبات الفضائية المستكشفة لكوكب زحل تساوى تكاليف حفر بئر واحدة عمقها حوالي 1600 كيلو متر في قلب الأرض، وهذ العمق يفوق بكثير الاثنى عشر كيلو مترات التي إنكن حفرها حتى الآن ورغم انه يمكن اعتبار النشاط البركاني نافذة نطل بها على جوف الأرض لان المواد تصعد من أسفل فان هذا النشاط لا يسمح إلا باطلاع محدود للمائتى كيلو متر السطحية لكو كبنا وهو لا يشكل إلا جزاءا صغيرا من نصف قطر الأرض البالغ 6370 كيلو مترا. *تعلم الجيولوجيون كثيرا من المعلومات عن تركيب الأرض من خلال المصادر العلمية الآتية : 1/رحلات الفضاء المأهولة برواد الفضاء أو التي تقتصر على المراصد والمجسات والمستشعرات . 2/ التجارب المعملية للصخور بوضعها تحت ضغط عال تماثل الظروف الطبيعية في باطن الأرض . 3/ فحص وتحليل العينات القادمة من القمر وبعض الكواكب التي تمكن الإنسان من سبرها . 4/ دراسة التركيب المعدنى للنيازك التي كثيرا ما ترتطم بسطح الأرض . 5/ الأهم من ذلك فانه أمكن الحصول على دلائل عن الخواص الطبيعية داخل كوكبنا عن طريق دراسة الموجات الزلزالية التي تولدها الزلازل والتفجيرات النووية ، فحينما تخترق الموجات الزلزالية طبقات الأرض فإنها تنقل معلومات عن المواد التي تنتقل خلالها إلى السطح ولهذا فانه بالتحليل الدقيق يمكن معرفه خواصها ، إذ تعطى الموجات الزلزالية ما يشبه صورة الأشعة السينية (أشعه x ) لنطاقات الأرض. في عام 1909 قدم رائد علم الزلزال اليوغسلافى ^اندريا موهور فيشك^ أول دليل مقنع لوجود نطاقات داخل الأرض ، ويفصل النطاق الذي اكتشفه بين صخور القشرة الأرضية وصخور أخرى ذات تركيب مختلف في الوشاح الذي يقع أسفلها وقد سمى هذا الحد بالفاصل الموهوروفيشى تخليدا ً له ، واختصر هذا الاسم فيما بعد إلى حد الموهو . وبدراسة السجلات الزلزالية للزلزال الضحلة لاحظ ^موهورو فيشك^ إن مراصد الزلازل الواقعة على أعماق تتعدى 200 كيلو متر قد سجلت متوسط سرعه انتقال للموجات الأولية أكبر من محطات التسجيل القريبة من مركز الزلزال ، وكان متوسط سرعتها حوالي 6كيلو مترات في الثانية ، كما لاحظ أن الطاقة الزلزالية المسجلة عند المحطات البعيدة تنتقل بسرعة تقارب 8كيلو مترات في الثانية ، فهذا التغير المفاجئ في السرعة لا يتناسب مع الوضع السائد الذى تم تسجيله من قبل ، وقد استنتج ^موهورو فيشك^من هذه المعلومات أن هناك نطاقا يقع الى عمق 30كيلو مترا له خصائص طبيعيه تختلف عن القشرة الخارجية للأرض {ادوارد جي . تاربوك وزميله ، 1999}. ان شاء الله يكون الموضوع عجبكم لا تنسو الردود
