<| أحامل المِسْكِ أم نافخُ الكِيْر ؟ ...|>

الموضوع في 'صحراء الإسلام' بواسطة صدى الشموخ, بتاريخ ‏2 يوليو 2009.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
    و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    ..//..
    دهاليز معتمة و أزقة أشد عتمة

    مدن و متاهات شيدت داخل جسد أشبه ما يكون بالحي
    لكنه [ ميِّت]...
    ذو رائحة كريهة ...
    أثره نتن
    قلبه ينبض ليؤذي
    يحيا لـ يقتل .
    و روحه لا تؤنس إلا لتدفع إلى معصية
    إنه صديق السوء



    >> في المقابل <<


    وجه بهي الطلة ،
    و قلب لا ينبض إلا لـ حب الواحد الأحد
    حسن المظهر و الجوهر !
    سلوك قويم . و عقل سليم ...
    و روح لا تعرف لـ الخيانة طريق
    ناصحٌ أمين
    و ذو تفكير رزين ،
    إنه الرفيق الذي يجب اختياره ...




    {.. أحامل المسكِ أم نافخُ الكير ؟..}
    الإنسان مدني بطبعه فهو لا يستطيع العيش وحيداً
    ولا يستطيع أن يؤمن كل احتياجاته - المادية ام النفسية - لنفسه بنفسه ...
    و كثيراً ما نلجأ لعقد علاقات اجتماعية تختلف اسبابها و أهدافها لكن أسمى تلك العلاقات
    علاقات الصداقة ، التي نرى الطفل - صغير السن - يحدثك عن صديقه و يطلب منك الذهاب للعب عند صديقه
    و الكثير من النشاطات التي تنحصر ضمن اطار الصداقة .

    يُحكى أن فتاتين كانتا متشابهتين بقدر اختلافهما في الأصل و المنبت .
    الأولى كانت من عائلة ملتزمة والدها شخص محافظ و الأخرى كانت مغرمة بالأزياء و الأغاني حد الهيام
    فأرادت الاولى نصح الثانية لكنها انجرفت وراء اغراءات الثانية - رغم تحذير أهلها لها من مصاحبتها-
    لكنها رفضت نصحهم فأصبحتا كالتوأمين في الجوهر لا تكاد تميز أيهما أشد حباً للمعصية أو أيهما أكثر فنّاً في أدائها ...


    يقول عليه الصلاة والسلام (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ))

    الأمثلة صارخة و كثيرة فكم من شخص كان على طريق الهداية و الصلاح لكنه ضل امام
    اغراء الصحبة و وسوسة الشيطان ،و لعل أكثر الأمور التي يتأثر بها الخلان ببعضهم
    هي الدخان عند فئة الذكور لأن سوء الصحبة تغريهم بالمعصية فتزين لهم ذلك الفعل الشنيع
    و توهمهم بأنهم يبلغون مبلغ الرجال بهذا الفعل !

    و سماع المعازف و الاغاني عند فئة الإناث بعد إيهام الفتاة بـ مدى عظمة ( نانسي عجرم و أليسا ..و هلم جرا ...)
    فيدفعها الفضول لتسمع فتدمن و تطبق ما جاء في ذلك الكلام الذي لا يهدي إلا لباطل

    أما على صعيد الفئتين فهو دفع الاصدقاء لبعضهم على فعل المنكرات كمشاهدة الأفلام الإباحـ...!!
    و الصور الفاضحة و مصادقة الشباب للفيتات و العكس ...

    الكثير من الأمثلة يمكن قولها ها هنا ... ولا يتسع المجال لذكرها .


    و لكن ما انا موقنة به هو ان الإسلام أوجب الهجرة عنهم

    قال تعالى :" ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيم كنتم

    قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا."

    يقول سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - : "مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ،

    فحامل المسك إما يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير* إما أن يحرق

    ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ."

    و شتان بين حامل المسك و نافخ الكيــر [​IMG]

    *الكير: هو أداة من الجلد و نحوه يستخدمها الحداد للنفع في النار لاشعالها . [​IMG]

    فالصديق أثره مستمر عليك ما دامت العلاقة قائمة * فحامل المسك فضله عليك مستمر

    فهو يشد على يديك نحو طريق الهدى و الصلاح ...

    أذكر مرّة أني قرأت هنا في منتديات مكسات موضوعاً لأخت كريمة ذكرت فيها

    أنها كانت تحدث فتاة عبر الماسنجر و كانت الأخت كلما سمعت النداء قامت لـ الصلاة

    حتى قالت لها صديقتها يوماً أنها لم تكن تصلي و أنها دفعتها للصلاة و اختنا الكريمة لا تعلم

    فتأثير الصديق الصالح * كأنه غير مرئي يدفعك دون ان تشعر لكنك في الوقت ذاته تدرك

    أن فضل تلك الصداقة عظيم و أن الله الذي أكرمك بهذا الصديق أعظم ^_^

    أما صديق السوء ...

    أثره عليك متجدد وفي صور شتى لذلك شبهه الرسول صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير الذي ينالنا أذاه بأية حالٍ كانت .


    رفيق السوء يقف أمام همتك العالية وطموحاتك ويسيء إلى سمعتك بين الناس

    فإحذر رفيق السوء قبل أن تندم في الآخرة على سوء إختيار الصحبة

    (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني إتخذت مع الرسول

    سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان

    للإنسان خذولا ))

    و يقول عليه الصلاة و السلام : "لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي "

    فمهما كانت آثار رفيق السوء مدمرة تهلك روحنا * وتبعدنا عن سواء السبيل

    فالرفيق الصالح يحثك على الخير و ينصحك اذا غفلت و يهز فيك نفسك المسلمة

    التي تغار على دينها و تأبى أن تذل و تسلم لأحد إلا لربها الذي خلقها

    و تذكروا قوله عليه الصلاة و السلام :" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله،

    ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال:

    إني أخاف الله، ورجل تصدق، بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "


    رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه * أي ان صحبتهما

    لم تكن لمصلحة دنيوية بل كل منهما رأى الآخر مقبلاً على الآخرة زاهداً في الدنيا فأحب كلاهما الآخر لأجل ذلك

    و لم تفرقهما عن بعضهما لا الكره و لا المشاكل بل ظروف أقوى منهما * كالموت و السفر وغيرها

    أخيراً : لتكن صحبتنا هي الصحبة الصالحة التي تقربنا من الله أكثر

    ++ أسئِلة ++

    × ما الصفات التي يجب ان تكون في الصديق الذي تختاره؟ - من وجهة نظرك -

    × هل تدخل أهلك عندما عقدت بعض الصداقات ؟ ام انهم تركوا لك حرية اختيار الصديق؟

    × صداقتك تحتم عليك ان تكون وفياً * إن أخطأ أحد أصدقائك ما موقفك تجاهه ؟



    في النهاية ... شكراً لمن يقرأ ولا يرد أو يقرأ ويرد
    ما يهمني هو المشاهدات لا الردود [​IMG]


    في أمان الله
     
  2. مشكووره ياحياتي على الموضوع تسلميييييييييييين