بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا ً أخوتي أنا وبصراحه من عشاق كتاب كليلة ودمنة وأثناء قرائتي له شاهدت مقال الفيلسوف بيدبا الحكيم الذي قد نال إعجابي لذا قررت كتابته وتفسيره لكم والآن سأكتبه ولكم مع التفسير لنبدأ .: ... :. قال بيدبا : إني وجدت االأمور التي اختص بها الإنسان ، من بين سائر الحيوان، أربعة أشياء، وهي جماع مافي العالم، وهي : الحكمة والعقل والعدل والعفة والعلم وألادب والروية ، داخلة ٌ في باب الحكمة . والحلم والصبر والوقار ، داخلة ٌ في باب العقل . والحياء والكرم والصيانة و الأنفة ( أي الترفع عن الدنيا ) داخلة ٌ في باب العفة . والصدق والإحسان والمراقبة وحسن الخلق ، داخلة ٌ في باب العدل . وهذه هي المحاسن ، وأضدادها هي المساوئ . فمتى كملت هذه في واحد ، لم يخرجه النقص في نعمته إلى سوء الحظ من دنياه . ولا إلى نقص من عقباه ( أي آرخرته ) ولم يتأسف على مالم يعن التوفيق ببقائه ، ولم يحزنه ماتجري به المقادير في ملكه ، ولم يدهش ( أي يتحير ) عند مكروه ، فالحكمة كنز ٌ لا يفنى على الإنفاق ، وذخيرة لايضرب لها بالإملاق ( أي الفقر أي لايفتقر صاحبها ) ، وحلة لا تخلق ( أي تبلى ) جدتها ، ولذة لا لاتصرم ( اي لاتقطع ) مدتها . وقد قالت العلماء : إلزم السكوت فإن فيه السلامه ، وتجنب الكلام الفارغ فإن عاقبته الندامه . وحكي أن أربعة من العلماء ضمهم مجلس ملك ٍ فقال لهم : ليتكلم كل منكم بكلام يكون أصلا ً ( اي قاعدة وأساسا ً )للأدب . فقال أحدهم : أفضل خلةِ ( اي خصلة ِ ) العلماء ِ السكوت . وقال الثاني : إن من أنفع الأشياء للإنسان أن يعرف قدر منزلته من عقله . وقال الثالث : أنفع الأشياء للإنسان ألا يتكلم بما لا يعنيه . وقال الرابع : أروح ( أي الأكثر راحة ) الامور للإنسان التسليم للمقادير . واجتمع في بعض الزمان ملوك الأقاليم : من الصين والهند وفارس والروم ، وقالوا : ينبغي أن يتكلم كل منا بكلمة تدون عنه على غابر (أي باقي ) الدهر . قال ملك الصين : أنا على مالم أقل أقدر مني على رد ما قلت . قال ملك الهند : عجبت لمن يتكلم بالكلمة ، فإن كانت له لم تنفعه ، وإن كانت عليه أوبقته ( أي اهلكته ) . قال ملك فارس : أنا إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ، وإذا لم اتكلم بها ملكتها . قال ملك الروم : ماندمت على ما لم أتكلم به قط ، ولقد ندمت على ما تكلمت به كثيرا ً . والسكوت عند الملوك احسن من الهذر ( اي سقط الكلام الذي لا يعبأ به ) الذي لايرجع منه إلى نفع وأعضل ( أي اصعب ) ما استفضل ( أي حمل على الضلال ) به الإنسان لسانه . .: ... :. أرجــو أن يعجبكم موضوعــــي إلى اللقاء