^~،._.،~^ الثلوج مصيرها السيول ^~،._.،~^ رواية رائعة !!

الموضوع في 'الروايات والقصص' بواسطة اسامي, بتاريخ ‏18 نوفمبر 2009.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

حالة الموضوع:
مغلق

  1. اهلا بكل الصحراوين
    وجميع الزوار الكرام لهذه الصفحة :v(1): :v(1):



    انا كتبت رواية حبيت اعرضها عليكم >> بعد تردد شديد


    ولاني اتعب وانا اكتب
    فياريت لو اشوف ردودكم الحلوة بعد كل جزء

    طبعا اذا اعجبتكم القصة

    وانا راح انزل جزء كل احد واربعاء



    بس ..........
    أذا ما لقيت ردود
    انا راح اوقف

    >>> بكيفك والله




    المهم وبدون طولة سيرة اخليكم مع الرواية



    بعـــــــــــــنوان :



    ^~،._.،~^ الثلوج مصيرها السيول ^~،._.،~^





    كان ذلك اليوم جميلا ..
    سماءه صافية ..
    و طيوره تغرد طربا لاستقبال نهار جديد ..
    وصل إلى مسامعه خرير جدول أزرق صافي المياه ، يجري أمامه ،و أستلقى على العشب الأخضر ،تنشق عبيره المنعش ، و وجهه معلق بالسماء ،و على شفتيه إرتسمت ابتسامة نطقت بالحزن و الأسى . كان يصغي بانتباه لمحيطه ، أصوات المارة و الباعة ،و بعض السيارات ،
    تنهد " كمال " بعمق و أطلق زفرة حارة من أعماق قلبه بدت أشبه بالأنين ،رغم انه عاد يرسم تلك الابتسامة العذبة على شفتيه . كان كمال ذو ٣٠عاما ،شديد الوسامة بشعر اسود ناعم تصل أطرافه إلى رقبته ،و عينين عسليتين ، أكثر ما يشد الانتباه فيه ، لما لها من هيبة وقار ، ولكنه مؤخرا كان لا ينزع عنه تلك النظارة الانيقة السوداء اللون .

    كان كمال في نظر الذاهب و الآيب ممن يقطع الشارع شابا متقاعسا ،بدليل انه يقضي وقته على ضفة هذا النهر ، ولكن هذا النهر كان المكان الوحيد الذي لا يشعر فيه و كأنه انفصل عن العالم الخارجي يوما . تقطع حزنا حين مرت امام عينيه ذكرى قديمة ،ولكنه هب جالسا فجأة و هز رأسه و كأنه ينفض عنه تلك الذكرى ، ثم نهض واقفا ليتابع طريقه ..
    إلى حيث تقوده قدماه ...

    ¤ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤

    في تلك الشقة المتواضعة :


    جلس رامي على طاولة الطعام ، يحرك الملعقة بصحنه دون ان ياكل شيئا ، و بعد تردد كبير قرر ان يقطع ذلك الصمت قائلا :
    _أبي هل ..اقصد ..أنت تعلم ان "زياد " سيعود هذا اليوم للمنزل ،ألن نحضر لاستقباله ؟؟


    احتسى والده فنجان قهوته قائلا :
    _و ما الداعي لذلك ،اخوك ليس عائدا من سفر أو من مهمة وطنية ، انه خارج من السجن و هذا ليس شيئا يدعو للفخر .


    طأطأ رامي راسه مغمغما :
    _و كأنه ليس ابنك .

    وضع الاب فنجانه على الطاولة و قال :
    _هل قلت شيئا؟؟ هتف رامي :_ لا و لكني كنت أتساءل ..هل أستطيع الذهاب لإستقبـ....


    قاطعه والده :
    _حسنا ،بامكانك الذهاب ،رغم اني ارى بانه من الأفضل لك ان تذهب إلى مدرستك ،فهو لن يضيع الطريق نحو المنزل .


    سأل رامي بحزن :
    _ ألم تشتق اليه ؟؟لقد غاب عاما كاملا .

    تغيرت ملامح والده وهو يرفع طبقه و ينهض متوجها إلى المطبخ دون ان يرد ،
    و تابع رامي بالنبرة ذاتها :
    _أما أنا فقد افتقدته كثيرا !!


    و أردف بابتسامة :
    _لقد افتقدت حتى ازعاجه و مضايقته لي ،لقد بلغ العشرين من عمره في الاسبوع الفائت و لا اظنه احتفل بهذه المناسبة هناك حيث هو !


    خرج والده من المطبخ وهو يبتسم و رمى نحوه بكيس صغير ، التقطه رامي و فتحه ليجد مبلغا من المال في داخله ، لم يترك له والده فرصة السؤال فقال وهو يرتدي سترته :
    _ انه ليس مبلغا كبيرا ، بما انك ستتغيب اليوم عن المدرسة فلا تعد سريعا إلى المنزل ،خذ اخاك في جولة عبر المدينة و تمتعا بوقتكما ، هل فهمت ؟


    ابتسم رامي في حماس و أجاب :
    _ أجل بالتأكيد سنفعل .


    ثم أسرع يغير ثيابه قبل ان يغادر البيت
    ¤ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ¤

    في مبنى السجن الحكومي:

    .. كانت سعادة ذلك الشاب و فرحته لا تخفى على أحد ،وهو لا يرفع بصره عن الباب الخارجي ،و يتأمل الاشخاص الداخلين و الخارجين ، كان شاردا حتى انه لم يستمع للموظف الذي كان يحدثه عن الاجراءات الأخيرة لاطلاق سراحه ،شعر الموظف بالغضب فصرخ بصوت مرتفع :
    _ ســــــــــــيد زيــــــــــــــاد !!


    انتفض زياد و هتف :
    _ نعم !


    قال الرجل بصرامة :
    _ آمل ان تجاهلك للإجراءات والقوانين لا يعني انك تنوي العودة الينا بأسرع فرصة .


    تمتم زياد :
    _ أنا آسف لم اقصد تجاهلك.


    ابتسم الرجل وهو يناوله حقيبة ظهر و قال :
    _لا بأس ، هذه أغراظك ، أنتبه على نفسك و اتمنى ان لا أراك هنا ثانية .


    بادله زياد الابتسام وهو يأخذ الحقيبة و قال :
    _شكرا ، أعدك بأنك لن تفعل ، إلى اللقاء .


    قالها وهو يلوح بيده مودعا . وجرى نحو المخرج بفرحة و حماسة بالغين ، ضحك الموظف من حماسته وعاد للعمل على أوراقه . ما ان خطى زياد خارج المبنى حتى صرخ بأعلى صوته :
    _أنــــــــــــــــــــــا حـــــــــــــــــــررر !!


    التفت اليه كل من كان في المكان بدهشة ، و لكنه لم يكن مهتما ، نزل الدرج بسرعة و عيناه تجولان في المكان بحثا عن شخص مألوف ،و حين لم يجد ما يبحث عنه وقف قليلا و غمغم بخيبة امل :
    _ لم يأتي أحد لاستقبالي ،هذا مؤسف !!


    ثم إستعاد ابتسامته المرحة وهو يستطرد :
    _لا بأس ، حتى هذا لن يعكر صفو فرحتي هذا اليوم .


    _زيـــــــــــــــــــاد ..زيــــــاد !

    إستدار زياد لصاحب الصوت ، إلى ذلك الفتى ذو الشعر و العينين البنيتين الذي يعرفه جيدا ،و هتف :
    _ رامي ..أنت هنا ؟!


    تقدم رامي نحوه بابتسامة و دار حوله متفحصا قبل ان يقول :
    _زياد ، لم يتغير فيك شيء واحد، مازلت محتفظا بهذا الوجه الملل ،لقد ارتحت منه لفترة قصيرة .


    تنهد زياد بأسى متظاهرا بالحزن ، وهو يستدير بشكل درامي وقال :
    _هكذا إذا لا أحد يرغب بوجودي هنا ،حسنا أنا راحل .


    غمغم رامي بدهشة :
    _ماذا ؟!!


    تقدم زياد نحو الطريق العام وهو يغني بحزن مصطنع :
    _ "وحيــــــد"سجين في الظلام ..
    "وحيــــــد"أعاني الآلام..
    "وحيــــــد" بلا شمس ولاهواء ..
    "وحيــــــد"اسير سجين ..بلا أهل و لا اقربــــــــا..


    صاح رامي مقاطعا :
    _زياد !!


    إستدار اليه ليفاجأ به يندفع و يحضنه بتأثر هاتفا :
    _لا تقل هذا الكلام أيها الاحمق لقد اشتقت إليك .


    ضحك زياد قائلا :
    _وأنا أيضا اشتقت إليك وإلى أبي ،و لكني لم أعلم انك حساس لهذه الدرجة .


    واردف بمكر:
    _ أنت رقيق.


    صاح رامي بغضب وهو يدفعه :
    _يا لك من غبي ،الخطأ خطأي لأني اردت المجيء لرؤيتك .


    و عقد ذراعيه امام صدره وهو يدير وجهه بعبوس ، ضحك زياد وهو يربت على رأسه قائلا :
    _لا تغضب لقد كنت امزح ، أنا شاكر لك وجودك هنا، و لكنك لازلت تتصرف كالأطفال .


    صرخ رامي بثورة :
    _تقول أطفال ؟؟ لا تزال مصرا على السخرية مني ،أنا لا أصغرك سوى بأربع سنوات فلا تحدثني هكذا !!



    هز زياد رأسه و قال :
    _حسنا..حسنا ،أنا آسف ،و لكن دعنا لا نتشاجر، على الأقل في الوقت الحالي ،فأنا سعيد جدا .


    ابتسم رامي هو يسير إلى جانبه و سأل :
    _هل ستخبرني عن الحياة داخل السجن ، هل هي كما نراها في الأفلام ،مروعة و مخيفة ؟؟


    هز زياد راسه نفيا و أجاب :
    _ بل هي أسوأ بكثير ،و لكن لا تذكرني بهذا الآن ، دعني استمتع بحريتي .


    ثم أخذ نفسا عميقا وهو ينظر إلى السماء الصافية و الشمس الساطعة و قال :
    _لقد اشتقت كثيرا لهذا الشعور ،انه ..رائع !!


    و فجأة ...

    اندفع زياد يركض على الرصيف بأقصى سرعته ، لحق به رامي وهو يهتف :
    _زياد ما الأمر ؟ لما تجري هكذا ؟؟


    لم يجب زياد ،و لكن ضحكاته السعيدة ارتفعت تملأ الارجاء .
    جرى زياد بسرعة كبيرة ،
    جرى كما لم يجري منذ مدة طويلة ،
    الناس من حوله ،
    و البيانات الضخمة ،
    و مزامير السيارات يطرب أذنيه ،
    لقد كاد يطير فرحا وهو يركض
    و الهواء يداعب وجهه الأبيض ،
    و شعره البني الناعم ،

    وفجأة ...

    ظهر أمامه من المنعطف الجانبي ،
    رجل يضع نظارات سوداء يجري بالسرعة ذاتها ،

    استطاع زياد بصعوبة التوقف دون الإصتطام به ،
    فكان على بعد إنشات فقط ، ولكن رامي الذي كان يندفع من خلفه و فاجأه توقف زياد ،اصتطم بالأخير ،ليسقط فوق الرجل . هتف رامي بأسف وهو ينتصب في وقفته :
    _أنا لم اقصد !!

    تأوه زياد بألم و اعتدل جالسا وهو يصيح :
    _أيها الغبي، ما الذي فعلته ؟؟


    صاح رامي :
    _أنت من ركض كالمجنون ثم توقف فجأة !


    أردف وهو يمد يده للرجل ليساعده على النهوض :
    _هل أنت بخير سيدي ؟! كله بسبب شقيقي المجنون هذا .


    فوجئ رامي بالرجل يضرب اليد الممدودة له ليبعدها عنه ،و ينهض دون مساعدة احتقن وجه زياد لهذه الوقاحة ، في حين غمغم رامي :
    _ أنا آسف سيدي !

    لم يرد عليه الرجل و هم بالمغادرة حين صاح زياد برامي غاضبا :
    _لا تعتذر له انه لا يستحق.

    توقف الرجل بضع لحظات دون ان يستدير و قال بهدوء :
    _ ألا ترى انك وقح يا هذا ؟ ألستما من اصتطم بي ؟!


    زفر زياد عاقدا ساعديه و قال :
    _ولكننا اعتذرنا منك * مع انك كنت مسرعا ايضا ولم تكن تنظر امامك!!



    احتقن وجه الرجل وصاح:
    _ انت تريد افتعال مشكلة وانا لست في مزاج يسمح لي * كما واني في عجلة من امري.


    همس رامي بتوتر :
    _ زياد ..اهدأ قليلا لا داعي للشجار معه.

    انتفض الرجل فجأة حين سمع صوت مجموعة من الرجال تهتف وهي تقترب منهم :
    _ انه هناك ..لقد وجدناه .. وجدنا كمال يا سيدي عثرنا عليه .


    اراد كمال ان يهرب ولكنه توقف قليلا وتردد . التفت الى زياد و رامي وسأل :
    _ كم يبعد المنعطف الشارع؟؟



    تبادل زاياد ورامي النظرات بدهشة و قال رامي ساخرا :
    _ ولكن ما بك الا تراه امامك ؟؟


    صاح الرجل بعصبية وهو يسمع اصوات اولاءك ارجال تقترب :
    _ كلا انا لا اراه فأنا ضرير هل تفهم .؟؟ والان قل كم خطوة يبعد ؟؟



    وفجاءة......


    اطلق واحد من اولاءك الرجال طلقة من مسدسه عبرت بين زياد وكمال واصابت الحائط !!

    صاح زياد وهو ينخفض :
    _ رامي !! انبطح !!


    صرخ رجل آخر بمطلق النار :
    _ ايها الغبي نحن لا نريد قتله هل جننت؟؟

    انطلق كمال بأقصى سرعته هاربا ،
    و لحق به أولاءك الرجال بسرعة ،
    كان الرجل يجري مسرعا باتجاه الشارع ،
    كان لا يرى أمامه ،
    توقف فجأة حين أدرك من خلال أصوات السيارات انه يقف على الطريق و...

    ارتفع أزيز بوق شاحنة ضخمة متجهة نحوه مباشرة ..

    و تسمر أولاءك الرجال بذعر ..
    و اغلق رامي عينيه ليمنع نفسه من رؤية ذلك المشهد المروع ..

    و .....................



    يتبع....
     
    • أعجبني أعجبني x 3



  2. انتظر بشوق تتمة القصه

    ارجوك لا تتاخري


    مره مره تحمست ابغى اعرف اش يسير


    تقبلي مرور


    فراشة الانمي


     
  3. يسلمو ع الروااااااااااااية الحلوة

    ودي
     
  4. بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ..~

    يااااا يالها من قصة راائعة ومذهله

    أيضا ً

    شكرا ً جزيلا ً

    بانتظار الجزء الثاني ^^

    تقبلي مروري

    إلى اللقاء ..~
     
  5. ((الثلوج مصيرها السيول ))

    عنوآن إستوقفني كثيرآ ........ آلروآيهـ كــآآنت تحمل بين طيــآتهآ


    آلكثير من آلعبر


    رآئع هو قلمكـ لديكـِ إحسآس مرهف .......


    كـآن بين كل كلمهـ وكل سطر قرأتهـ .....


    جمــآل آخـــآذ تركني آتوقف للنظر بين آلسطور مرآرآ وتكرآرآ ....


    عزيزتي اسامي آتمنى لكـِ مستقبل بــآهر في روآية آلقصص ...


    في آنتظـآآر بـآآقي آلروآيهـ بفــآرغ آلصبر ....


    دمتِ مبدعهـ


    كنتُ هنـآ آسجل إعجــآبي بمـآ خطتهـ آنـآملكـ آلذهبيهـ ....


    لكِ ودي و تقيمي ....


    لي عودهـ ......... في آمــآن آللهـ ..
     

  6. زورو



    +

    الفراشة الانمية


    +

    حبيبة نيجي


    +


    صانعة السلام


    +


    كيرارا



    شكرا لكم جميعا على الردود العطرة

    تسلمو

    الله يعافيكم
    وكل عام وانتوا بخير


    و جبت التكملة

    لمتابعين

    و آسفة على التأخير


    تحياتي
     

  7. وسط دهشة أولاءك الرجال و ذعر جميع من كان على مقربة من المكان ...ا

    ندفعت تلك الشاحنة الضخمة بسرعتها على الطريق ،
    و أمامها مباشرة تجمد كمال غير قادر على الحراك ،
    حاول السائق الضغط على المكابح و لكن دون جدوى ،
    فسرعة السيارة شديدة ،
    و لن تتوقف دون أن تصتطم ،
    شهق الكل بدهشة
    و أغلق رامي عينيه تجنبا لذلك المشهد المروع ...

    حدث كل شيء فجأة ..

    و بملح البصر ...

    قفز ذلك الشاب إلى الطريق و دفع كمال في اللحظة الأخيرة ،ليقع معا على الرصيف ،

    استطاع السائق ايقاف الشاحنة أخيرا ،
    و اتسعت عينا رامي حين رأى ما حدث ، و جرى مسرعا نحوهما ،
    وكذلك فعل السائق وهو ينزل من شاحنته ،صاح رامي بخوف :
    _ زياد ..هل أنت بخير ؟؟


    أجاب زياد وهو ينهض متألما من اثر وقوعه :
    _لا تقلق ..أنا بخير .


    ثم التفت إلى كمال الذي كان لايزال مذهولا في حال من الصدمة ،هذا ما بدا لزياد و رامي ،فقد كان لايزال على وضعيته على الأرض ،و عيناه تحدقان في الفراغ ،لم يرد على السائق الذي كان يسأله عن حاله بتوتر .هتف رامي بحماسة و كأنه استوعب ما حدث للتو فقط :
    _ زياد لقد أنقذت حياته ..لا أصدق أنك اندفعت هكذا دون أي تردد ..لقد كنت مذهلا ،كان هذا رائعا !!


    ابتسم زياد دون ان يعلق بكلمة ، فقد كان هو نفسه غير مستوعب لما حدث .
    نهض كمال من الأرض و قد تجمع حوله حشد لا بأس به من الناس ،
    و فجأة ..

    ارتفعت أصوات أولاءك الرجال وهم يتجاوزون ذلك الحشد ، و بخلاف زياد و رامي الذين بدا عليهما التوتر و هما يتأهبان لأي مشاكل قد ينوون إثارتها ،وقف كمال من دون حراك ، تقدم اثنان من الرجال ليفقا إلى جانبه و أمرا الناس بالابتعاد ، تحرك الناس و توجه كل منهم إلى عمله ، ابتسم الرجل الثالث و قال :
    _سيد كمال ..هيا عليك مرافقتنا للمنزل .

    لم يعترض كمال أو يحاول المقاومة ، و هم يسيرون به بكل انتباه من أي محاولة هرب أخرى قد يقوم بها . صاح زياد فجأة :
    _ مهلا ..أتظنون ان بوسعكم الرحيل بهذه البساطة ؟؟كدتم تصيبوني أنا و أخي برصاصاتكم و أنتم تحاولون القضاء على هذا الرجل ، إلى أين ستأخذونه ؟؟ و ما الذي ستفعلونه به ؟؟


    إستدار اليه أحد الرجال و رمقه بنظرة شرسة وهو يقول :
    _ ومن أين تعرف السيد كمال يا هذا حتى تقلق عليه ..أجب ؟؟


    عقد زياد حاجبيه بغضب و قال :
    _ ليس قبل ان تجيب أنت عن سؤالي ؟؟


    ابتسم الرجل بخبث وهو يسحب من جيب سترته مسدسا ليريه لزياد كتهديد ،و قال :
    _أنا أشعر انك لست سوى فتى فضولي ، و لهذا سأتغاضى عن اسئلتك و تطفلك ، و لكن في المرة القادمة ..لن أتوانى عن استخدام هذا .


    انقبض قلب رامي لهذا التهديد الصريح ، و التزم زياد الصمت وهو يراقبهم بنظراته ، يصعدون إلى سيارة سوداء ، انطلقت بهم سريعا . قال رامي بحيرة :
    _أنا لم أفهم شيئا !!


    نظر اليه زياد باستغراب ، فأردف رامي :
    _ لماذا كانوا يطاردونه ؟؟ و لماذا كان يهرب أصلا ؟؟ يتحدثون معه باحترام ،و يطلقون عليه النار في نفس الوقت ، و مع ذلك رافقهم برضا و دون اعتراض ، أنا حقا لا أفهم ؟؟


    هز زياد كتفيه و قال :
    _ أنا فهمت شيئا واحدا وحسب ، ان سؤالي عن الأمر مجددا سيتسبب بقتلي ، لعله لغز خطير لا يفترض بنا ان نعرفه !!


    ثم مدد ذراعيه و هو يسير قائلا :
    _ أنا فعلا أريد العودة للبيت ، أريد الاسترخاء على سرير حقيقي .


    ابتسم رامي وهو يسأل :
    _ في هذا الوقت ؟؟


    أومأ زياد برأسه ايجابا وهو يبتسم ،
    و تابعا الطريق نحو المنزل

    ¤ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ¤


    في ذلك المنزل الضخم ..

    الذي يوحي منظره بثراء أصحابه الفاحش ، توقف كمال معه الرجال الثلاث أمام أحد الغرف ، فتح الرجل بابها و دفع كمال بكل قوته إلى الداخل ، فوقع على الأرض بعنف . رفع كمال رأسه متألما و غمغم :
    _ أنت هنا ..سيد جابر ،لم أعلم ان الأمر من الأهمية بحيث يستوجب حضورك .


    ابتسم جابر ذلك الرجل الطويل ذو الشوارب الكثيفة ، في حوالي الخمسين من عمره ،وهو جالس على كرسي في منتصف الغرفة ، في حين وقف خلفه مساعده الضخم الأصلع ذو الملامح القاسية و المخيفة . ابتسم السيد جابر بخبث وهو يقول :
    _ كيف عرفت أنني هنا ؟؟


    أجاب كمال و عيناه مصوبتان عليه :
    _من رائحة عطرك الكريهة !!


    ضحك جابر بصوت عالي قبل أن يقول :
    _ كم أنت وقح ! و لكنك شخص مسلي أيضا ، هل تظن أنك في موقف يسمح لك باستفزاز أحد ؟؟


    لم يرد عليه كمال ،بل بقي مصوبا بصره نحوه ،و الغضب يتجلى من عينيه ، و رغم أنه لا يبصره إلا أن جابر شعر بالتوتر فصاح بغضب :
    _و الآن ..قل كيف تجرأت على الخروج ، أين ذهبت ..تكلم !!


    قال كمال بإستفزاز :
    _أظن أن هذا ليس من شأنك !


    صرخ مساعد جابر الضخم :
    _كيف تجرأ على ...


    قاطعه جابر وهو يرسم على شفتيه تلك الابتسامة الخبيثة من جديد :
    _مهران ...لعل كمال يحتاج بعض الدفع كي يتكلم .. تصرف معه !!


    لم يكد جابر يتم جملته حتى هوى مهران على فك كمال كالقنبلة ،فطار للخلف و أصتطم ظهره بعارضة ذلك السرير الكبير في الغرفة . حاول كمال النهوض على قدميه متألما ،و لكنه فوجئ بلكمة أخرى ساحقة على معدته ،سقط كمال على ركبتيه وهو يتلوى بألم ، و أطلق مهران ضحكة مقيتة تعبر عن استمتاعه بما يفعل . أمسك بكمال من تلاليب قميصه، و رفعه عن الأرض رفعا ،و عقد قبضته الاخرى لإستكمال ما بدأه ، و لكن جابر صاح :
    _ يكفي يا مهران ، دعه ..أنا متاكد من أنه صار جاهزا للأنصياع .


    ترك مهران كمال وهو يتألم فتطلع اليه جابر و قال :
    _ و الآن يا كمال كن عاقلا و تكلم ، أين كنت ؟و إلى أين تذهب كل يوم ؟؟


    أجاب كمال وهو يمسح خيط الدماء الذي سال من فمه بكم قميصه :
    _أنا أذهب للتنزه !!



    صرخ جابر بحدة :
    _ هل تسخر مني ؟؟ منذ مدة لا نعلمها و أنت تتسلل خارجا ، من تقابل ؟
    و ما الذي تخطط له ؟


    قال كمال بهدوء :
    _أنا لا أقابل أحدا ،و لا اذهب لمكان محدد ،أنا أخرج لأتمشى و حسب .


    قال مهران وهو يهز رأسه :
    _ هراء !!


    تنهد جابر ليسيطر على أعصابه قائلا :
    _ هل تتوقع مني أن أصدق هذا الكلام ؟؟


    هز كمال كتفيه بلا مبالاة وهو يقول :
    _هذا شأنك !


    ثم إستطرد :
    _لماذا كل هذا القلق ؟! أنت مسيطر على كل شيء ،كل الأموال و الشركات ، و ماذا يستطيع ضرير مثلي أن يفعل ؟؟


    ابتسم جابر قائلا :
    _ حسنا يا ابن شريكي ،سأتغاطى عنما فعلت هذا اليوم ، و لكني سأتخذ بعض التدبيرات الوقائية كي لا يتكرر مثل هذا الفعل في المستقبل ، أنت مهم جدا لنا ولا أريد ان تختفي فجأة .


    ثم أشار إلى عمال كانوا أمام الباب ، فتوجهوا نحو النافذة الكبيرة و بدأوا بتركيب قضبان حديدية ، سأل كمال :
    _ ما الذي تفعله ؟؟


    أجاب جابر وهو ينهض من الكرسي :
    _ سأحرص على أن لا تخرج ثانية .


    صاح كمال بحنقة :
    _و لماذا ؟؟ ما الذي تريده مني ؟لماذا تحتجزني هنا ؟ لقد أخذت كل شيء ،كل ما له أهمية في حياتي ، فلماذا تسجنني ؟؟لماذا لا تقتلني لترتاح و ارتاح أنا أيضا ؟!


    هز جابر رأسه و قال :
    _ أتمنى ذلك يا عزيزي كمال ، ولكن قتلك ليس في صالحي ،ستكون هناك الكثير من التساؤلات ، و سأكون أول من توجه أصابع الاتهام نحوه .


    إحتقن وجه كمال بشدة وهو يصرخ :
    _أيها الوغد الحقير ..أيها ..



    قاطعه جابر بصرامة :
    _يكفــــــــــــي !..اسمعني جيدا يا كمال ، عليك ان تكون ممتنا لأني تركتك تحضى بهذه الحياة المترفة ،في هذه الغرفة في منزل والديك ،و حولك هاؤلاء الخدم و الحراس ، عليك أن تعلم أني أستطيع ان أحيل حياتك إلى جحيم حقيقي ، بإشارة مني أستطيع نقلك إلى سجن من نوع آخر، سجن تحت الأرض ، حيث ستتعفن دون يعرف أحد عنك شيئا، و لكني أفضل ان أكون شخصا كريما.



    ثم تقدم نحو باب الغرفة ، فأسرع العمال يلحقون به بعد إنهائهم لعملهم، قال جابر بصرامة دون ان يستدير :
    _ لمصلحتك يا كمال ! إياك و استفزازي ثانية ، حتى لا أنسى كرمي هذا ،و يكون مصيرك كما أراه أمامي !



    ثم خطى خارج الغرفة ، و أسرع الحراس يوصدون الباب بالأقفال .
    صاح كمال :
    _لا ..انتظر أيها الوغد ..لا !!

    و جرى نحو الباب ..
    أخذ يدقه بقبضتيه بكل قوته ،
    صارخا بأعلى صوته :
    _ افتـــــــــــــــح ..افتــــــــــــــح ..
    لن أسمح لك بإحتجازي هنا ..
    هيا افتــــــــــــح .. أيها الجبـــــــــــــــان !!


    و سمع من مكانه ضحكات جابر المجلجلة ،وهو يبتعد عبر الرواق ، صرخ كمال :
    _ أخـــــرجنــــــــــي.. هيا .. أخرجنــــــــــــــي .. !!



    ترددت صدى صرخته في المنزل كله،
    و لكن دون ما رد .
    توقف كمال عن قرع الباب و عن الصراخ ،
    وهو يعض على شفتيه بأسى ،
    و يسقط على ركبتيه بيأس و استسلام
    ¤ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ¤
     
    • أعجبني أعجبني x 1
  8. ووووووووووواوووووووووووووو

    عن رواية حلوووووة
    ماشاء الله عليج خيتووو


    مبدعة



    يعطيج الف الف عافية


    ربي لايحرمناااااااااااااااااااااااااااااااااااا منج
     
  9. وااااااااو

    روابه ولا اروع

    روايه رائعه جدا جدا


    وانتضر الجزء التالي

    بأحر من الجمر

    تستحقي التقييم


    تقبلي مروري البسيط

    اختك

    moon light


    سيونارا
     
  10. مشكووووور على القصه الحلوووه وننتضر ابداعاتك

    ابداع+ابداع

    تقبل مروووووري
     
حالة الموضوع:
مغلق