ديننا الحنيف في قطبين

الموضوع في 'صحراء الإسلام' بواسطة صانعة السلام, بتاريخ ‏3 ابريل 2008.

[ مشاركة هذه الصفحة ]



  1. ديننا الحنيف .. في قطبين !!

    أنزل الله الشرائع وأوحى الكتب وأرسل الرسل ليس إلا لشيء ، وهو إصلاح المجتمعات الإنسانية والرقي بها إلى أفضل ما يكون ، وترتب على هذه الغاية توضيح الحياة الصحيحة للناس ، وكيفية ممارستها ، بالإضافة إلى إعطاء الأوامر والنواهي التي تسمى في ديننا الواجبات والمحرمات .
    حيث أن لب الحياة كلها وسر صلاح المجتمع ، وغاية وجودنا أصلا هي العبادة لله تعالى ، ولم يرد الله أن نعبد من لا نعرف ، فخلق لنا هذا الكون وبين لنا أسراره وأغواره ، وخلق الجنة والنار لتكون دافعا لنا على العبادة ، لكن هنالك فرق بين من يعبد لأجل الجنة وبين من يعبد لأجل الله ، أي أحس بالنقص تجاه الله فهو يعبد شكرا لله على نعمه .. وحبا له على فضائله ، قال تعالى ( وأما إن كان من المقربين ، فروح وريحان وجنة نعيم ، وأما إن كان من أصحاب اليمين ، فسلام لك من أصحاب اليمين ، ... )

    كان فقط مجرد توضيح لفكرة أساسية نريد أن نخوض بها غمار هذا الموضوع المهم والذي يشكل جانبا ليس بالهين في فهم الإسلام .

    أما بعد : فالكل يذكر طفرة المطويات والرسائل والنشرات الصحوية أو الدينية ، والتي "كما يرونها" تنبثق عن واقع حياتي مر بعيد عن الإسلام وعن منهجه ، فكان ردة الفعل تفصيل الحرام والحلال لجمهور الناس ، ولعل الحلال قد اتخذ المساحة الأضيق جدا ، وجميع المطويات لا تتحدث إلى عن الحرام ، فما زلت أذكر تلك الفتاوى المختصرة في "حرام" مع الدليل ، ولا تكمن الخطورة في ذات المطوية وبغض النظر عن مدى صحة حكم الحرمة ودقته وصحة الاستدلال بالدليل وغيرها من التفاصيل المهمة ، لكن نرمز إلى أن الخطورة تكمن في فهم الرجل العامي الذي يأخذ دينه من رسائل ونشرات ومطويات وفكرته التي ستنشأ ومنهجه الذي سيتخذه عقله من حيث أن هذه المطويات هي موضع الثقة عنده ومسلم بصحتها ..
    اختزل الإسلام عند هؤلاء الجمهور بين قطبي الحلال والحرام ، وإن كانت مجرد أوامر "فرعية" ليست الإسلام كله وكذلك لها درجات فليس كل الحرام كبعضه وليس كل الحلال كبعضه في درجاته ، لكن أصبح هذا العامي لا يفكر إلا في حرام وحلال ، ولا يهمه من دينه إلا حرام وحلال ، وإن كان هذا التفكير والتصرف بعيدا أيما بعد عن روح الإسلام الرحبة ، وعن مقصد العلماء الكبار ، فالدين أكبر من حل وحرمة ، الدين إيمان ويقين وأعمال قلبية وعبادات عملية وأخلاق حسنة الدين جوهر علاقة العبد بربه تعالى والتي ستلهمه صوابه في الحياة .. الدين منهج للحياة الصحيحة .
    وإن كان داء الفهم للدين قد استفحل في نظر العاميين فولد منهم الشعور بالنفور (الداخلي العميق) من كل ما هو "صحوي" إن صح التعبير ولا أقول ديني ، نفور من الشخصيات والمظاهر ، وحتى أداء العبادات يكون ثقيلا ومن الصعب إقباله عليها بحب الله ..
    فهذا الداء قد انتقل إلى طبقة أعلى قليلا ، إلى طلبة العلم والواعين ذو الفهم المتوازن ، فهم لا يهمهم من دينهم إلا حلال أو حرام ، وكأن الدين قد انحصر فيها ، وأصبح الدين مجرد صلاة تصليها وصوم تؤديه ، فهم عندما يقرؤون الفتوى لا يريدون منها سوى " حلال" أو "حرام" لينصرفوا تاركين ما عداها ..

    وأنا هنا لا ألوم العلماء الكبار ، فهذا ما يتعبدون الله به وليسوا عامدين التحريم أو الحل ، فهم لا يفتون إلا من منطلق فهمهم على مختلف مشاربهم ومآربهم ، وإن كان الواجب على البعض منهم أكبر من الفتوى فحسب ، ولكن ألوم الطلبة الناقلين لهذا العلم وألوم رموز الإعلام الصحوي القائم على هذه النشرات والرسائل والمطويات بعدم تفكيرهم في أمور أكثر أهمية من "حلق اللحية" و "حكم التصوير" و "لبس القبعة" و "لبس الجينز" ..
    فمن لا يصلي لن يبالي بحكم لبس القبعة ، ومن لا يعرف ربه حق المعرفة لن يبالي بحكم التصوير ..

    ختاما ، نحتاج إلى وعي أكبر وفهم أوسع وأشمل لما نقدمه لجمهور المسلمين عبر الإعلام ورفيقنا في ذلك فقه الأولويات .
    ومن قبل ومن بعد .. فالله تعالى أعلم ، وأحكم ،
    نسأل الله تعالى من فضله وأن يلهمنا الفهم السليم ، والعقل الرشيد
    وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..


    أما بعد : فالكل يذكر طفرة المطويات والرسائل والنشرات الصحوية أو الدينية ، والتي "كما يرونها" تنبثق عن واقع حياتي مر بعيد عن الإسلام وعن منهجه ، فكان ردة الفعل تفصيل الحرام والحلال لجمهور الناس ، ولعل الحلال قد اتخذ المساحة الأضيق جدا ، وجميع المطويات لا تتحدث إلى عن الحرام ، فما زلت أذكر تلك الفتاوى المختصرة في "حرام" مع الدليل ، ولا تكمن الخطورة في ذات المطوية وبغض النظر عن مدى صحة حكم الحرمة ودقته وصحة الاستدلال بالدليل وغيرها من التفاصيل المهمة ، لكن نرمز إلى أن الخطورة تكمن في فهم الرجل العامي الذي يأخذ دينه من رسائل ونشرات ومطويات وفكرته التي ستنشأ ومنهجه الذي سيتخذه عقله من حيث أن هذه المطويات هي موضع الثقة عنده ومسلم بصحتها ..
    اختزل الإسلام عند هؤلاء الجمهور بين قطبي الحلال والحرام ، وإن كانت مجرد أوامر "فرعية" ليست الإسلام كله وكذلك لها درجات فليس كل الحرام كبعضه وليس كل الحلال كبعضه في درجاته ، لكن أصبح هذا العامي لا يفكر إلا في حرام وحلال ، ولا يهمه من دينه إلا حرام وحلال ، وإن كان هذا التفكير والتصرف بعيدا أيما بعد عن روح الإسلام الرحبة ، وعن مقصد العلماء الكبار ، فالدين أكبر من حل وحرمة ، الدين إيمان ويقين وأعمال قلبية وعبادات عملية وأخلاق حسنة الدين جوهر علاقة العبد بربه تعالى والتي ستلهمه صوابه في الحياة .. الدين منهج للحياة الصحيحة .
    وإن كان داء الفهم للدين قد استفحل في نظر العاميين فولد منهم الشعور بالنفور (الداخلي العميق) من كل ما هو "صحوي" إن صح التعبير ولا أقول ديني ، نفور من الشخصيات والمظاهر ، وحتى أداء العبادات يكون ثقيلا ومن الصعب إقباله عليها بحب الله ..
    فهذا الداء قد انتقل إلى طبقة أعلى قليلا ، إلى طلبة العلم والواعين ذو الفهم المتوازن ، فهم لا يهمهم من دينهم إلا حلال أو حرام ، وكأن الدين قد انحصر فيها ، وأصبح الدين مجرد صلاة تصليها وصوم تؤديه ، فهم عندما يقرؤون الفتوى لا يريدون منها سوى " حلال" أو "حرام" لينصرفوا تاركين ما عداها ..

    وأنا هنا لا ألوم العلماء الكبار ، فهذا ما يتعبدون الله به وليسوا عامدين التحريم أو الحل ، فهم لا يفتون إلا من منطلق فهمهم على مختلف مشاربهم ومآربهم ، وإن كان الواجب على البعض منهم أكبر من الفتوى فحسب ، ولكن ألوم الطلبة الناقلين لهذا العلم وألوم رموز الإعلام الصحوي القائم على هذه النشرات والرسائل والمطويات بعدم تفكيرهم في أمور أكثر أهمية من "حلق اللحية" و "حكم التصوير" و "لبس القبعة" و "لبس الجينز" ..
    فمن لا يصلي لن يبالي بحكم لبس القبعة ، ومن لا يعرف ربه حق المعرفة لن يبالي بحكم التصوير ..

    ختاما ، نحتاج إلى وعي أكبر وفهم أوسع وأشمل لما نقدمه لجمهور المسلمين عبر الإعلام ورفيقنا في ذلك فقه الأولويات .
    ومن قبل ومن بعد .. فالله تعالى أعلم ، وأحكم ،
    نسأل الله تعالى من فضله وأن يلهمنا الفهم السليم ، والعقل الرشيد
    وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..
    قولو معاي يارب يعجبكم موضوعي
     
  2. جاري تحميل الصفحة...

    مواضيع مشابهة في منتدى التاريخ
    صوتوا بسرعه لنصره ديننا صحراء الإسلام ‏1 أكتوبر 2007

  3. عاد هله بالردووووووووود هاه
     
  4. يسلمو على الموضوع الحلووو والجميل
     
  5. شكرا أخوي على المرور الطيب
     
  6. شكرا أخوي على المرور الطيب