الأح๛آن

الموضوع في 'المنتدى العام' بواسطة •» تـرنيـمة الامل, بتاريخ ‏19 يوليو 2013.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

حالة الموضوع:
مغلق
  1. "وَأحْسِنـوْا إنَ الله يُحِبُ الْمُحْسِنيـنْ"
    ............
    الاحسان : هو عمل الخيرات والبر دون انتظار منافع شخصية ومصالح دنيوية, فالاحسان كـ ان يطعمنا الله ويسقينا ويربينا بالهواء ولا يفتر عطاؤة او تغدق نعمة عنا دون اى مقابل منا فماذا عسانا ان نعطى الله يوفى حقة .!؟
    "لَا نُرِيْدُ مِنْكُمْ جَزَآءً وَلَا شَكُوْرَا"
    قال رسول الله «إن الله كتب الإحسان على كل شيء.. »(أخرجه مسلم)، فما من عمل يقوم به المسلم إلا وله مستوى من الأداء يسقط الفريضة ويستوفي الحد الأدنى، وهو فعل يحفظ للجماعة بقاءها، لكن الإحسان غير ذلك، فالإحسان هو ما يتجاوز محض الأداء إلى ما يحقق النماء ويضمن الارتقاء، فما يحقق ذلك هو الإتقان في العمل والإحسان في الوفاء به، وهو ما ينقل العمل من الوفاء بالحاجيات إلى القيام بالتحسينات وصولاً للكمالات.
    والله يعد من يحسنون في كل شيء بالحسنى، وهي منزلة رفيعة من منازل الأجر الرباني، فمن صدق بالحسنى وجعل الإحسان نهجه فييسره الله لليسرى، وأما من بخل واستغنى وأعطى كل أمر أقل الجهد على مضض فلا ينصرف أمره إلا إلى عسر.


    وليست هذه معان عبادية فردية بل هي قيم مبثوثة في حياة الأفراد والشعوب، فالأمم التي تنتقل من الأداء إلى النماء والارتقاء، وتزكي الشعور بالإحسان في كل فعل وقول لدى الأفراد هي التي توصف بالتحضر والتمدن، ولا يُتصور أن يكون هناك إحسان في المهن والحرف وتفريط في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي، فالإحسان روح عامة تسري في الأمم، فتصبغها بالجدية والنظام الذي قد يبلغ حد الصرامة، والشعوب التي تمسك بزمام هذه الروح تتولى الريادة في العالم والشهادة على العالمين، فكيف تخلت أمة الإسلام عن ذلك وقبلت أن يسبقها غيرها؟ ففترت همتها وتقاعست أفراداً وجماعات عن النهوض بالإحسان في كل شيء فتقدم الآخرون وتراجعت هي لأن سنن الله لا تحابي أحداً.
    المؤمن يجيد ويتقن ويحسن، إجادة جود بالوقت والجهد ناشداً الأمثل والأحسن، بدءاً من رد التحية بأحسن منها إلى الإحسان في القول والعمل بل والإحسان حتى في الجهاد، فالمقاصد الكبرى تحتاج همماً كبرى، والجهاد ليس غايته القتل بل غايته نصرة المستضعف ورفع كلمة الله، فكيف يكون إلا ممزوجاً بالإحسان بجنوح للسلم والتزام بحدود الله وترفع عن قتل المرأة والشيخ والطفل والتمثيل بالجثث أو حرق الشجر. فالإحسان تجويد وترقية في كل شيء، في كل قول وفعل للأسمى.


    الاحسان هو احسن شئ فى كل شئ فجميعنا نطلب من الله الاحسن فى الملابس والطعام والعيش واحسن مراتب فى الجنة
    - الفردوس-
    كذلك ينبغى عليا ان نسعى الى الاحسن فى كل شئ فنفعل احسن الاقوال ونقول احسن الاقوال

    تبقى كلمة أخيرة هي مفتاح النهضة وهي الإبداع ، وهو إحسان فائض، إذ لا يسعى لتجويد الحال والجري في المكان كما يقولون بل يتجاوز ذلك إلى تجويد المآل وصناعة المستقبل، وهو ينبثق عن عقل متقد يبحث عن المصلحة ويلتمسها في الفكر الخلاق بما يطور المجتمعات ويرتقي بحال البشرية وينفع الناس كلهم، فالإبداع والتجديد من شروط التقدم بين الأمم، والأمم التي تعيد تدوير الإحسان فيما هو متاح بشكل أفقي دون أن تحدث نقلة نوعية في حياة البشر وتخترق السقف المتاح في تحول وسبق يكتشف الجديد ويخترع المفيد لن تلبث أن تتراجع على مسار التاريخ، فعجلة التاريخ تدور بسرعة، فمتى تعي أمتنا أن الإحسان ليس محض صدقة خفية ولا هو كظم غيظ هنا أو رد سلام هناك؟ بل جهاد شامل يستجيب لقوله تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}(العنكبوت ـ 69)، فالإحسان ليس عمل فرد وحده بل تواصي جماعة بمنهج يحقق الإصلاح، فالفرد المحسن هو لبنة في صرح جماعة من المحسنين الذين يتواصون بتلك المعاني، لذا تكرر في القرآن وصف المحسنين بصيغة الجمع لأن الجماعة عليها دور في دعم تلك المنظومة القيمية، وهذا هو أعظم الجهاد: جهاد العمل والكدح والأخذ بالأسباب لتحقيق رسالة الاستخلاف والعمارة، وبذا تكون الأمة قد أمسكت في يدها مفتاح النهضة ومدخل الشهادة على العالمين، فمن استعصم بالله في هذا المسعى دانت لها الدنيا وفاز بالحسنى في الآخرة، أولئك يجزيهم الله أحسن الذي كانوا يعملون، ولهم الحسنى وزيادة،
    {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم}(محمد ـ 38).
    ............
    "هَل جَزآءُ الإحْسَانِ الاَ الْإحْسَانْ"
     
    • إبداع إبداع x 4
    • أعجبني أعجبني x 3
  2. السسسلآم عليكــم ..

    حقيقة آلآمة آلآسلآمية في هذآ آلوقت متقاعسه في كل شي مو بس الاحسان :D

    فترة و بتمر .. و ان شاء الله نرجع زي قبل و أحسن ..

    شكرآ على طرحك المميز..

    بوووركت آنآملك آلمبدعه ^^
     
    • أعجبني أعجبني x 1
حالة الموضوع:
مغلق