قلب البحر "في الحب دائماً يتسع قلب الفتايات بإتساع البحر فلا توجد حدود له وهو بغضبه كغضبه بل ربما اعتى" كانت تلك الكلمات مكتوبةً على ورقة صغيرة بيد شخص جالس على مقعد صغير مرتفع وامامه لوح وكأنه للرسم وقد كان الشخص شاباً وسيماً ذا بشرة سمراء وشعر بني وعيون خضراء وكانت تلك الورقة وكأنها فكرة لرسمة اراد ان يرسمها واستغرق الشاب بخط واحداً رسمه وهو سطح البحر وظل يفكر هائماً حتى غلبه النعاس وكانت يده على لوحة الرسم فرسمت يده خطاً آخر قبل ان تسقط رأسه طريحةً فوق لوحه. قام الشاب ليرى نفسه واقفاً وسط البحر وينظر لمنارة تضياء سماء ليل هذا البحر فتقدم قليلاً ليرى ظلاً واقفاً على بعد بعض الخطوات من الشاطئ وشعر بالقلق عليه فتقدم قليلاً ليتضح كونها فتاةً فاسرع خطاه نحوها لشعوره بخطورة البحر عليها وكأن البحر قد اخبره بانه سيهاجمها بضراوته المعهودة رغم هدوءه الواضح عليه ووصل الشاب بالقرب منها لترفع رأسها قليلاً فيتضح وجهها الأبيض الجميل وعيونها اللامعة الزرقاء وملامحها الطفولية وشعرها القصير لترفع بعض الماء وتنثره عليه في براءة وكأنها تلاعبه وما ان لامست المياه وجهه حتى رأى لوحه الأبيض وعليها خطين فقط. كان الخطين هما بداية فكرته للوحته التي عُلق عليها وسام عليه الرقم واحد واتضحت اللوحة والتي هي لفتاة تقف وسط الماء وتحيط المياه ظلال سوداء لأشجاراً يبدو من بينها القمر فوق رأس الفتاة التي تنثر المياه مغمضة عينيها وشعرها المتطاير من لعبها بالماء والبرائة الناضحت من وجهها اللطيف جعلته يبدو سعيداً بلوحته التي فازت في تلك المسابقة. طلب إلى الجميع ترك لوحاتهم التي شاركوا بها بتلك المسابقة وبعد إنتهاء الحفل جردت كل اللوحات ولم يجدوا تلك الفائزة لأنها كانت في مكان رسمها وظل الشاب مستغرقاً بتفكيره في صاحبة اللوحة ويتذكر حلمه اللطيف حتى غلبه النعاس ثانيةً وكأن هذا ما كان يريده.
