ومن هنا بدأ الله يتكلم عن جزاءهم واستجاب لمطابهم :: فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا
فجاءت أيات .. فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا إستجابة لدعائهم وتحقيقا لمناهم بفضله فوقاهم شر ذلك اليوم .. الذى كانوا يخافونه فى الدنيا وفوق كل ذلك لقاهم نضرة وسرورا فى ذلك اليوم وجزاهم بما صبروا _ على فعل الصالحات وترك المحرمات جنة وحريرا ياااااااااارب أجعلنا منهم ..... وسيتكلم فى باقى الايات عن ذلك النعيم الابدى جعلنا الله من أهله
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلا عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا وفى هذه الايات تكلم الله عن الجنة والحرير الذى أعده لهؤلاء الصابرين .. جعلنى الله من أهله واياكم ........... فقال : يتكئ فيها هؤلاء على الأسرة لايرون فى الجنة حرا ولا برد ... ودانية عليهم ظلالها : إى ان أشجارها قريبة منهم يجدون لظة التظليل وراحته ومتعته .. اما وذللت قطوفها تذليلا .. أى أن ما يقطف من ثمار هذه الاشجار مذلل لهم حيث تناله أيديهم فيناله القاعد منه والقائم والمضطجع فهو سهل التناول لانها دار السعادة والراحة .... ويطوف عليهم الخدم بأكواب من فضة أى " يرى باطنها من ظاهرها " .. قوراير أى اكواب من فضة يرى باطنها من ظاهرها لصفاءها وقدرها الخدم الطائفون عليهم بحيث لا تزيد ولا تنقص ... ويطوف عليهم ولدان مخلدون فى الجنة اذا نظرت اليهم حسبتهم لؤلؤا من حسنهم وجمالهم
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا اما هنا فيقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإذا رأيت " اى هناك فى الجنة " نعيما لا يوصف وملكا لا يقادر قدره ... ويخبر الله تعالى أن سكنوها هناك جعلنا الله منهم فوقهم ثياب من سندس إى حرير خضر وأستبرق ويحلون فيها من أساور من فضة ........ اما فى " وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا " فيا له من شرف وتكريم فالله تعالى هو الذى يسقسهم وهو شراب طهور ويقال لهم تكريما وتشويقا لغيرهم من أهل الدنيا كل ذلك النعيم كان جزاءكم لانكم عملتم بجد وسعيكم كان مشكورا اى عملكم فى الدنيا مقبول ومرضى
خاطرة عن أخر أيتين : وسقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا يا الله على هذه الاية .... ما هو شعوركم عندما يقول لك مديرا أو معلمك سأعطيك الدرجو الكاملة بسبب سعيك وعملك وسعيك وجهدك كان مشكورا ومرضيا .. كيف يكون شعورك تخيلوا ان الله عز وجل يشكر سعيك ويسقيك ربك ويقول لك ما فى الجنة من نعيم جزاء لك لما عبدتنى وخشيتنى ودعوتنى يا الله كم هو كريم ورؤف .. الله عز وجل حقا يحبنا ياااااارب .. ربنا يغفر لنا تقصيرنا :"( .... تخيلو كم أعد لنا من نعيم ونحن نبتعد عن هذا النعيم بإرادتنا :"( هل هذا عقل ؟؟
إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلا فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا قد عرض كفار قريش على محمد ان يترك الدعوة ويترك المشركين على ما هم فيه وله مقابل ذلك المال و ازواج ورئاسة فأبى الله تعالى ذلك وهنا أنزل على محمد : نحن نزلنا عليك القران مفرقا ، فاصبر لحكم ربك " اى تحمل رسالتك وتبليغها للناس " ولا تطع منهم اثما او كفورا ويقصد هنا المشركين فلا تطعهم فيما طلبوا منك وعرضوا عليك وواصل دعوتك واستعن بالله وبالصلاة فى الصبح والظهر والعصر أما فى الليل فاسجد له وقوله " وسبحه ليلا طويلا " فيها تصريح ان التهجد نعم العون للعبد لذا كان الرسول اذا حز به أمر فزع الى الصلاة ... فأين نحن من ذلك ..
أخر أيات .. حاسة انكم مليتوا ... بس الله المستعان .......... إِنَّ هَؤُلاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا "إِنَّ هَؤُلاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ " رجع يتكلم عن الكفار أنهم يحبون الحياة الدنيا ." وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا" أى يوم القيامة فلم يعملوا بما يسعدهم فيه وهنا يذكرهم الله تعالى انه خالقهم " نحن خلقناهم " وانهم هو قواهم " وشددنا اسرهم " وانه قادر على ان يبدلهم ويأتى بأقوام غيرهم ....... إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وفى خاتمة هذه السورة المشتملة على انواع الهدايات يقول الله تعلى أن هذه تذكرة " اى هذه السورة العظيمة " لمن شاء أتخذ طريقا إلى الله أولا فى مجوارته فى ملكوته وثانيا فى التقرب لله بدعائه و تضرعه لله عز وجل وفى نهاية الكلام ان الله عز وجل كا عليما بخلقه وبما يصلحهم ويفسدهم وحكيما فى تدبير أمورهم فخصوصا لأوليأءه وعموما لباقى البشر فله الحمد والمنة فى أخر أيه " يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " يدعو البشرية الى الافتقار إليه ليغنيهم وليزكيهم هؤلاء هم أولياؤه أهل التقوى والايمان وايضا أعد للظالمين عذابا أليما الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ... لعلكم أستفدتم ..
سأبقى الموضوع مفتوحا لمن أراد التعليق أو أضافة أى خواطر عن الايات العظيمة التى أثرت فيا كثيرا :"( فمن أراد أضافة أى خاطرة أو كلام ظهر فى ذهنه لما قرء تفسير أى من الايات لا يخجل فحقا مشاركتكم تسعدنى كثيرا ... جزاك الله خيرا
