أحلى ايميل قريته ..

الموضوع في 'المنتدى العام' بواسطة اينوي, بتاريخ ‏18 أغسطس 2008.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. كــــيــــــف الــــحـــــال .. ؟؟



    يسألني صديقي كيف الحال .. ؟؟

    تمر علينا كلمة 'كيف الحال' عدة مرات فى اليوم الواحد ..وهي كلمة سهلة بسيطة ألفناها عند اللقاء ..

    صحيح هي جملة صغيرة من سبعة أحرف ولكن تحمل فى طيّات معانيها سبعون الف حرف او قل سبعون الف كلمة ..

    البعض تمر به هذه الكلمة مرور الكرام من باب التجمل فى اللقاء ..

    والبعض ما ان يذكر لك هذه الكلمة ومابين وقت جوابها خلال ثانية او اكثر بكلمة ' الحمد لله طيب '

    فى هذا الوقت القصير جدا مابين السؤال والجواب تتزاحم عشرات الأفلام والصور الى مقدمة العرض الفكري لديك

    فتتذكر :

    ' الهم الفلاني .. والغم الفلاني .. والكرب الفلاني .. والواجب الفلاني .. والوجد الفلاني .. والحنين الفلاني .. والجرح الفلاني الذي مازال ينزف.. هذا ان لم تكن جميعها تسيل ألماً بين جنبات او في عمق هذا القلب الذبيح ' ..

    وفي هذه الثانية البسيطة يعرض كل هذا عليك .. ثم تشعر بنزول أثر هذه المشاعر الى الحلق فتجد ' الترقوة ' تصعد الي أعلى ثم تسحب هذه المشاعر الي الأسفل بطعم ' غصّة من العلقم ' التى عادت بها كلمة ' كيف الحال ' ثم تنزل الي أضلاع صدرك فتكمشه وتطبق عليه .. وتتسلل الي قلبك فتضمه ضمة وتقبض عليه بقبضة يصرخ فيها كل شريان ووريد فى جسدك المفعم بالجراح ..

    ثم تبادر بالإجابة وتقول ' الحمد لله طيّب '

    نعم في وقتها تحمد الله على كل حال ..

    تحمد الله على كل هذه الآلام فليس لك من الأمر شيء .. وتتذكر نعمة الله عليك .. وتستشعر إن اخذ منك شى او منعك من شى او حرمك من شى او ابتلاك بشيء انه كان بك رؤوف رحيم في أشياء وأشياء؟؟!!

    ويحضرني هنا قول سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عندما تحل عليه المصائب فإنه يقول : ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نعم :

    أولاً : أنها لم تكن في ديني .

    ثانياً : أنها لم تكن أعظم مما كانت .

    ثالثاً : أن الله يعطي عليها الثواب العظيم والأجر الكبير.

    البعض قد يظن الأمر من الفلسفة او المثاليات او من ترف القول .. ولكنها الحقيقة ..

    الحقيقة التى تغيب عن الكثير فى فهم دقائق معاني الإيمان في مراحل الحياة والنشور ..

    الحقيقة الواقعة بوجود هذه الأمور .. وبوجود هذه ' المعاني والمعاناة والابتلاءات والمصائب ' يجد الإنسان نفسه ' بوجود بذرة الخير فيه ' انه تلقائيا يتنقل بين مراتب الإيمان التي يحبها الله ورسوله .. وبها يكون صدق الإيمان .. وبها يعرف الإنسان طعم معاني أحاسيس العافية والجمال ..

    فأهم مراتب الإيمان التي ينبغي الإنسان ان يتنقل بينها هي ثلاث مراحل اذا اكتملت فى داخلك ' تذوقت حلاوة الإيمان الربانية ' التي حرم منها الكثير بسبب الغفلة ..

    إنها حلاوة تسمى بـ ' جنّة الدنيا ' بوجود شعور التنقل بين مراتب رضوان لله ..

    هذه المراحل هي : ( المحبة .. والخوف .. والرجاء ) ..

    حب الله .. والخوف منه .. ورجاء ما عنده من الفضل .

    فالمحبة لله تعني خالص العبودية ومنتهى الرضا عنه .. وهي دائمة مستمرة فى مراحل حياتنا ' فى الحياة الدنيا .. وحياة البرزخ .. وحياة النشور- الآخرة - '

    وهي الأولى وهي الأخيرة وهي الملازمة وبها يرفع الله العبد فى الدنيا والآخرة ..

    وتختلف حالة ' المحبة ' عن حالة الخوف والرجاء ..

    حيث تكون أحوال ' الخوف والرجاء ' فقط فى الدنيا .. ولا يكونا من أحوال أهل الجنة .. لان الله آمنهم من الخوف فيها .. وأعطاهم ما كانوا يرجونه منه فى الحياة الدنيا ..

    يقول ابن القيم : وهذا الرضا بما ' منه ' , وأما الرضا ' به ' فأعلى من هذا وأفضل , ففرق بين من هو راض بمحبوبه وبين رضاه فيما يناله من محبوبه من حظوظ نفسه . أ.هـ

    فعندما تحب تتوجه لمحبوبك وكلك .. أمل .. ورجاء .. ان يغيثك ويرفع عنك مصابك ثم تخشى وتخاف ان يطول بك ' هذا البلاء وهذا الداء ' سواء كان من اثر الذنوب والعقوبة أو لحكمة ربانية خافية.. فيزداد رجائك فيه وبما تملكه من المحبة له فى قلبك .. فيكون حالك فى وقتها اقرب لدواعي الإجابة والرأفة والرحمة .. فيعاجلك ' بالرحمة والمغفرة والرضوان وفيض من المحبة والرضوان والعافية مما أصابك ' .

    والرضا لا ينافى الجزع والحزن والألم .. ولكن ان يكون بتسليم وبدون تسخط .

    ولنرجع الى حيث ما بدأنا .. فيسألني صديقي كيف الحال ؟؟

    فأقول الحمد لله طيّب

    أقولها وأنا اعدد فى نفسى كثرة نعمائه عليّ .. منها ما هو معلوم ومنها ما هو غير معلوم وهو كثير وخافي ..

    فأكبر نعمة هي نعمة هذا الدين والهداية له .. وانه خلقنى من أبوين مسلمين صالحين .. وجعلنى من المسلمين ..

    وأتأمل .. فكيف حالي ومآلي لو كنت على غير الملّة .. وكنت من المغضوب عليهم أو الضالين ؟

    وأتأمل .. كيف حالي إن لم أكن من أبوين صالحين ؟؟

    وأتأمل .. كيف حالي بدون نِعَمِ الجوارح والحواس ؟؟

    وأتأمل ..كيف حالي وأنا لست من أهل مكة والمدينة ؟؟ ( أو كونك في بقاع يغبطك عليها غيرك ؟؟ )

    فيسقط في يدي .. ويهرب الألم ويبقى ' الحب والرجاء فى الله ' ..

    واجد نفسى اقول من دون تفكير .. لك الحمد والشكر يالله .. أعطيتنا فى ما مضى .. فأتمها علينا فيما تبقى ..

    اخر هرجة ..

    ' المحبة والخوف والرجاء ' نور وجمال .. وعالم آخر من الأحاسيس والخيال .. وشوق ولهفة ولوعة وآمال .. هي جنّة الدنيا اسألوا عنها أهل البكاء فى ألليال .. حُرمنا من حلاوتها بسوء الفعال .

    { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } الإسراء79

    تعليق بسيط مني :

    بعد كل ما قرأت هل علمت كم انت في نعمه كونك معافى وعلى ملة ابراهيم ورضي والدين ان شاء الله ..
    حولك اهلك .. ربك بجانبك يا ابن ادم وان تصاعدت بك الهموم وشعرت بالحزن إلجأ إلى بارئك .. تجاهل سبب حرنك ارمي وراك ..
    اضحك وان كانت دمعتك على طرف عينك << اهم شي تضحك ^^ ..

    لو خنقتك العبره ربك موجود فهو اعلم بحالك لست مضطر لتشرح وتصف ما تشعر به له سبحانه .. هو اعلم ادعوه ان يبعد عنك الهم والغم لا تترك اوهامك تصيطر عليك فأنك في حال طيب والدنيا بخير .. وفي النهايه الحمد الله دائما تنقال ..

    أعزائي .. الان اسألكم انا .. كيف الحال ؟؟؟

    .
    .
    .
    .

    اينوي
     
  2. جاري تحميل الصفحة...


  3. هلا والله خيتو

    يسلمو على الموضوع الرائع

    يعطيكي العافيه على الموضوع النايس

    ويشرفني ان اكون اول من يرد على الموضوع

    تحيتي
     
  4. اهلين عاشق نيجي مشكور على المرور .. الله يعطيك العافيه
    والشرف لي بمروركم .. تحيتي