قصة صحابي (1)

الموضوع في 'صحراء الإسلام' بواسطة زعيم القراصنه, بتاريخ ‏27 أكتوبر 2008.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. سعد بن عبادة حامل راية الأنصار




    هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة سيد الخزرج ( أبو قيس )

    ولا يذكر سعد بن معاذ الا ويذكر معه سعد بن عبادة ، فالاثنان زعيما أهل المدينة..

    سعد بن معاذ زعيم الأوس ..

    وسعد بن عبادة زعيم الخزرج ..


    وكلاهما أسلم مبكرا ، وشهد بيعة العقبة ، وعاش الى جوار رسول الله

    صلى الله عليه وسلم جنديا مطيعا ، ومؤمنا صدوقا ..

    ولعل سعد بن عبادة ينفرد بين الأنصار جميعا بأنه حمل نصيبه من تعذيب

    قريش الذي كانت تنزله بالمسلمين في مكة.



    تعذيب قريش له​



    لقد كان طبيعيا أن تنال قريش بعذابها أولئك الذين يعيشون بين ظهرانيها ، ويقطنون مكة ..

    أما أن يتعرض لهذا العذاب رجل من المدينة ، وهو ليس بمجرد رجل بل زعيم

    كبير من زعمائها وساداتها ، فتلك ميزة قدر لابن عبادة رضي الله عنه أن ينفرد بها ..

    وذلك بعد أن تمت بيعة العقبة سرا ، وأصبح الأنصار يتهيئون للسفر ، علمت

    قريش بما كان من مبايعة الأنصار واتفاقهم مع الرسول صلى الله عليه

    وسلم الى الهجرة الى المدينة حيث يقفون معه ومن ورائه ضد قوى الشرك والظلام ..

    وجن جنون قريش فراحت تطارد الركب المسافر حتى أدركت من رجاله

    سعد بن عبادة رضي الله عنه فأخذه المشركون ، وربطوا يديه الى عنقه

    بشراك رحله وعادوا به الى مكة ، حيث احتشدوا حوله يضربونه وينزلون به ما شاءوا من العذاب ..

    وهو الذي طالما أجار مستجيرهم ، وحمى تجارتهم ، وأكرم وفادتهم

    حين يذهب منهم الى المدينة ذاهب.

    لقد كان الذين اعتقلوه ، والذين ضربوه لا يعرفونه ولا يعرفون مكانته

    في قومه .. ولكن أتراهم كانوا تاركيه لو عرفوه ؟

    ألم ينالوا بتعذيبهم سادة مكة الذين أسلموا ؟

    ان قريشا في تلك الأيام كانت مجنونة ، ترى كل مقدرات جاهليتها تتهيأ

    للسقوط تحت معاول الحق ، فلم تعرف سوى اشفاء أحقادها نهجا وسبيلا

    أحاط المشركون بسعد بن عبادة رضي الله عنه ضاربين ومعتدين ..

    و يحكي سعدا رضي الله عنه بقية النبأ :

    ( فوالله اني لفي أيديهم اذ طلع علي نفر من قريش ، فيهم رجل وضيء ،

    أبيض، فقلت في نفسي : إن يك عند أحد من القوم خير ، فعند هذا.

    فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة ..

    فقلت في نفسي : لا والله ، ما عندهم بعد هذا من خير ..

    فوالله اني لفي أيديهم يسحبونني اذ أوى الي رجل ممن كان معهم

    فقال : ويحك ، اما بينك وبين أحد من قريش جوار ..؟

    قلت : بلى .. كنت أجير لجبير بن مطعم تجارة ، وأمنعهم ممن يريد

    ظلمهم ببلادي ، وكنت أجير للحارث بن حرب بن أمية ..

    قال الرجل : فاهتف باسم الرجلين ، واذكر ما بينك وبينهما من جوار ،

    ففعلت .. وخرج الرجل اليهما ، فأنبأهما أن رجلا من الخزرج يضرب

    بالأبطح ، وهو يهتف باسميهما ، ويذكر أن بينه وبينهما جوارا ..

    فسألاه عن اسمي .. فقال سعد بن عبادة ..

    فقالا : صدق والله ، وجاءا فخلصاني من أيديهم )

    غادر سعد رضي الله عنه بعد هذا العدوان الذي صادفه في أوانه

    ليعلم كم تتسلح قريش بالجريمة ضد قوم عزل ، يدعون الى الخير ،

    والحق والسلام ، ولقد شحذ هذا العدوان ، وقرر أن يتفانى في نصرة

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأصحاب والاسلام ..


    جوده وكرمه




    كان سعد بن عبادة رضي الله عنه مشهورا بالجود والكرم هو وأبوه

    وجده وولده ، وكان لهم أطم ( بيت مربع مسطح ) يُنادى عليه كل

    يوم : ( من أحب الشحم واللحم فليأتِ أطم دُليم بن حارثة )

    وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة ، وهاجر قبله

    أصحابه ، سخر سعد رضي الله عنه أمواله لخدمة المهاجرين .. ولقد كان جوادا بالفطرة وبالوراثة ..

    فهو ابن عبادة بن دليم بن حارثة الذي كانت شهرة جوده في الجاهلية أوسع من كل شهرة ..

    ولقد صار جود سعد رضي الله عنه في الاسلام آية من آيات ايمانه القوي

    الوثيق ، قال الرواة عن جوده هذا :

    " كانت جفنة سعد تدور مع النبي صلى اله عليه وسلم في بيوته جميعا " وقالوا :

    " كان الرجل من الأنصار ينطلق الى داره ، بالواحد من المهاجرين ، أو بالاثنين

    أو بالثلاثة ، وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين "

    من أجل هذا ، كان سعد رضي الله عنه يسأل ربه دائما المزيد من خيره ورزقه وكان يقول :

    ( اللهم انه لا يصلحني القليل ، ولا أصلح عليه )

    ومن أجل هذا كان خليقا بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له :

    " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة "

    ولم يضع سعد رضي الله عنه ثروته وحدها في خدمة الاسلام الحنيف ، بل وضع قوته ومهارته..

    فقد كان يجيد الرمي إجادة فائقة ، وفي غزواته مع رسول الله صلى الله

    عليه وسلم كانت فدائيته حازمة وحاسمة.

    يقول ابن عباس رضي الله عنهما :

    ( كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان

    مع علي ابن أبي طالب راية المهاجرين

    ومع سعد بن عبادة ، راية الأنصار )


    الخُلق الصالح





    جاء سعد بن عبادة وابنه قيس بن سعد رضي الله عنهما بزاملة تحمل زادا ،

    يؤمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ضلت زاملتهُ صلى الله عليه وسلم

    في حجة الوداع ، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند باب منزله ،

    فقد أتى الله بزاملته ، فقال سعد رضي الله عنه :

    ( يا رسول الله بلغنا أن زاملتَك ضلت مع الغلام وهذه زاملة مكانها )

    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " قد جاء الله بزاملتِنا ، فارجعا بزاملتكما بارك الله عليكما ، أما يكفيك يا

    أبا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتك منذ نزلنا المدينة "

    قال سعد رضي الله عنه :

    ( يا رسول الله المنة لله ولرسوله ، والله يا رسول الله للذي تأخذ من أموالنا أحب إلينا من الذي تدع )

    قال صلى الله عليه وسلم :

    " صدقتم يا أبا ثابت ، أبشرفقد أفلحت ، إن الأخلاق بيد الله ، فمن أراد أن

    يمنحَه منها خُلقا صالحا منحه ، ولقد منحك الله خُلقا صالحا "

    فقال سعد رضي الله عنه : ( الحمد لله هو فعل ذلك )


    شخصيته





    أن الشدة كانت طابع هذه الشخصية القوية ، فهو شديد في الحق

    وشديد في تشبثه بما يرى لنفسه من حق و شديد التثبت باقتناعه ،

    وممعن في الاصرار على صراحته ووضوحه..

    واذا اقتنع بأمر نهض لاعلانه في صراحة لا تعرف المداراة ، وتصميم لا يعرف المسايرة ..

    وهذه الشدة هي التي دفعت زعيم الأنصار الكبير الى مواقف كانت عليه أكثر مما كانت له..

    ويدلنا على هذه السجية فيه ، مواقف له بين يدي رسول الله صلى

    الله عليه وسلم و في يوم السقيفة .


    موقفه يوم الفتح


    في يوم فتح مكة ، جعله الرسول صلى الله عليه وسلم أميرا على فيلق

    من جيوش المسلمين ..

    ولم يكد يشارف أبواب البلد الحرام حتى صاح :

    ( اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة )

    وسمعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسارع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا :

    ( يا رسول الله .. اسمع ما قال سعد بن عبادة .. ما نأمن أن يكون له في قريش صولة )

    فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه أن يدركه ، ويأخذ الراية منه ، ويتأمر مكانه ..

    إن سعدا رضي الله عنه حين رأى مكة مذعنة مستسلمة لجيش الاسلام الفاتح

    تذكر كل صور العذاب الذي صبته على المؤمنين ، وعليه هو ذات يوم ..

    وتذكر الحروب التي سنتها على قوم ودعاة ، كل ذنبهم أنهم يقولون

    لا اله الا الله ، فدفعته شدته الى الشماتة بقريش وتوعدها يوم الفتح العظيم .
     
  2. جاري تحميل الصفحة...

    مواضيع مشابهة في منتدى التاريخ
    ×||| الصحابي الذي رأى الدجال رؤيا العين |||× صحراء الإسلام ‏29 مايو 2009

  3. موقفه يوم حنين




    بعد غزوة حنين وحين انتهى المسلمون من تلك الغزوة ظافرين ، راح رسول

    الله صلى الله عليه وسلم يوزع غنائمها على المسلمين ، واهتم يومئذ اهتماما

    خاصا بالمؤلفة قلوبهم ، وهم أولئك الأشراف الذين دخلوا الاسلام من قريب ،

    ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يساعدهم على أنفسهم بهذا التألف ،

    كما أعطى ذوي الحاجة من المقاتلين.

    وأما أولو الاسلام المكين ، فقد وكلهم الى اسلامهم ، ولم يعطهم من غنائم هذه الغزوة شيئا ..

    كان عطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مجرد عطائه ، شرفا يحرص عليه جميع الناس ..

    وكانت غنائم الحرب قد أصبحت تشكل دخلا هاما تقوم عليه معايش المسلمين

    وهكذا تساءل الأنصار في مرارة :

    لماذا لم يعطهم رسول الله حظهم من الفيء والغنيمة ؟

    ورأى زعيم الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه وسمع قومه يتهامس

    بعضهم بهذا الأمر ، فلم يرضه هذا الموقف ، واستجاب لطبيعته الواضحة

    المسفرة الصريحة ، وذهب من فوره الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :

    ( يا رسول الله ان هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ،

    لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت..

    قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في

    هذا الحي من الأنصار منها شيء )

    هكذا قال الرجل الواضح كل ما في نفسه ، وكل ما في أنفس قومه ،

    وأعطى الرسول صلى الله عليه وسلم صورة أمينة عن الموقف..

    وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " وأين أنت من ذلك يا سعد "

    أي اذا كان هذا رأي قومك ، فما رايك أنت ؟

    فأجاب سعد رضي الله عنه بنفس الصراحة قائلا :

    ( ما أنا الا من قومي )

    هنالك قال له النبي صلى الله عليه وسلم :

    " اذن فاجمع لي قومك "

    جمع سعد رضي الله عنه قومه من الأنصار ، وجاءهم رسول الله صلى

    الله عليه وسلم ، فتملى وجوههم الآسية ، وابتسم ابتسامة متألقة

    بعرفان جميلهم وتقدير صنيعهم ثم قال :

    " يا معشر الأنصار ، مقالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في

    أنفسكم ألم آتكم ضلالا فهداكم الله ؟

    وعالة فأغناكم الله..

    وأعداء ، فألف الله بين قلوبكم "

    قالوا : بلى الله ورسوله أمن وأفضل

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

    " ألا تجيبونني يا معشر الأنصار "

    قالوا : بم نجيبك يا رسول الله ولرسوله المن والفضل

    قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

    " أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدقتم وصدقتم :

    أتيتنا مكذوبا ، فصدقناك..

    ومخذولا ، فنصرناك ...

    وعائلا ، فآسيناك ..

    وطريدا ، فآويناك ..

    أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت

    بها قوما ليسلموا ، ووكلتم الى إسلامكم ..

    ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا

    أنتم برسول الله الى رحالكم ..

    فوالذي نفسي بيده ، لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ..

    ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار ..

    اللهم ارحم الأنصار ..

    وأبناء الأنصار ..

    وأبناء أبناء الأنصار "

    هنالك بكى الأنصار حتى أخضلوا لحاهم ، فقد ملأت كلمات الرسول

    صلى الله عليه وسلم أفئدتهم سلاما ، وأرواحهم ثراء ، وأنفسهم عافية

    وصاحوا جميعا وسعد بن عبادة رضي الله عنه معهم :

    " رضينا برسول الله قسما وحظا "


    موقفه يوم السقيفة





    ولما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم انحاز بعض الأنصار إلى سعد بن

    عبادة رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة منادين بأن يكون خليفة

    رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كانت خلافة رسول الله صلى الله عليه

    وسلم شرفا لذويه في الدنيا والآخرة ..

    ومن ثم أراد هذا الفريق من الأنصار أن ينالوه ويظفروا به ولكن لأن الرسول

    صلى الله عليه وسلم قد استخلف أبا بكر رضي الله عنه الصلاة أثناء مرضه

    فهم الصحابة أن هذا الاستخلاف مؤيدا لخلافة أبي بكر رضي الله عنه وتزعم

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا الرأي .

    وسارع أبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح رضي الله عنهم إلى الأنصار ،

    واشتد النقاش حول أحقية الخلافة ، وخطب أبوبكر الصديق رضي الله عنه

    خطبة بين فيها فضل المهاجرين والأنصار وقال في خاتمتها :

    ( هذا عمر وهذا أبوعبيـدة فأيهما شئتـم فبايعـوا )

    فقال الاثنان : ( لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك )

    ثم قال عمر رضي الله عنه : ( ابسط يدك نبايعك )

    فسبقهما بشير بن سعد رضي الله عنه وهو من كبار الأنصار وبايع أبا بكر

    وتلاه عمر وأبو عبيدة رضي الله عنهما ، فقام الحاضرون من الأنصار والمهاجرين

    فبايعوه وفي اليوم التالي اجتمع المسلمون في المسجد وبايعوه بيعة عامة .


    وفاته


    في الأيام الأولى من خلافة عمر رضي الله عنه ذهب سعد رضي الله عنه الى

    أمير المؤمنين ، وبنفس صراحته المتطرفة قال له :

    ( كان صاحبك أبو بكر ، والله ، أحب الينا منك ، وقد والله أصبحت كارها لجوارك )

    وفي هدوء أجابه عمر رضي الله عنه :

    ( إن من كره جوار جاره ، تحول عنه )

    وعاد سعد رضي الله عنه فقال :

    ( اني متحول الى جوار من هو خير منك )

    ما كان سعد رضي الله عنه بكلماته هذه لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه

    ينفس عن غيظ ، أو يعبر عن كراهية ..

    فإن من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا ، لا يرفض الولاء

    لرجل مثل عمر رضي الله عنه ، طالما رآه موضع تكريم الرسول صلى الله

    عليه وسلم وحبه ، انما أراد سعد رضي الله عنه وهو واحد من الأصحاب الذين نعتهم القرآن بأنهم رحماء بينهم ..

    ألا ينتظر ظروفا ، قد تطرأ بخلاف بينه وبين أمير المؤمنين ، خلاف لا يريده ،

    ولا يرضاه .. وشد رحاله الى الشام .

    وما كاد يبلغها وينزل أرض حوران حتى دعاه أجله ، وأفضى الى جوار ربه الرحيم سنة ( 14 هـ )

    والسلام عليكم
     
    • أعجبني أعجبني x 1
  4. جزاك الله خير اخوي
    ويعطيك العافيه
    تقبل مروري ^^
     
  5. شكرا اخوي على الموضووع الرائع جدا تقبل مرووري
     
  6. السلام عليكم

    يعطيك العافية أخوي ع الموضوع

    تابع التمييز

    تحياتي

    زورو

    ^^
     
  7. جزاك الله خير وكثر الله من امثالك