نُشرت مقالتين للإعلامي السعودي تركي الدخيل في صحيفة الوطن الأولى بتاريخ 4/7/2008 وعنوانها "دبي ولياليها الحمراء " والثانية بتاريخ 5/7/2008 وعنوانها "أيقونة النجاح في دبي". وجاءتا رداً على مقالة الدكتور علي موسى التي نشرت في نفس الصحيفة بتاريخ 2/7/2008 وحملت عنوان "تجربة دبي وتجربتنا السعودية " . ومما جاء في مقالة الدكتور موسى: "تحولت دبي إلى حديقة عالمية لسبب جوهري، لأنها بلا قيود، ولأنها بالمثل الشعبي (فاتحتها بحري) واذهبوا إلى صوالين فنادقها الفخمة ولياليها الوردية لتعرفوا أننا لن نصل بالتجربة السعودية إلى هذا الحد " . وأيضا جاء فيها : " صحيح أن السعودي هو الزبون "الكاش" الجاهز في ليالي دبي والدوحة والبحرين ". إلى ان قال :" تجربة دبي الاجتماعية لا تستحق منا التقليد، ولكن تجربتها الاقتصادية تستحق الاتفاتة". أما مقالة الدخيل الأولى فقد جاء فيها :" أحب قلم الدكتور علي الموسى، واحترمه، لكني أقف من موقفه الذي كتبه قبل يومين عن دبي موقفاً مختلفاً. ولب خلافي معه، في أن من لا يرى من دبي إلا ليالي حمراء، فهو يرى بعين عوراء، ومن خلال العين "المضروبة" أيضاً! قبل يومين كنت أغادر دبي عبر مطارها، الذي تراكم البشر فيه فوق بعضهم البعض، فهل كان هؤلاء كلهم يحيون الليالي الحمراء يا دكتور علي؟!" . إلى ان قال : " أرجو أن يسمح لي من لا ينظر إلى شيء في دبي سوى الليالي الحمراء، أن أذكره بمقولة استخدمها الأستاذ إبراهيم البليهي ذات يوم، عند من لا يرى في الغرب إلا الانحلال الأخلاقي، وهو أنه يشبه من يدخل إلى قصر منيف يعبق بالروائح الجميلة، ويفوح بالحسن في كل شبر منه، ثم لا يرى منه سوى... صندوق المهملات ! " . ومن الفقرات التي جاءت في المقالة الثانية للدخيل: "عندما استقررت أنا وزوجتي وأطفالي في دبي، كانت زوجتي تغشى مدارس أولادها، وأماكن التسلية الخاصة بهم، برفقة الأطفال، وتخرج في حاجتها إلى السوق، فلم يتعرض لها شابٌ يوماً، طيلة أكثر من أربع سنوات متواصلة، خلافاً لزيارات ما قبل سني الإقامة وبعدها . أتدرون لماذا؟! لأن في دبي نظامٌ يجرم الغزل! منذ التسعينات، ودبي تنشر صور المغازلجية في الصحف تشهيراً بهم، مع أسمائهم، حتى كادت هذه الظاهرة أن تنتهي تماماً. أقول ذلك في سياق الحديث عن الليالي الحمراء، لأؤكد أن أهم ميزة في هذه المدينة، أنه لا أحد يجبرك على فعل ما لا تريده، ولا ينغص عليك رحلة المتعة لك أنت وعائلتك شابٌ غرٌ لا يجد من يردعه" إلى ان قال : "هل نغار منهم؟! نغبطهم، فهم لم يحلموا بتحقيق النجاح الليلة الماضية ووجدوه أمام أعينهم هذا الصباح. هل لديهم أخطاء؟! بكل تأكيد. لكنهم لا يكابرون، ويحاولون بسرعة وعملية أن يقللوا من أخطائهم، والأهم من ذلك، أنهم يستفيدون بشكل ماهر، من تلكؤ الجيران... شرقاً وغرباً." في البداية لي تعليق بسيط على مقالة الدكتور موسى مع احترامي له فقد اعتاد الهجوم على دبي ولا اعرف السبب فدبي مدينة ناجحة بكل المقاييس ولم تتسبب بالضرر لأي بلد سواء كانت هذه البلد جارة صديقة أم جارة عدوة وليس ذنبها ان بعض سياحها لا يذهبون إلا إلى صوالينها ولياليها الوردية. ولا اعلم لم أساء الدكتور موسى للإنسان السعودي حين وصفة بأنه هو الزبون الكاش لهذه الصوالين ؟! فانا أشاهد السعوديين في كل الأماكن المحترمة من دبي (مراكز التسوق - الحدائق - السينمات - المطاعم وغيره) أما الفئة الأخرى التي يتحدث عنها الدكتور موسى فلا نراها ( نحن ) أبناء هذه المدينة، ومن الواضح ان هناك صورا لم يشاهدها الدكتور موسى في زياراته (المتكرره) الى دبي ( اللي فاتحتها بحري ) على حد قولة : فدبي تملك اكبر مدينة طبية في الشرق الاوسط واكبر مدينة جامعية واكبر مدينة رياضية واكبر مدينة صناعية واكبر مدينة ترفيهيه و اكبر مطار دولي في الشرق الاوسط . ومدينة ثقافية تمتد نحو 20 كيلومترا على طول الخليج ويدخل في مخططها دار للأوبرا، وأكثر من 10 متاحف، و14 مسرحا، و11 قاعة عرض، و9 مكتبات عامة، و72 "أيقونة ثقافية"، و7 معاهد للثقافة والفنون للفنانين المحليين والأجانب بتكلفة ( 7 ) مليارات درهم . بعض هذه المشاريع دشن وبعضه سيتم افتتاحه قريبا وهذا كله لا يمثل سواء نسبة بسيطة جدا من مشاريع دبي الضخمة . دوائرها الحكومية من أكثر الدوائر تطورا وسرعة في إنجاز المعاملات ، بناء الجسور لا يستغرق أكثر من سنة والبنايات كذلك دون أخطاء . دبي وحدها من بين الإمارات الأخرى بها ( 6 ) ملايين وافد يدخلها مئات الآلاف من العمالة الآسيوية سنويا ومع ذلك الجريمة في دبي (صفر) المعاكسات والتعرض للناس في المراكز والشوارع (صفر) حوادث السيارات لا ُتذكر ليس لأننا نجيد القيادة ولكن لأننا نملك إدارة شرطة ناجحة وهيئة طرق ومواصلات لا تهدأ . النظافة في أعلى مستوايتها الأمان والحرية الشخصية التي يملكها ابن الإمارات وزائر الإمارات لا يملكها أي إنسان في الوطن العربي كله . أخي الدكتور موسى كلمة " دبي فاتحتها بحري " لا تليق بدبي ولا تليق برجل أكاديمي مثلك . ( هل سمعت بجائزة دبي للقرآن ) ؟! هل تعلم كم مسجد في دبي ؟ هل تعلم كم محاضرة دينية تقام في دبي وبشكل يومي ؟ هل تعلم كم جمعية خيرية في دبي ؟ وكم يتيم ُكفل في العالم من خلال دبي ؟ هل سمعت بحملة دبي للعطاء ؟ هل تعلم أين ذهبت تلك المليارات ؟ أنا سأقول لك : ذهبت إلى الفقراء والأيتام والجياع في البلدان الفقيرة والحمد لله مدينتنا عندما تقدم الخير لا تستعرض به ولا تمتدح نفسها . دبي تفوقت على الكثير من البلدان الغنية وهي لا تملك إلا القليل من النفط ولا تملك المساحة الكبير لكنها تملك ( قائدا ) طموحا وشجاعا لا يهاب الفشل ولا يفكر فيه ولا يفكر في الآخرين ، الآخرين الذين قالوا عن مدينتنا الجميلة ذات يوم إنها ( فقاعة ) وحين اثبت لهم الشيخ محمد بن راشد إنها ليست فقاعة اخذوا يبحثون عن كلمات رديئة أخرى واخذوا يعزفون على أوتار أخرى مثل الفسق والُعري وغيره . دبي يا سادة لا تعرف الفشل ولن تتوقف والذين يتحدثون من داخل دبي ومن خارجها عن (مجتمعنا) وعن ضياع الهوية الإماراتية هم بشر اقل ما يقال عنهم إنهم فاشلون وعاجزون عن استيعاب عملية التطور السريعة التي حدثت في هذه المدينة الصغيرة (فالإماراتي لا زال محافظاً على هويته سواء كان في الملبس أو المأكل أو العادات أوالتقاليد) . سكان دبي الأصليون محافظون ومناطق دبي السكنية ليس بها أجانب، نعم منطقة (الجميراء) بها أجانب وهذا ليس من اليوم بل منذ الثمانينات وقبلها لأنها منطقة ساحلية تقع على البحر . دبي للذين ينعقون من داخلها في الإذاعات وللذين يتهامسون في الظلام (لم يتم بيعها) كما يروج الجهلة فدبي تتبع نظاما عالميا معروفا في التأجير والبيع ودبي لم تهمل مواطنيها وجميع حقوقهم المادية والمعنوية محفوظة ولغتهم العربية محفوظة وقد صدر من مجلس دبي التنفيذي قرارا يمنع استخدام أية لغة غير اللغة العربية في المراسلات الرسمية التابعة لحكومتها . اهتمام الشيخ محمد بن راشد بتطوير دبي لم يشغله ولم يبعده عن المواطنين ومنذ استلامه الحكم وهو يدخل المناطق السكنية خصوصا القديمة يترجل من سيارته ويقف عند كل بيت يسألهم : هل تحتاجون إلى شيء ؟ إحدى السيدات عندما خرجت من باب بيتها في الصباح الباكر للذهاب إلى عملها وجدته واقفا أمامها ومعه مسؤول الإسكان دون حرس او ضجة ، سلم عليها وسألها : هل أنت متزوجة قالت : نعم قال : هل لديكم منزل خاص بكم قالت : " لا " قال : سيكون لديكم منزل ، وكان لهم منزل خلال اشهر . ( هذا الأمر لا يحدث إلا في دبي ) دبي التي لا تستحق مجرد ( التفاته ) بل تستحق الاحترام والتقليد . أنا لا استغرب ان تهاجم دبي من الخارج فالحّساد ُكثر ولكنني استغرب الهجوم الذي يشن عليها من الداخل من قبل بعض المواطنين فدبي مفخرة لكل مواطن ينعم فيها بالرخاء والأمان وصدقوني عندما يسألني شخص ما عن جنسيتي ؟ وأقول له إنني إماراتية من (دبي) أقولها بفخر واعتزاز وكأنني أضع وساما عظيما على صدري ، دبي مدينة سحرية لا تشبهها المدن، دبي نجمة معلقة بين السماء والأرض ، يعيشها الاخرون حلم ونعيشها نحن حقيقة . اعلم انني اطلت عليكم ، واستميحكم عذرا فقد أخذني الحديث عن مدينتي الحبيبة وهذا لم يكن هدفي عندما بدأت كتابة هذه المقالة ، كان هدفي الأول هو تقديم الشكر الجزيل للإعلامي المضيء تركي الدخيل على كلمته الحلوة التي قالها في حق (دبي) المدينة التي احتضنته وعائلته بحب فانبرى مدافعا عنها بكل شجاعة دون ان تكون له أية مصلحة في ذلك وأنا هنا لا أجامل الدخيل ولا تربطني به معرفة شخصية أجريت معه لقاء صحفي قبل سنوات حين كنت اكتب في إيلاف وكان خير النموذج للرجل السعودي الخلوق الصادق المتواضع . واخيرا : لو كنت املك الصلاحية لمنحت الدخيل جنسية الإمارات ولكنت فخورة به كمواطن في هذا البلد فهو من الناس القلة الذين (يحفظون الجميل) ويردونه عند اللزوم .. شكرا لك أخي تركي ( فيك الخير ) . منقول
