مدكرات سجين هارب

الموضوع في 'المنتدى العام' بواسطة salspeel, بتاريخ ‏5 فبراير 2009.

[ مشاركة هذه الصفحة ]

  1. ملاحظ:
    أرجوا قراءة الموضوع جهراً لتشعروا بما عاناه ذلك السجين


    لم يبقى إلا شهر واحد علي ذكر مرور [frame="12 70"]ستة سنوات من هروبي من السجن, هناك في السجن
    مرارة وضيق مع قليل من الفرح الهزيل فنحن معشر السجناء كالأطفال نفرح بالقليل,
    تتواطأ الأحدث مع السجًّان لتهدم كل ما يعتز به الإنسان
    عندما تجد فرحتك كفرحة حيوان مفترس متجسدةً في أُكلة دسمه تصدق بها عليك مدير السجن عندما ولدت زوجته غلاماً بعد ستٍ من الإناث
    كان يخشى أن لا يحمل احد اسمه وما ادري ما المميز في اسمه
    فهوا فظ غليظ كغيره من مدراء السجن الآخرين
    عندما تصبح القضبان شئ مقيت تنبعث منها رائحة الموت
    وصوت قعقعة الأصفاد تقتل الصمت الرهيب أذانةً بولادة ماسات جديدة

    يكون جارك ابغض الناس إليك وأنت عدوه الذود
    هنا تصبح النضرات بين الجيران مثل الحمم النتنة
    فليس هناك أي معنى من معاني الجيرة الطيبة,
    تساءلت يوما لماذا كنا نظن أن القضبان والأصفاد كانت ملونةً بالون زاهية ؟!!
    ربما كان ذلك يبعث الأمل فينا نحن معشر السجناء!!
    لكني تذكرت أننا نحن القابعين بالداخل لسنا نرى الألوان كما هيا عليه
    فقد فقدنا إحساسنا بكل ما هوا جميل حتى إحساسنا بالأشياء والأماكن فقدناه فلا ادري أهي دائرة الشكل أم مربعة أم مستطيله
    كانت تلك الزنزانة التي قبعت فيها ردحا من الزمن .
    احد الحقائق التي تكتشفها بعد هروبك من السجن
    أن السجناء لا يرون الألوان
    فهم يدخلون السجن بملء إرادته رغم أن القضبان هيا القضبان سوداء
    والزنزانة هيا الزنزانة مظلمة
    رائحة الشهوات والشبهات تعبق في المكان

    وما كنا نَعِي أي الروائح كانت تستثير غرائزنا
    فنحن ولو جمعنا المكان فقد فرقاتنا الميول والأهواء ولكٍ جريمته الخاصة
    التي اجترحها بعيدا عن السلطان
    لكننا نشترك أننا كلنا اقترفنا ما اقترفناه علي علم من الله فهوا العليم الخبير.
    كنت أنتظر حكم الإعدام ولا اعرف متى فانا ميت لا محالة كما أنكم ميتون
    ربما يكون الموت الشئ الوحيد الذي يعيه أصحاب السجن
    ولكنهم يغفلون أو يتغافلون عنه تجدهم يُقحِمُون أنفسهم بالنضر إلي القضبان
    فقد كنا نخالها جميله وناعمة وحتى إذا ذكرنا الموت جعلنا منه انتصارا لنا
    فهو الشئ الوحيد المشترك بيننا وبين من يعيشون خارج هذا المستنقع الكريه. كانت القضبان مقيتة لبعض نزلاء ذلك المكان فهي التي تبقيهم سجناء ورائها تبقيهم مرتهنين بكل صمت وهدوء لكنهم اعتادوا أن يستسلموا خلفها

    كل الذين لم يجربوا القضبان أو جربوها وخرجوا بسلام
    يعرفون أن للقضبان ملامح الموت
    فهم قد أخلصهم الله ليكونوا مدركين لمأسات من قبعوا في السجن وماتوا فيه إنهم الوحيدون الذين أدركوا الألوان والروائح علي حقيقتها
    فليس كل ما يلمع ذهباً وحتى وإن كان ذهباً فقد زهدوا فيه ليكونوا أحرارا.
    منهم من تذوق مرارة السجن ولاذ بالفرار فاعتق نفسه مثلي,

    ومنهم من وفقه الله فلم يدخله أصلاً!!!
    تذكرت قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
    " كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "
    أضع اليوم أخر الحلقات المفقودة في مذكرات سجين
    بعد 20 سنةٍ ونيف من السجن اللعين
    معي اليوم قلمي ومحبرتي
    ووسادة أخرجتها معي عندما فررت من ذلك الكابوس
    وسادة لإرتاح عليها باقي عمري
    فانا لا أحتاج أكثر منها ولن يحتاج أي منكم أكثر من مثلها.
    ومازلت أتسأل عن أقراني السابقين القابعين خلف تلك القضبان وراء المأسي واختناق المكان بساكنيه
    وراء عهر الشهوات وضوضاء الشبهات
    متى تحررون أنفسكم وتهربون!!!؟؟؟
    [/frame]
     
  2. جاري تحميل الصفحة...

    مواضيع مشابهة في منتدى التاريخ
    سجين الذكريات المنتدى العام ‏4 يناير 2011

  3. يسلموووووووووووووو عالموضوع