((الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا)) وقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله * وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة من دموع في خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله قال ربّ العزة عزّ وجل :[وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا] الإسراء 106-109 وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( لايلج النار رجل بكى من خشيه الله حتى يعود اللبن في الضرع ولايجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم )) رواه الترمذي. *قال المباركفورى : [ عينان لا تمسهما النار] أي ؛ لا تمس صاحبهما فعبر بالجزء عن الجملة وعبر بالمس إشارة إلى امتناع ما فوقه بالأولى [عين بكت من خشيه الله] وهى مرتبه المجاهدين مع النفس التائبين عن المعصية سواء كان عالماً أو غير عالم. [وعين باتت تحرس في سبيل الله] وهى مرتبة المجاهدين في العبادة وهى شاملة لأن تكون في الحج أو طلب العلم أو الجهاد أو العبادة والأظهر أن المراد به الحارس للمجاهدين لحفظهم عن الكفار . وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ] وذكر منهم [ ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ] متفق عليه . **اللهم اجعلنا ممن يبكي بكاء المطيع المنيب إليك يا الله**