(ما فرطنا في الكتاب من شئ) الاسلا نظام شامل يتناول مظاهر الحياه جميعا فهو: دوله ووطن أو حكومه وأمة وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة وهو ثقافه وقانون أو علم وقضاء وهو مادة وثروة أو كسب وغنى وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكره كما هو عقيده صادقة وعبادة صحيحه سواء بسواء شمولية الاسلام اهتم الاسلام بجميع نواحى الحياة الاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه والدينيه التعبديه والروحيه وهذا الاهتمام نابع من واقعية هذا الدين وعالميته وشموليته وموافقته للفطره ومسايرته لكل زمان ومكان واننا نسئ لهذا الدين اذا حضرناه فى جانب واحد من هذه الجوانب فقط . قال الله تعالى (افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامه يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) إن الله عز وجل توعد لمن يأخذ من هذا الدين ويترك مايروق لهواه ويوافق رغبته بالخزى فى الحياه الدنيا والعذاي فى الاخره فلا يصح ان نختار من الدين ونترك. قال تعالى(وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيره من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) هذا هو الدين وهذه تعاليمه: فقد أحل الله البيع لانه يتوافق مع حاجه الناس ومصلحتهم وحرم الربا لانه يهدم النظام الاقتصادى ولايحقق مصلحة الناس واعلن على من يتعامل به حرب من الله (وأحل الله البيع وحرم الربا) وقال سبحانه (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا مابقى من الربا إن كنتم مؤمنون * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) وحرم كذلك استغلال حاجة الناس والتاجره بأقواتهم فحرم الاحتكار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يحتكر الا خاطئ )رواه مسلم وتبنى الاسلام نظاما اجتماعيا قائما على المساواة بين افراد المجتمع والمحافظه على الكيان الاسرى بالحقوق والواجبات بين كلامن الزوجين قال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير راع على رعيته وهو مسئول عنهم والرجل راع على اهل بيته وهو مسئول عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه والمرأة راعية على بيت زرجها ومسئوله عنه)رواه الامام احمد. وهدف الى مجتمع نظيف ليس فيه اثارة ولا استثارة فأمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وفرض الحجاب على المرأة المسلمه بشروطه الشرعية وجعل التماسك والوحده من قوام هذا الدين فدعى الى الاخوه وامر بالتواصل والتراحم قال تعالى(إنما المؤمنون إخوة) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (مثل المئومنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)رواه مسلم عدالة الاسلام وقد وضع الاسلام نظاما سياسيا يحقق العداله لجميع الامم والشعوب على إختلاف اجناسهم وألوانهم لتنعم البشريه كلها تحت ظلال الاسلام فما كان عرضه صلى الله عليه وسلم الاسلام على القبائل وإقامته دوله الاسلام فى المدينه وقيادته للجيوش ووضعه للخطط واستخلافه لبعض الصحابه على المدينه وإرساله الكتب إالى الامراء والملوك إلا إعمال سياسيه قام بها النبى صلى الله عليه وسلم وأن الحريه التى يسعى اليها كل الاحرار فى العالم وقد كفلها الاسلام للجميع فعمل بمنهج الشورى وجعله أصلا من اصول الحكم فى الاسلام. واقعنا: أن الناظر الى العالم اليوم ليجده يعانى من نظم سياسيه وضعية اشعلت الحروب والدمار وكبتت الحريات فامتلأت السجون بالشرفاء والابرياء فى كل البلاد وكذا نظم إجتماعية وضعية فتتت الاسر ومزقت العلاقات بين ابناء المجتمع وشاعت الرزيلة وتفشت الامراض طريق النجاة : قال تعالى(وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه *ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله *ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) وقال صلى الله عليه وسلم (إنى تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتى)صحيح ولن يصلح اخر هذه الامه الا بما صلح به اولها فهيا بنا نعود الى شريعة الله عز وجل بشموليها وكمالها حتى تسعد البشريه كما سعدت من قبل وعلى مدى قون طويله عندما سلمت البشرية قيادها لله عز وجل وقد قال الله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون ) (يا أيها الذين امنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون *وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين ومن حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله وهو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير)
