السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يوم ينفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين }( ) . { كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }( ) . فينـادي تبارك وتعـالى : أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ لمن الملك اليوم ؟ فلا يجيبه أحد ، فيجيب نفسه ــ جلت عظمته ، وتقدست أسماؤه ــ : الملك لله الواحد القهار( ) . ثم ينفخ في الصور مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون ، يجتمعون في صعيد واحد من أول الدنيا إلى آخرها ، ينفذهم البصر ، ويسمعهم الداعي ، لا ينظر أحد إلى أحد ، ولا يلوي أحد على أحد ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، فيصيبهم من الخوف والقلق والشدة والفتك ما لا يعلم إلا الله ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون فيلتمسون من يشفع لهم عند الله تعالى لفصل القضاء بينهم حتى يصلوا إلى سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين نبينا محمد ــ ــ وعلى أتباعه أجمعين . فيقول : أنا لها أنا لها ، فيذهب عليه الصلاة والسلام فيسجد تحت العرش يحمد الله ويدعوه ويتضرع إليه بما يفتح عليه . حتى يأذن له بالشفاعة فيشفع فينزل تبارك وتعالى لفصل القضاء وتوضع الموازين وتنشر الصحف( ) . { وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجائ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون }( ) . { فأما من أوتي كتابه بيمينه ، فسوف يحاسب حساباً يسيراً ، وينقلب إلى أهله مسروراً ، وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ، فسوف يدعوا ثبوراً ، ويصلى سعيراً }( ) . ثم يوضع الصراط على متن جهنم ، ويؤمر الناس بالمرور عليه { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً }( ) . فيمرون على الصراط يسيرون حسب أعمالهم فأولهم كالبرق ، ثم كالريح ... وهكذا حتى من هو يحبو حبواً ، فمخدوش ناج ، ومأخوذ ملقى في النار ، ثم يدخل أهل الجنة منازلهم ، خلود بلا موت ، ونعيم بلا نكد ، ويدخل أهل النار مقاعدهم لا يقضى عليهم فيموتوا ، ولا يخفف عنهم من عذابها( ) . منقول