بسم الله الرحمن الرحيم يا أمة محمد.. يا أمة محمد أين أنت؟ أين أنت مما يحدث حولك الآن من سب للنبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- من كل بقعة مدنسة ومكان..هل أنت نائمة؟نعم والله فما حسبناك هكذا في العصور الماضية..انظري لهذه القصة العجيبة التي لا أرى لها سوى معنى واحدا..أنك أمة متكاسلة..متخاذلة عن نصرة حبيبك المصطفى-صلى الله عليه وسلم-.. أنه في عصر النبي-صلى الله عليه وسلم-سمع غلامان أن أبي جهل سب النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم- فتعاهدا على أن يقتلانه فما برح حتى أغشي عليه مليا!! نعم.. ربما تعجبين أو ربما تتساءلين: ما الدافع الذي جعل هذين الغلامين يفعلان ما فعلاه؟! إنه والله حبهما لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- ..الرسول الذي بات يبكي..أتدرين لم؟ إنه يبكي من أجلك!!فعن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-أن النبي - صلى الله عليه وسلم- تلا قول الله -عز وجل- في سورة إبراهيم((رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم)) 36 وقال عيسى-عليه السلام-إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم)) المائدة:18 فرفع يديه وقال : (اللهم! أمتي أمتي) وبكى ،فقال الله-عز وجل-: ( يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟) فأتاه جبريل-عليه السلام-فسأله..فأخبره رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بما قال..وهو أعلم..فقال الله: ( يا جبريل! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوءك) مسلم2-3 أنظرت يا أمة محمد..إلى الشخص الذي أنقذك من نيران جهنم وزقوم النار!! أما عرفتيه حتى الآن!! إنه محمد.. محمد على تعاملاته وأحمد في صفاته وأخلاقه.. أنسيتيه؟! أم أنك لهوت عن سيرته العطرة المفعمة بكريم أخلاقه وحسن صفاته..أما آن لك أن تنصريه؟! أما آن لك أن تردي ولو جزءا واحدا من فضائله-بعد الله تعالى- عليك؟! أما آن!! أما آن أن تقفي أمام أعداء الدين لعنهم الله جميعا وتصرخي بأعلى صوت: ( أنا أمة أبية ..حرة عربية..نبيي طه المصطفى..فهو عندي المقتدى..لن أرضى أبدا بإهانة قدوتي..ولو على حساب كرامتي)يا أمة ظل الحبيب المصطفى-صلى الله عليه وسلم- يؤذى ويعذب من أجلها..أتعلمين من أجل ماذا ظل صامدا؟ من أجل رفعك بين الأمم عزيزة بالإسلام..شامخة بالقرآن..ولكن!! وا أسفاه عليك..فقد أصبحت من الأمم المتخاذلة.. أتعلمين لم؟! لأنك تخاذلت- إلا من رحم الله منك- عن نصرة المصطفى- صلى الله عليه وسلم-.. الآن جميع أعداء الدين يحاربونك..ويشهرون في وجهك سلاحهم الصدأ وهو سبهم لنبيك-صلوات ربي وسلامه عليه- إنهم يسهرون الليالي من أجل تأليف مسرحية زائفة.. أتعلمين عن ماذا يدور مضمونها؟! إنه للأسف عن سب الحبيب الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم- إنهم يتكالبون على جعلك أمة فاشلة..فهل أنت مستسلمة..أم هل أنت راضية؟! لن يجيبني إلا ضمير أبناؤك.. فأيقظي ذلك الضمير حتى تثبتي للعالم أنك أمة عريقة قادرة على الثبات..ويكفيك فخرا أن قدوتك هو مصطفى رب العالمين..محمد بن عبد الله- صلوات ربي وسلامه عليه-
